خبر المقاومة في غزة ولبنان نموذجا...عبد الستار: جملة من المتغيرات عززت المقاومة في المنطقة

الساعة 12:29 م|29 مارس 2009

رام الله: فلسطين اليوم

قال عبد الستار قاسم، البروفسور في العلوم السياسية أن قضيتي السلام والمقاومة تأثرت في الرحلة الأخيرة من بعض المتغيرات الدولية في المنطقة بشكل كبير، أدى إلى تعزيز دور المقاومة على صالح العملية السلمية و خاصة فيما يتعلق بالمقاومة في لبنان و فلسطين.

و اعتبر قاسم في ورقة عمل قدمها أمام مؤتمر عقد في رام الله، بعنوان" المتغيرات الدولية وأثرها على القضية الفلسطينية" أن هذه المتغيرات أثرت في ميزان القوى في العالم بحيث لم تعد اسرائيل القيام بما كانت تقوم به في السابق و لا حتى الولايات المتحدة، و السبب فرض المقاومة لنفسها على الساحة ، بحيث أصبحت هناك  قوى تستطيع أن تواجه و تحارب.

و توقع عبد الستار مزيداً من التحولات في المنطقة العربية والإسلامية وستشهد مزيداً من التحولات في المستقبل " أي السنوات القليلة القادمة وليس المستقبل البعيد.

و حول التغيرات الدولية و تأثيرها على المقاومة، قال عبد الستار إن هناك متغيرات إقليمية و دولية منها ما يصب في مصلحة المقاومة و منها ما يصب في مصلحة التفاوض، أهم هذه المتغيرات إقليميا هي إصرار إيران على استمرارها على الذات و تشكل نموذجا من المقاومة من خلال التركز على التطوير العلمي والمهني، فإيران على حد قول عبد الستار، لديها قناعة انه بدون تحقيق قفزات علمية تؤدي إلى قفزات تقنية لن تكون قادرة على الاعتماد على الذات.

و شدد عبد الستار أن إيران حققت الكثير من هذا المجال و خاصة من الناحية الزراعية، والذي يعتبر أهم عنصر في الاقتصاد، على الرغم انه يمكن ان يكون نسبة ضئيلة، و هذا ما يضايق الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية، فالقوة الإيرانية مسألة خطيرة تشكل خطرا على تدفق النفط مستقبلا و على الدول العربية و أيضا على اسرائيل.

المثال الأخر الذي جذر المقاومة كخيار ضمن تغيرات ميزان القوى، بحسب عبد الستار، هو المقاومة في كل من غزة و لبنان.

فحرب تموز 2006 و التي انتصر بها حزب الله، شكلت تحولا استراتيجيا كبيرا و ضخما في المنطقة، فحزب الله صمد و شكل نموذجا مقاوما لم تعتد عليه اسرائيل و لا الولايات المتحدة الأمريكية و كان لديه الاستعداد لمواصلة القتال ولكن الطرف الأخر وجد أن لا فائدة.

كذلك الأمر في حرب "الكوانين"، والاعتداء على غزة، فهذا الاعتداء كان من المتوقع أن تنتهي غزة خلال يومين على أقصى حد و هذا لم يحصل، فالمقاومة صمدت على الرغم من كل التدمير و القتل الذي حصل.

و نوَّه عبد الستار إلى نقطة مهمة في هذا الإطار، و هي أن نتائج الحروب لا تقاس بالخسائر، فالدليل على ذلك فيتنام والجزائر التي انتصرت رغم الخسائر الهائلة، فالخسائر و القتل و التدمير تستعمل للضغط على الطرف الأخر ليوقف الحرب، و نتائج الحروب تقاس بتحقيق الأهداف، فالمقاومة الفلسطينية في غزة لم تشن الحرب والذي شن الحرب اسرائيل وهي من لم تحقق أهدافها على الإطلاق من ناحية تغير الواقع القائم في القطاع.

و تابع عبد الستار:" هذان المتغيران أعطيا مؤشرا واضحا على أن هناك تحولاً عسكرياً كبير في المنطقة، فئات قليلة من المقاتلين يصمدون أمام الآلة الإسرائيلية الضخمة المصممة لتحقيق الهيمنة العسكرية على كل الدول العربية مجتمعة، فعلى الأقل التكتيك العسكري الذي كانت تتبعه اسرائيل يحتاج إلى مراجعة بالكامل فهو قد يفيد ضد الدول العربية و لكنه لن يكون مجديا في مواجهة المقاومة".