خبر في ذكرى الأرض.. علماء يشددون على فريضة الدفاع عن فلسطين

الساعة 05:25 ص|30 مارس 2009

 فلسطين اليوم-غزة

على الرغم من مرور 33 عاماً على يوم الأرض الأول، الذي استشهد فيه ستة فلسطينيين وجرح المئات، فإن (إسرائيل) تواصل ممارسة سياسة الاستيطان العنصرية، الرامية لتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تعود أهمية هذا اليوم، الذي يحييه الفلسطينيون نهاية مارس/آذار من كل عام، إلى ما قبل أربعة عقود مضت، وتكمن أهميته، في تفنيد الدعاية الإسرائيلية، التي استندت إليها الدولة العبرية بأن فلسطين "أرض بلا شعب".. أرض لا تزال تشكل محور الصراع السياسي العقائدي الفلسطيني الإسرائيلي.

ويؤكد اثنان من العلماء الفلسطينيين أن الدفاع عن الأرض المحتلة وحمايتها، واجب على كل مسلم.

وحث هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين" على ضرورة المشاركة في فعاليات النصرة للأرض الفلسطينية، التي تتعرض لسياسة نهب واستيطان منظمة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

ويعتبر اليوم الذكرى الـ"33" للأرض الفلسطينية، شاهداً على سياسة الاستيطان، ففي 30 آذار من عام 1976 انتفض فلسطينيو الأرض المحتلة عام 48 في هبة جماهيرية عفوية ضد سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد، ذلك عندما أقدمت سلطات الاحتلال على مصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل الأوسط منها عرابة وسخنين ودير حنا وذلك في نطاق مخطط تهويد الجليل.

"الجهاد واجب"

وشهداء يوم الأرض هم خير ياسين , رجا أبو ريا , خضر خلايل ,خديجة شواهنة ,محسن طه ، ورأفت الزهيري، أسماء لا يمكن للتاريخ الفلسطيني أن ينساها فهم شهداء الملحمة.

ويقول د.ماهر السوسي، أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية:" إن الإسلام يوجب على المسلمين الدفاع عن أرضهم وعدم تمكين أعدائهم في الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال"، ويفسر قائلاً: " الدفاع عن الأرض المسلمة المحتلة فرض على المسلمين، ويتمثل هذا الفرض في الجهاد الذي شرع الدفاع عن البلاد".

وأشار السوسي إلى أن الجهاد فرض عين على كل المسلمين، وأضاف: " في حال كان العدو يتربص للسيطرة على بلد ما وجب على أهل البلاد ومن يجاورونهم بالهبة للدفاع عنها، خاصة إذا كانوا لا يستطيعون وليس لديهم إمكانية المقاومة".

ويرى أستاذ الفقه أن المسلمين " لن يجدوا مبرراً يعفيهم من الجهاد على أرض فلسطين".

وأوضح أن يوم تحرير فلسطين واجب على المسلمين بلا استثناء، والفلسطينيون يبتدأ أولا بهم لأنهم أولي الناس بالدفاع عن أرضهم ، داعياً المسلمين إلى عدم تفويت أي فرصة في الدفاع عن فلسطين ولو بالكلمة أو الفعل.

وقال " يأثم من يستطيع غوث أخيه المسلم ويتقاعس عن نصرته وأهله في فلسطين".

وتسعى (إسرائيل) إلى تهويد الأرض الفلسطينية، والتهويد مصطلح يستعمل في الأرشفة السياسية, والهدف منه إعطاء الطابع اليهودي على المكان، بطرق جغرافية، سياسة وديموغرافية، وأيديولوجية.

وتستند هذه النظرة على فرض السيطرة على الأرض، ففي كل مجال جغرافي مختلط يجب أن يكون اليهود أكثرية، وأن تكون الأرض بأيد يهودية"، بحسب الرؤية الإسرائيلية.

رمز للوطنية

من جانبه، اعتبر النائب د.سالم سلامة وقوف الفلسطينيين أمام آلة الحرب الإسرائيلية " دليلاً واضحاً لإثبات حقهم في أرضهم، وتحريرها، بكل ما أوتوا من قوة، وعليهم ألا يبرحوا الأرض حتى يثبتوا حقهم أو يموتوا من أجلها".

كما وشدد النائب عن كتلة التغيير والإصلاح على " ضرورة تخليد يوم الأرض لأنه يمثل  رمزاً للوطنية، والدفاع عن الأرض الفلسطينية دفاعاً عن الوجود والذات والإنسان".

ويعتقد سلامة أن " فلسطيني اليوم أقوي من فلسطينيي الأمس، الذين تكالبت عليهم كل الأمم وأحاطوه بسياج ضيق عليه حتى في أرضهم وما كانوا يعلمون بما يدور حولهم، أما اليوم فقد عرف الشعب طريقه واختار الطريق الأقرب للوصول الى تحرير أرضه".

وعن واجب الأمة تجاه فلسطين المحتلة في ذكرى الأرض، قال أستاذ الحديث الشريف: " على الأمة العربية والإسلامية أن تهب لنصرة شعبنا الذي علق الأمانة في رقاب الأمة، لمساندة المقاومة ضد اليهود، الذين يحاولون الاستيلاء على فلسطين والتفرد بها".

وحذر سلامة من المخططات الاستيطانية الإسرائيلية التي تسعي الدولة العبرية لفرضها على المواطنين، ضمن سياسة الأمر الواقع، وتساءل " هل على العرب والمسلمين أن يتحركوا أم أنهم سيستمرون في النظر إلينا نظر المغشي عليه كما فعلوا في العراق؟!!".