خبر حكومة رام الله حددت شروطها للتعامل مع أية حكومة إسرائيلية مقبلة

الساعة 10:38 ص|29 مارس 2009

فلسطين اليوم-رام الله

قال وزير الشؤون الخارجية بحكومة رام الله د.رياض المالكي، اليوم، إن السلطة الوطنية حددت شروطها للتعامل مع أية حكومة إسرائيلية مقبلة، وهي: الالتزام بالاتفاقيات الدولية، والقبول بمبدأ حل الدولتين، ووقف الاستيطان، ورفع الحواجز، ووقف الاجتياحات.

 

وأضاف، في مؤتمر صحفي عقده بالمركز الإعلامي لمؤتمر القمة العربية في مدينة الدوحة، أن عملية السلام ومبادرة السلام العربية هي خيار استراتيجي لكل العرب، يجب التمسك بها، ولكنها لن تبقى على الطاولة للأبد، وهي مرهونة بمدى التزام إسرائيل بعملية السلام.

 

وبين المالكي، أنه تم تخصيص جلسة خاصة لمناقشة عملية السلام، موضحا أن مداخلة فلسطين طرحت القضايا الرئيسة التي يجب على الدول العربية تحديد موقف واضح منها، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام، والموقف من الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة بقيادة نتنياهو.

 

وأشار إلى أن المداخلة تطرقت إلى موضوع دعم صمود الشعب الفلسطيني، وموضوع المصالحة الداخلية، ومواجهة التهويد الإسرائيلي اللامسبوق للقدس.

 

وفي موضوع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، قال د.المالكي: 'خلال أيام سنواجه حكومة إسرائيلية يمينية بقيادة نتنياهو، وهي حكومة ترفض قبول مبدأ حل الدولتين، وتركز فقط على مبدأ السلام الاقتصادي، وتستعمل مبدأ القوة وفرض الحقائق'.

 

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي كان لديه موقف مشجع صدر قبل أيام، وهو أن على الحكومة الإسرائيلية الالتزام بالتزامات الحكومات السابقة، والقبول بمبدأ حل الدولتين، وإلا ستقوم أوروبا بإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل، مؤكدا أن هذا موقف مميز، يجب البناء عليه ودعمه.

 

وتابع المالكي: 'كذلك القناصل الأجانب في القدس صدر عنهم تقرير مهم جدا يحدد مخاطر تهويد مدينة القدس، ويبين أن حجم الاستيطان في المدينة المقدسة قد ازداد بنسبة 40 ضعف في عام 2008 عن عام 2009، وهذا شيء خطير'.

 

وتطرق وزير الخارجية إلى موضوع ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب خلال عدوانها على قطاع غزة، مشيرا إلى أن السلطة الوطنية توجهت لمحكمة الجنايات الدولية من أجل محاكمة مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين.

 

وطالب د.المالكي، الدول العربية بدعم موقف السلطة الوطنية في هذا الملف، خاصة الدول الموقعة على اتفاقية روما، أومن خلال استغلال علاقاتها الدولية لدعم هذا الملف الحساس.

 

وفيما يتعلق بالحصار على قطاع غزة، قال د.المالكي: 'إن إسرائيل لاتزال تفرض حصارا قاسيا وظالما على أهلنا في القطاع، بالرغم من عقد مؤتمر شرم الشيخ، الذي يصطدم تنفيذ قراراته بهذا الحصار الظالم'.

 

وأضاف أن إسرائيل تربط موضوع رفع الحصار، بموضوع التهدئة وقضية تبادل الأسرى، ما أدى إلى استمرار معاناة سكان قطاع غزة، فإسرائيل لا تسمح سوى لـ173 شاحنة محملة بالمواد الإنسانية والغذائية بالدخول إلى غزة، بينما القطاع يحتاج بالفعل إلى 800 شاحنة حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة، وهذا يحتاج إلى ضغط دولي كبير على إسرائيل.

 

وأشار إلى أن موضوع إعادة إعمار قطاع غزة مرتبط أيضا بقضية المصالحة الداخلية التي سوف ينتج عنها حكومة توافق وطني تقوم بإعادة الإعمار، معربا عن أمله بنجاح الجولة الثالثة من الحوار الوطني في العاصمة المصرية في القاهرة.

 

ونوه إلى أن الحكومة خصصت جزءا من الموازنة لدعم سكان قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم.

 

وأكد أن القمة العربية تطرقت إلى موضوع المصالحة الفلسطينية، وأكدت دعمها للجهود المصرية لإنهاء الانقسام، موضحا أن الوفد الفلسطيني أعد وثيقة لدعم صمود الشعب الفلسطيني ولتعزيز المصالحة الفلسطينية تم تبنيها من قبل وزراء الخارجية العرب.

 

وقال المالكي: 'إن قمة الدوحة طرحت كافة القضايا التي تمس الهم العربي المشترك، ووضعت اليد على الجرح، وهي من أكثر القمم حضورا للزعماء العرب، وبذلك فهي تعطي نقلة نوعية في طبيعة القضايا التي طرحت..'

 

وأضاف أن الأجواء العربية أفضل بكثير، ويسود جو من التفاؤل بين كافة الوفود العربية، مشيرا إلى أن قمة الرياض الرباعية أدت إلى تخفيف الاحتقان العربي بدرجة كبيرة، وساهمت في هذه الأجواء الإيجابية.

 

وشدد على أن المصالحة العربية –العربية، ستنعكس إيجابا على موضوع المصالحة الداخلية الجارية، في القاهرة، موضحا أن هناك رغبة صادقة من قبل كل الأطراف لتخطي كل العقبات التي بقيت من الجولات الأولى.

 

وأوضح أن الموقف العربي بخصوص قضية اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير هو موقف واضح وصريح، ويدعو إلى رفض التعاطي مع هذه المذكرة، ويؤكد دعم الدول العربية للسودان الشقيق.

 

وفيما يتعلق بالإدارة الأميركية الجديدة، قال د.المالكي: 'إن الرئيس أوباما، ومنذ تسلمه لمهام منصبه، اتصل فورا بالرئيس عباس وأكد له التزام الإدارة الأميركية بعملية السلام، وتعيين موفد خاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.

 

وأضاف: 'هذا مؤشر جيد وإيجابي على تغير في الموقف الأميركي، كذلك تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي أكدت فيها مبدأ حل الدولتين، وأهمية المبادرة العربية للسلام في إنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي.