خبر مواطنون بغزة يستبعدون نجاح القمة العربية في إنهاء معاناتهم

الساعة 05:42 ص|30 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

يستبعد الـمواطنون في قطاع غزة نجاح القمة العربية التي تبدأ أعمالها، اليوم، في إنهاء مأساتهم التي تتزايد يومياً جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة والحصار الـمفروض على القطاع منذ عامين.

ولا يعول الـمواطنون في القطاع الذي تعرض لحرب إسرائيلية قاسية في بداية العام على مقررات هذه القمة، ويعزون هذا التشاؤم إلى عدم قدرة الدول العربية على إنهاء خلافاتها الداخلية.

ويقول الـمسن طه العبادي في الستينيات من عمره إن الدول أو القمم العربية وعلى مدار تاريخ انعقادها لـم تنجح في حل خلاف عربي، كما فشلت في وقف العدوان الإسرائيلي الـمتواصل منذ عشرات السنين.

وأضاف العبادي الذي كان يعمل مدرساً: إن القمم العربية فشلت وهي في قمة مجدها في انتزاع الحقوق الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي، ولاسيما وأن العرب الآن يعيشون في أضعف وأسوأ حالاتهم.

ويؤكد الرجل الذي تابع القمم العربية منذ بدايتها أنه لا يكترث بأخبار القمة ولن يتابعها لأنه كالجميع يعرف مسبقاً ما ستسفر عنه قرارات على ورق، ولن تدخل حيز التنفيذ.

الانقسام سيفشل القمة

ويقترب رأي الطالب الجامعي فلاح بارود من رأي العبادي، مؤكداً أن استمرار الانقسام العربي والخلافات العربية ستفشل أية قمة.

وقال بارود الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة الأزهر: إن الـمطلوب من العرب ليس عقد قمم وإنما تنفيذ قرارات اتخذتها قمم عربية سابقة ولـم تنفذ، متسائلاً عن الدفاع العربي الـمشترك والتضامن العربي.

وأضاف: إن كل الـمؤشرات تدلل على فشل القمة العربية في حلحلة الخلافات العربية أو حتى انهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وأكد بارود الذي يتابع أخبار القمة أن مقاطعة الرئيس الـمصري للقمة وتدني مستوى التمثيل الـمصري دليل واضح على فشل القمة.

ولا يتوقع الـمواطن أسامة العجلة من القمة الكثير أو حتى القليل، مضيفاً إن الزعماء العرب عودوا شعوبهم على الكلام وإصدار البيانات فقط ومن ثم النسيان.

وقال العجلة بتهكم: "العرب ما بيحلوا ولا يربطوا"، ولذلك لا يمكن بناء آمال عريضة على قمتهم الحالية.

وتساءل العجلة الذي يمتلك محلاً لبيع الـملبوسات بغضب: ماذا حققت القمم العربية الـماضية وهل نجحت في وقف استفراد الولايات الـمتحدة وإسرائيل بالدول العربية وخصوصاً الشعب الفلسطيني.

واختار الشاب وائل العشي الصمت، لأن القمة برأيه لا تستحق التعليق، فيما عبرت الـمسنة انشراح التايه عن أملها أن يتمكن العرب من التوحد في هذه الـمرة.

وقالت التايه: إنه لـم يتبق من العمر الكثير، وأريد ان أرى العرب متوحدين وأقوياء، مضيفة إن الشعب الفلسطيني عانى الكثير من تفرق العرب الذي سمح للإسرائيليين بالاستمرار في القتل والاحتلال.

لكن التايه التي استعرضت جزءا من مأساتها عندما طردت من أرضها العام 1948 لا تتوقع من العرب الكثير.

وحمل أحد رجال الأمن على الدول العربية وقال إنه لا توجد لديها نية في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مستذكرا ما أسماه الـمواقف الرجعية والـمتخاذلة للدول العربية أثناء الحرب الأخيرة على غزة.

وقال إن الدول العربية لـم تتدخل عندما كان الشعب الفلسطيني يذبح، فكيف بها الآن، مؤكدا أنها لن تفعل شيئا ولن تستحق القمة الـمتابعة.

واتهم رجل الأمن الذي نجا من الـموت خلال عمليات القصف في بداية الحرب هذه الدول بالتواطؤ مع الاحتلال والعدوان.

ليس إلا روتيناً وخجلاً

ويعتبر الـمحلل السياسي رائد أبو ربيع، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن انعقاد القمم العربية أصبح جزءا من الروتين والخجل فقط ليس أكثر، مشيرا إلى أن العرب يعتبرون أن مجرد انعقاد القمة انجاز بحد ذاته.

واستبعد أن تتمكن القمة العربية من حل أي من القضايا الـمطروحة سواء فيما يتعلق بالخلافات العربية الداخلية أو الفلسطينية الداخلية أو مواجهة التحديات والـمخاطر التي تواجه الدول العربية وخصوصا السودان ومشكلة البشير.

وأكد أن العرب أيضا لن يستطيعوا فعل أي شيء لوقف أو فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وسيكتفون بإصدار بيانات الإطراء والدعم للشعب الفلسطيني فقط.

واعتبر أن عدم حضور الرئيس الـمصري مؤشر على عمق الخلافات العربية العربية، منتقدا في الوقت ذاته تصرف قطر في الكثير من القضايا العربية.

وقال أبو ربيع إن انعقاد القمة في قطر يساهم في عدم حلحلة الخلافات العربية بسبب الـموقف والتدخلات القطرية في الشؤون العربية.