خبر الشعب الفلسطيني يحي اليوم ذكرى الأرض بإضراب شامل ومظاهرات غاضبة بالداخل

الساعة 05:13 ص|30 مارس 2009

فلسطين اليوم-القدس

يحيي الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بشكل عام، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بشكل خاص في الثلاثين من آذار من كل عام ذكرى يوم الأرض الخالد. والذي تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية مطلقة وخاصة في الجليل.

 

على إثر هذا المخطط قررت الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني إعلان الإضراب الشامل، متحدية ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السلطات الإسرائيلية، وكان الرد الإسرائيلي عسكرياً شديداً، إذ دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل.

 

حقيقة أحداث يوم الأرض بدأت في التاسع والعشرين من آذار، بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي. وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني سقط ستة شهداء وهم:

 

1. خير ياسين – عرابة 2. رجا أبو ريا – سخنين 3. خضر خلايلة – سخنين 4. خديجة شواهنة – سخنين 5. محسن طه – كفركنا 6. رأفت الزهيري – عين شمس.

 

ويعتبر يوم الأرض نقطة تحول في العلاقة بين السلطة الإسرائيلية والجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، إذ إن السلطات أرادت بردها أن تثبت للجماهير الساخطة من هم "أسياد الأرض", كما وكان هذا التحدي العلني الجماهيري الأول للكيان المحتل من قبل الجماهير الساخطة.

 

وساهم يوم الأرض بشكل مباشر في توحيد وتكاثف وحدة الصف الفلسطيني في الداخل على المستوى الجماهيري بعد أن كان في العديد من الأحيان السابقة نضالاً فردياً لأشخاص فرادى أو لمجموعات محدودة، كما وكان هذا الرد بمثابة صفعة وجرس إيقاظ لكل فلسطيني قبل بالاحتلال الإسرائيلي عام 1948 واعتقد أن المخطط الصهيوني متسامح ومتقبل لأي أقلية عرقية أو دينية غير يهودية على أرض فلسطين.

 

معركة الأرض لم تنته في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، والمخططات الإسرائيلية المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا.

 

فقضية الأرض هي أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية، فلا يمكن الحديث عنها مدنياً وتغييب أبعادها الوطنية، وفي نفس الوقت لا يمكن الحديث عنها وطنياً وتغييب أبعادها المدنية.