خبر ايهود باراك ..مصلحته، مصلحتها، مصلحتنا

الساعة 09:41 ص|29 مارس 2009

بقلم: ايتان هابر..مدير مكتب رابين سابقا

(المضمون: بوسعي أن اشهد بانه تحت الأنا التي تناطح السحاب وانعدام الفهم المطلق لـ "السياقات" يختبىء حقا شخص مصلحة الدولة، كما ترى بعينيه وبعقله، هامة له المصدر).

بعد يومين – ثلاثة، بعد الترسيم في الكنيست، سيجلس ايهود باراك على طاولة الحكومة وعلى شفتيه ابتسامة قط راضٍ. وكعادته، سيدور على كرسيه، ينظر يمينا، ينظر يسارا، ينظر الى مدرج الجمهور، ويبتسم: مرة اخرى فعلها!

واين بالضبط هذا الرجل الذي جلس حتى الان الى يساري؟ ماذا، ماذا يسمونه؟ ايهود؟ ايهود، ماذا؟ اولمرت، قلتم؟ ماذا بالضبط فعل في السنوات الثلاث الاخيرة؟ سلام مع السوريين؟ اتفاق مع الفلسطينيين؟ وهذه السيدة التي جلست هنا حتى قبل بضعة ايام؟ اين هي؟ ماذا تسمى؟ "تسيبورا"؟

العاصفة الاخيرة في مؤتمر حزب العمل خدشته بعض الشيء، بعض الشيء فقط. هذا سيمر. بعد سنة لن يتذكر ذلك سوى حنان كريستال من الاذاعة.  من ناحية سياسية صرفة هو انتصر. في "اختبار النتيجة" وصل الى حيث اراد وجر وراءه حزبا كاملا. على الطريق، على المنهج، على التذبذب يمكن الجدال، ولكن ليس على النتيجة.

هو يفكر في نفسه بعظمة. ليس صدفة، في الولاية اياها كرئيس للوزراء، طلب ان يعرض في مكتبه تمثالا كبيرا لرأس دافيد بن غوريون. هو، هو فقط، مثال يحتذى. من يذكر من كان ايتان كابل بن غوريون؟ من يعرف اليوم من عارض اعلان الدولة من جهة بن غوريون. ماذا اعتقد جنرالات هيئة الاركان في 1956 عن موشيه دايان؟ ايدوا، ربما عارضوا حملة سيناء؟ والايام الستة؟

في داخله وفي طريقة سلوكه يحتقر باراك "السياقات"، وامام ناظريه لا يقف سوى "اختبار النتيجة". شيلي يحيموفتش تبكي؟ اوفير بينس غاضب؟ برأيه في كتب التاريخ لن يكونا حتى ولا ملاحظة هامشية اذا ما وقع سلاما مع سوريا وانهى النزاع مع الفلسطينيين. نتنياهو رئيس الوزراء؟ في نظر باراك بيبي هو جزء من "السياق" الذي يقدسه الجميع. اما هو، باراك، فيبحث عن "اختبار النتيجة"، وامام ناظريه:

•مصلحته (الشخصية): كمن كان منذ سن 20 ونيف يعيش ويعمل في كنف شخصيات الدولة الاعلى، يدخل ويخرج من والى مكاتبهم وكان شاهدا على تردداتهم وقراراتهم (بما فيها الخاطئة)، فان باراك لا يرى نفسه أقل منهم. على مدى السنين تلقى الثناء على كفاءاته من كل اصحاب الابهة في الدولة. صحيح أنه يملك أنا بحجوم هائلة ويزن كل أمر تقريبا حسب مصلحته الشخصية ايضا، ولكن هذا ايضا يقيسه حسب "اختبار النتيجة". باراك مقتنع بان "السياقات" لا تمس به، ولا يحتمل ولا يعقل ان بسبب "السياقات" خسر في حينه رئاسة الوزراء.

•مصلحة (الحزب): هذا، في هذه الحالة العمل، هو فقط اداة تنظيمية، "سياقية"، لتحقيق الهدف. حلمه هو ان يرى الاحزاب في اسرائيل مثل الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة: مرة كل اربع سنوات يعودان للحياة، يتصارعان في حملات انتخابية ويعودان الى سباتهما بعدها. من يحتاج الى فروع الاحزاب؟ سكرتيري الفروع؟ الحرس الفتي؟ المتقاعدين؟ ولكن من اجل تحقيق اهدافه، يهاتف باراك في الساعة الثانية صباحا سبع مرات سكرتير فرع الحزب في كركور عيليت، وعندما يكون مقتنعا بتأييده – لن يذكره بعد ذلك. حتى المرة القادمة حين يحتاجه، هذا اذا احتاجه.

ومرة اخرى، مثلما هو الحال دوما "اختبار النتيجة": فقد وصل هذا الاسبوع الى الحكومة، وهو سيكون وزيرا للدفاع. هو يريد أن يحقق نتائج تاريخية. صنعوا له انتفاضة؟ صرخوا عليه في المؤتمر؟ قالوا له انه يحطم الحزب؟ ماذا في ذلك؟ فليحفظ يرون ديكل من الراديو الاشرطة في ارشيفه. من سيذكره في "اختبار النتيجة"، اذا ما كانت هناك نتائج.

•مصلحة (الدولة): التهكم الذي يأكلنا بكل فم جعل مصلحة الدولة نكتة بشعة، ولكن عند باراك، كمن خاطر بحياته مرات عديدة من أجلها، هذه ليست مزحة حقا. الخليط الذي صنعته الصحافة والجمهور من مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة، والى جانب ذلك ايضا مصلحة الحزب، جعل وطنيته موضع هزء. ولكن بوسعي أن اشهد بانه تحت الأنا التي تناطح السحاب وانعدام الفهم المطلق لـ "السياقات" يختبىء حقا شخص مصلحة الدولة، كما ترى بعينيه وبعقله، هامة له.

هذا هو الرجل الذي سيجلس هذا الاسبوع الى جانب بيبي نتنياهو. وهو لن يذكر له حتى ولو بكلمة واحدة كيف هزمه في الليلة اياها، وفقط سيفكر ويتأمل ويسأل نفسه: كيف حصل أن مواطني دولة اسرائيل اجلسوا بيبي على الكرسي الذي يستحقه هو؟

ملاحظة: لا يوجد في كل هذا الوصف ما يبرر "السياقات" الاخيرة لايهود باراك. حاولت فقط أن اشرحها.