خبر على الاقل واحد من 27- هآرتس

الساعة 08:33 ص|30 مارس 2009

بقلم: يوآف شتيرن

 (المضمون: تعيين وزير عربي في الحكومة مسألة ضرورية لمستقبل الدولة وتوازن العلاقات فيها بين الاغلبية والاقلية ولن يغير من الوضع جوهريا - المصدر).

اعتبارات كثيرة تمثل للتأكيد نصب اعين رئيس الوزراء الموعود بنيامين نتنياهو، الذي يستكمل الان تركيب حكومته قبيل ادائها يمين القسم في الكنيست غدا. احد هذه الاعتبارات كما يفترض هو الاحباط الكبير الذي قد ينشأ في اوساط قادة حزبه ان لم يجد لهم حقائب بارزة بدرجة كافية بين الحقائب الوزارية الكثيرة التي ستشملها هذه الحكومة. ولكن هناك اعتبار واحد وفقا للمخاوف، ليس موضوعا على سلم اولويات نتنياهو – تعيين وزير عربي.

هناك عضو واحد في الليكود مرشح للمنصب: عضو الكنيست ايوب قرا ابن الطائفة الدرزية الذي عاد للكنيست ويقوم بتنظيم حملة عودته للوعي الشعبي.

صحيح ان قرا لا يدعو لتعيين "وزير عربي"، وانما لتعيين وزير "غير يهودي" ولكن هذا تلاعب بالكلمات فقط. "هذه تقاليد يتوجب على اسرائيل ان تحافظ عليها" هو يقول في الايام الاخيرة لكل من يريد الاصغاء اليه.

التقاليد التي يقصدها هي تعيين شخصين غير يهوديين، من ممثلي حزب العمل في منصب وزراء في السنوات الاخيرة: صالح طريف الذي كان لبضعة اشهر وزير بلا وزارة في حكومة اريئيل شارون، ووزير العلوم والثقافة والرياضة غالب مجادلة، الذي ينهي في هذه الايام ولايته في المنصب بعد عامين في حكومة اولمرت.

من الصعب قليلا ان نسمي هذا تقليد، ولكن ما من شك ان تعيين وزير عربي قد ادخل اساسا جديدا في السياسة الاسرائيلية. ما السيء في النقاش الشعبي في قضية ما يقوله النشيد الوطني الاسرائيلي او العلم، بالنسبة لعضو عربي في الحكومة؟ وما السيء في ان يكون وزير عربي خلف طاولة الحكومة خلال مناقشة القرارات المتعلقة بالحرب في غزة بينما يكون اقارب عائلته موجودين في الجانب المتعرض للقصف من الحدود؟ مجادلة رغم الانتقادات الكثيرة ضده في المؤسسة الفنية، ورغم تجاهله للمدراء، خفف من الاجماع المتناغم اليهودي حول طاولة الحكومة واثرى النقاش الشعبي من خلال وجوده بذاته في جلسات الحكومة.

كما ان مجادلة قام بامر جيد اخر. في كراس مفتخر اصدرته وزارته لاجمال وتلخيص نشاطاتها في الوسط العربي خلال العامين الاخيرين، هناك مؤشر مذهل: خلال عامين نجح مجادلة في تطبيق قرار الحكومة الذي لم يطبق منذ سنوات – ضمان تمثيل ملائم للجمهور العربي في القوى البشرية في القطاع العام. هو رفع عدد الموظفين العرب في وزارته من 4.7 في المائة في 2007 الى 20 في المائة اليوم – وزارته هي اعلى وزارة من حيث الموظفين العرب فيها. حتى وان كانت مملكته صغيرة فيبدو ان الامر ممكن عندما تكون هناك رغبة.

ايوب قرا لن يطرح هذه المعضلات على الجمهور اليهودي. حتى ان خدم في حكومة نتنياهو فستبقى هذه الحكومة يمينية ووفية لنهج افيغدور ليبرمان. قرا ضابط احتياط الذي يصرح بولائه التام للدولة ولليكود وصاحب المواقف المتشددة – لا يعتبر نفسه فلسطينيا مثل الاغلبية المطلقة من المواطنين العرب في اسرائيل. ولكن رغم هذه الفوارق هو يعد بان يمثل مصالح الجمهور العربي كله بصورة وفية.

سواء ان كان الوزير قرا او شخصا اخر، او كان من الطائفة الدرزية او من طائفة اخرى، من الواجب ان تتضمن الحكومة الكبيرة التي ستعين في هذا الاسبوع وزيرا عربيا في صفوفها. صحيح ان هذا الوزير لن يمثل قوة سياسة ذات وزن، ولكن اسرائيل بحاجة اليه خلف طاولة الحكومة. ربما يقرب ذلك اليوم الذي تعترف فيه الاغلبية اليهودية بان جيرانها المتواجدين داخل حدود الدولة هم مواطنون دافعون للضرائب ومتكافئو الحقوق، وانهم هم ايضا يستحقون جزءا من الكعكة وان لم يكن وضعهم جيدا – فان وضعنا جميعا لن يكون بخير.