خبر مواطنو الشريط الحدودي بالقطاع يعودون إلى منازلهم بعد توقف القصف على الأنفاق

الساعة 05:38 ص|30 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

بدأت مظاهر الحياة تدب من جديد في مناطق جنوبي محافظة رفح، لأول مرة منذ نحو ثلاثة أشهر، وبدأت تشاهد أنوار ومصابيح المنازل الملاصقة للشريط الحدودي مضاءة خلال ساعات الليل، بعد أن ساد الهدوء تلك المناطق منذ نحو أسبوعين، حين توقفت الغارات الإسرائيلية تجاه ما يسمى "أنفاق التهريب"، ما دفع معظم المواطنين الذين أجبروا على ترك منازلهم إلى العودة تدريجيا إليها.

وتقول المواطنة "أم باسم" الجزار من سكان مخيم الشعوث الملاصق للشريط الحدودي إنها بدأت تشعر بنوع من الاستقرار، بعد توقف الغارات الإسرائيلية تجاه المنطقة التي تقطنها، لكنها أشارت إلى أنها لم تنعم بعد بقدر كاف من الأمان، فما زال شعور بالخوف يسيطر عليها، خاصة أن وقف الغارات لم يكن ضمن اتفاق تهدئة، ما من شأنه تجددها في أية لحظة.

ونوهت الجزار في حديث لـ"الأيام" إلى أنها لم تصطحب إلى منزلها الأوراق الثبوتية الهامة، التي كانت وضعتها في بيوت بعض الأقارب، وكذلك كل ما تعتبره ثمينا، مؤكدة أنها وأفراد أسرتها في حالة يقظة تامة، لمغادرة المنزل فور حدوث أي طارئ.

وأشارت إلى أن تحليق طائرات الاستطلاع هو أكثر ما يزعجها وسكان المنطقة، موضحة أن أفراد أسرتها اضطروا لمغادرة المنزل أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، بعد سماعهم تحليق طائرات الاستطلاع، والتي غالبا ما يكون تحليقها سابقا لتنفيذ الغارات.

وقالت: "ننام وآذاننا مفتوحة، ونكون على استعداد تام لمغادرة المنزل خلال دقائق".

أما المواطن محمد رضوان من سكان حي البرازيل الواقع جنوب شرقي المدينة فأكد أنه يشعر حاليا بخوف وقلق أكثر مما كان يشعر به أثناء الحرب، أو خلال فترات تنفيذ الغارات الإسرائيلية تجاه المنطقة الحدودية.

وأشار رضوان إلى أن توقف تنفيذ الغارات بشكل مفاجئ يثير الكثير من التساؤلات، معربا عن خشيته من أن يكون هدف ذلك أن يشعر ملاك الأنفاق والعاملون فيها بقدر من الأمان، فيعودون لممارسة عملهم كالمعتاد، ويعود المواطنون إلى منازلهم، لتشن بعد ذلك الطائرات الإسرائيلية غارات مفاجئة ومكثفة تجاه المنطقة الحدودية، توقع عددا كبيرا من القتلى والمصابين.

ودعا رضوان المواطنين من سكان جنوبي المدينة وكذلك ملاك الأنفاق والعاملين فيها لإبداء مزيد من الحذر، وعدم التهاون، موضحا أنه وعائلته يخلون منزلهم القريب من الحدود معظم الليالي، تحسبا لحدوث غارات مفاجئة.

وكذلك المواطن أحمد قشطة يؤكد أن استمرار حالة الهدوء يشجع مزيدا من المواطنين على العودة إلى منازلهم التي هجروها خلال فترة الحرب وما بعدها.

وبين قشطة أنه وبالرغم من عودة الحياة من جديد إلى منطقة سكناه، وإنارة المنازل التي كانت معتمة، فإن معظم المواطنين الراغبين في العودة إلى منازلهم يواجهون صعوبات جمة، بسبب الدمار والخراب الذي لحق بالمنازل.

وأوضح أن خزانات المياه في معظم المنازل مدمرة جراء تطاير شظايا الصواريخ والقنابل، كما أن النوافذ والأبواب محطمة، ناهيك عن الجدران المليئة بالشقوق.

وأوضح أن عجز المواطنين عن إيجاد منازل يستأجرونها بسبب أزمة السكن الحالية، واختفاء مواد البناء من الأسواق، أجبرا المواطنين على العيش في منازلهم المتضررة، في ظل ظروف قاسية وصعبة.