خبر كتب د. أسعد أبو شرخ.. ثناء واجب على د. عفيف صافية سفير فلسطين لدى موسكو

الساعة 05:21 ص|30 مارس 2009

د. أسعد أبو شرخ

جامعة الأزهر – غزة

لا أعرف الدكتور عفيف صافية ولم أتشرف بالتعرف عليه أو مقابلته أو الجلوس معه، ولم أجتمع به في ندوة أو مؤتمر، بيد أنني من أشد المعجبين بالدكتور صافيه، لأنني، أتابع نشاطاته وتحركاته وحضوره الإعلامي الكبير ودينامية دفاعه عن قضية شعبه بأكثر من لغة وفي أكثر من منتدى وندوة عالمية أو إقليمية، ويجمع الكثير من الفلسطينيين الذي تعاملوا مع د. صافيه، هذا الدبلوماسي اللامع الألمعي، بأنه واحد من أقدر الدبلوماسيين وأكفأهم وأنشطهم وأكثرهم حضوراً وقدرة على الدفاع ودحض الرواية الصهيونية وتفنيد دعاياتها وإدعاءاتها بلغة إنجليزية أو فرنسية راقيه وسلسلة وسليمة تؤثر في المستمع مما يجعله قادراً على كسب تعاطف الجمهور المستهدف.

 

د. صافية دبلوماسي مخضرم حضاري في جوهره وفي مظهره، ذو ثقافية دينية ودنيوية وسياسة راقية ويخاطب الجمهور بالطريقة التي يرى أنها مناسبة، انطلاقاً من مقولة لكل " مقام مقال" وقد أشاد به الكثيرون ممن عمل معهم في الحقل الدبلوماسي رؤساء ومرؤوسين. لقد كان دبلوماسياً ناجحاً بل صورة حضارية متقدمة للإنسان الفلسطيني، حينما كان يمثل فلسطين في عاصمة الفاتيكان وتمكن من نسج أفضل العلاقات مع رجالات الفاتيكان من البابا نفسه إلى الكاردينالات ورجال الدين الآخرين، ولقد نجح نجاحاً باهراً في الفاتيكان استوجب ثناء الناس عليه وعلى قدراته بل وسلوكه الدمث ومظهره الحضاري، فهو من أفضل الذين مثلوا الشعب الفلسطيني بامتياز وحقق نفس النجاح في واشنطن وكذلك حين كان سفيراً لفلسطين في لندن، إذ كان دائب الحركة ودائم النشاط وبرنامجه اليومي يعج بالنشاطات من أجل فلسطين ومواجهة اللوبي الصهيوني. وهذا ما شهدت به الجالية الفلسطينية في لندن، ونفس الدور قام به وبنفس الكفاءة في الفاتيكان وواشنطن، ومازال يلعب نفس الدور بنفس الهمة والنشاط في العاصمة الروسية موسكو!

 

أحد الذين يعرفون د. صافية عن كثب والذين التقوا به أكثر من مرة، قال لي، إذا كان هناك من دبلوماسي يجب أن يفتخر به الشعب الفلسطيني قدرة وكفاءة وسلوكاً ودماثة وانضباطاً وتمثيلاً وثقافة وحضارة فهو د. عفيف صافيه هذا العروبي الوطني بامتياز والذي يمثل فلسطين والشعب الفلسطيني دون تحيز لهذا التنظيم أو ذاك، لأنه حدد البوصلة الأساسية واتجاهها لنفسه، نحو فلسطين التي هي أكبر من كل التنظيمات والأحزاب، وعفيف صافيه لمن يعرفه فتحاوي أصيل كما كتب نقولا ناصر، بيد أنه ينتمي إلى فتح النضال والثورة فتح الينابيع التي حددت بوصلتها إلى فلسطين دون الالتفات يسرة أو يمني، ولهذا ولأن فتح كما كان يقول عن ذلك الشهيد القائد أبو عمار مسؤوليتها مسؤولية الأب وليس الابن، لذلك عليها أن تكون كالأم الرءوم تجمع جميع الأبناء حولها وتحدب عليهم وتدافع عنهم وهذا ما قام به د. عفيف صافيه في موسكو في ندوة حول العدوان الصهيوني على غزة إذ طغت عليه فتحاويته الأصيلة التي تقف فوق الخلافات والانقسامات، وتحدث بلغة وطنية صادقة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني ومقاومته وكل من شارك في هذا المقاومة من حماس إلى فتح إلى كل التنظيمات كما أشاد بصمود الشعب الفلسطيني برمته. كان الهدف من المهرجان الذي نظم في موسكو هو لشرح جرائم العدو الصهيوني وحرب الإبادة التي شنها ضد أهل غزة وكان يتوجب من الناحية المهنية والضميرية والأخلاقية والوطنية أن يحضر د. صافية هذا المهرجان حتى لو دعت له حماس، لأن هذا المؤتمر هدفه كشف وفضح العدو الصهيوني وجرائمه، ومن هو أفضل من د. عفيف صافيه، بل من أحق منه، وهو سفير فلسطين في الدفاع عن القضية الفلسطينية وكشف جرائم العدو الصهيوني؟ إن ذلك جزء لا يتجزأ من عمل ونشاط الدبلوماسي في العواصم العالمية.

 

كان يتوجب على السلطة وكذلك وزارة الخارجية الفلسطينية في حكومة رام الله، أن تكافئ السفير صافيه وأن تثني على دورة الوحدوي ونشاطه الدبلوماسي لا أن تقوم بتقريعه، وإنهاء عمله الدبلوماسي أو حتى نقله! كما تناقلت وسائل الإعلام المختلفة!!

والسؤال الذي يلح على العقل، لصالح من يتم تأنيب وإزاحة واحد من أفضل الدبلوماسيين وأكثرهم نشاطاً وولاءاً وانتماءاً، هذا إن لم يكن أفضل دبلوماسي فلسطيني بالامتياز. هل بهذه السهولة نصدر القرارات ونعاقب الشخصيات الوطنية حتى لو اختلفنا مع وجهة نظرها؟ إن نقل السفير صافيه هو خسارة للدبلوماسية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لأنه من الصعب تعويض دبلوماسي مخضرم بهذه القدرات والكفاءات حقق خلالها اختراقاً للدبلوماسية الفلسطينية في الغرب وكان الصورة الدائمة الحضور في العقل الأوروبي، والتي تخشاها ونحسب لها حساب دوائر اللوبي الصهيوني وأسأل وزارة الخارجية في رام الله، بالله عليكم كم عفيف صافيه لدينا في وزارة الخارجية؟ وكم دبلوماسي متميز ومن هذا الطراز الكفء والناجح لدنيا في السفارات؟!

 

لقد استمعت للكثيرين من المثقفين الفلسطينيين وكذلك والدبلوماسيين والإعلاميين الغربيين المؤيدين للقضية الفلسطينية والذين كنت التقيهم وهم يقومون بالثناء على هذا الدبلوماسي الفلسطيني الكفء والمقتدر والذي يقارع الحجة بالحجة بكل هدوء وثقة في نفسه وفي شعبه وفي قضيته العادلة كما قال لي أحد الدبلوماسيين الأجانب المتعاطفين مع القضية الفلسطينية. إن عفيف صافيه هو نموذج للدبلوماسي الفلسطيني الملتزم والمنتمي فهو إبن القدس العزيزة على قلوبنا جميعاً، ومن هنا كان القدس هاجسه التي حددت له معالم الطريق بأن يكون ممثلاً لكل أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو الحزبية أو التنظيمية أو الدينية.

 

إنه صورة مشرقة للإنسان الفلسطيني، إنني أطلب المسؤولين بتقدير ومكافأة هذا الدبلوماسي لا معاقبته وأن يبقى سفيراً وممثلاً لنا في موسكو أو أن ينتقل إلى موقع أهم وأفضل أي لموقع وزير الخارجية الذي يحتاج لهذه الكفاءة المتميزة النادرة التي تمثل الشعب الفلسطيني أفضل تمثيل وتعطي صورة حضارية وعادلة ومشرقة عن شعبنا وقضيتنا ومقاومتنا .

عفيف صافية لك منا ومن كل الشعب الفلسطيني عامة وأهلكم في غزة خاصة التحية والاحترام والثناء على ما قمتم به من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وإلى الأمام.