خبر التهديد الأكبر صواريخ في سماء إسرائيل-يديعوت

الساعة 09:35 ص|29 مارس 2009

بقلم: آفي شنيئور- مدير الجمعية الإسرائيلية للدفاع ضد الصواريخ

الحرب العالمية الثانية، حرب يوم الغفران، عمليات 11 ايلول – لكل هذه الازمات قاسم مشترك واحد: بعد سنوات عديدة يبقى الناس يسألون: "لماذا تجاهلنا كل التحذيرات؟". حرب لبنان الثانية والعنف المتواصل في غزة هما اشارتا تحذير كهذه.

في السنوات الاخيرة يركز اعداءنا جل جهودهم على الاستعداد لحرب الصواريخ. عمليا، منذ اليوم موجه نحونا اكبر اسطول من الصواريخ الباليستية في العالم. وعندما تتفرغ الحكومة الجديدة لتقدير المكانة الاستراتيجية لاسرائيل وتحديد الاتجاهات والسياسات الجديدة، فانها ستقف امام الكابوس الامني الاشد الذي تقف امامه اسرائيل منذ العام 1948. فهل ستلاحظ اشارات التحذير وتختار مسارا جديدا؟

الصورة التاريخية ليست مشجعة. فالدول الديمقراطية تميل الى الرد الازمات الجديدة بالتجاهل وتفضل انتظار الصدمة والالم الناشئين بعد المصيبة كي توحد حولها الامة في اثناء الرد وفي اثناء الانتعاش. لشدة الاسف ليس لدينا هذا الترف.

لدى سوريا ولدى حزب الله يوجد اليوم الاف الصواريخ الموجهة بعيدة المدى، مع رؤوس متفجرة ثقيلة، قادرة على ضرب المصافي في حيفا، تدير ابراج عزرائيلي في تل أبيب، وشل مطار بن غوريون. نحن نسيطر بلا منازع على المجال الجوي في الشرق الاوسط، ولكن ليس على مجالنا الجوي. اعداؤنا من الشمال قادرون على ان يملأوا سماء اسرائيل بالصواريخ وبالقذائف الصاروخية، ومن اللحظة التي تصعد فيها هذه الى الجو، فان قدرة اعتراضها ستكون محدودة جدا.

مع ان لدى اسرائيل صاروخ حيتس، منظومة دفاعية منتشرة وقوية ضد الصواريخ، ترمي الى اعتراض الصواريخ على المدى البعيد والمتوسط، الا ان ليس لدينا بعد دفاع ناجع ونشط ضد الصواريخ والقاذفات الصاروخية للمدى القصير. غياب خطة دفاعية شاملة ضد الصواريخ يدل على فجوة كبيرة من ناحية التصدي للتهديد المتزايد بين المكان الذي نوجد فيه وبين المكان الذي ينبغي لنا أن نوجد فيه.

التعديلات اللازمة ليست مثابة تعديلات تجميلية بل تعديلات من حيث الاتجاه شاملة وجذرية. علينا أن نعمل كي يصبح الرد على التهديد احد الاولويات الاعلى لدينا. اذا ما نجحت الحكومة الجديدة في ذلك فانها ستقدم مستوى جديدا من القيادة.

توجد جملة واسعة من المسائل في الدفاع ضد الصواريخ ينبغي الانشغال بها. وبينما ننتظر وسائل الاعتراض على المدى المتوسط والقصير والتي توجد قيد التطوير، فان عينا أن نتزود بالمنظومات المتوفرة والمثبتة جدا. وعندما توجد المنظومات المناسبة، علينا أن نطلب من المنتجين ان يلائموها مع احتياجاتنا الخاصة والمنتجات المميزة لاسرائيل. هذا الامر سيوفر لنا قدرة حيوية في المستقبل القريب ويساعدنا على حماية السكان وتأهيل قوات الامن.

تركيب جساسات انذار مبكر ومنظومات انذارية، والتي ثبتت كحيوية وكمنقذة للحياة، يجب ان يستمر. تطوير خطة للقدرات الدفاعية السلبية هو الاخر حاجة حيوية لضمان بقاء العناصر الاساس في بنانا التحتية (شبكات الكهرباء، الهواتف، المياه وما شابه) سواء بعد حرب تقليدية أم بعد هجوم غير تقليدي ايضا.

حقيقة أنه بعد ثماني سنوات وبعد اعمال عسكرية عديدة لم يكن بوسعنا منع نار الصواريخ من غزة تشكل ضوء تحذير خطير. في الحرب القادمة سنتصدى لرؤوس متفجرة بوزن نصف طن تنزل على اهداف اختيرت بعناية. وبالتالي فمن الحيوي أن نبدأ في التركيز على هذا التهديد.