خبر أكراه ديني في الجيش الاسرائيلي-هآرتس

الساعة 09:34 ص|29 مارس 2009

بقلم: اسرة التحرير

الخطة لبناء بركة منفصلة للرجال وللنساء في مدرسة ضباط الجيش الاسرائيلي (بهاد واحد) يجب ان تثير القلق. للوهلة الاولى يدور الحديث عن تطابق الشروط مع الاحتياجات المتغيرة في القاعدة عقب الارتفاع في عدد المتدربين والقادة المتدينين. اما عمليا، فهذه خطوة اخرى تنذر بسوء من روح التطرف الديني التي تسيطر على الجيش.

العادة الجديدة بعيدة مسافة هائلة عن التطلع الرسمي لدى الجيش الاسرائيلي للسماح لكل شخص في ان يمارس في اثناء الخدمة العسكرية نمط حياته حسب احتياجاته الخاصة – الدينية او غيرها. ومنذ بدايته خلق الجيش الاسرائيلي محيطا يتلاءم مع المتدينين ايضا، ولا سيما في مجال السبت، الصلاة والطعام الحلال. ورغم مصاعب غير قليلة، مثل الحاجة الى خرق السبت بسبب التدريب او عملية ميدانية، انخرط الجنود المتدينون ايضا في الجيش بنجاح.

مطلب التشدد الحالي، بروح حاخامي التيار اليميني، الاصولي المتطرفين، ليس نتيجة طبيعية للارتفاع في عدد معتمري القبعات الدينية المنسوجة في الوحدات وفي قواعد التدريب المختلفة. اساسه في تمسك بعض من الحاخامين باهدافهم، ممن يسمح لهم الجيش الاسرائيلي بتشويش الحدود بين الرسم والدين وبين العسكري والمسيحاني. هؤلاء الحاخامون، الذين يمثلهم في الجيش الحاخام العسكري الرئيس ذو نزعة القوة والصوت العالي آفيحاي رونتسكي، يتطلعون الى ان يفرضوا على جيش الشعب المذهب وقواعد الحياة المتطرفة للمعسكر الاصولي – القومي.

هذا الواقع يسيطر على الجيش الاسرائيلي بقدم فظة: الجنود والضباط ينهضون ويخرجون من عرض للمغنيات خشية الوقوع في الخطيئة، والحاخامون الذين احتلوا مكان ضباط التعليم، يشجعون المقاتلين في الاستعراض الاخير قبل الانطلاق الى المعركة على القتل والتدمير باسم توراة متزمتة ووحشية والمجندات، اللواتي ارتفع معدل مشاركتهن في المنظومة القتالية جدا، يحددن كموبئة ينبغي اخفاؤها والابتعاد عنها.

المجتمع الإسرائيلي، والجيش الاسرائيلي في داخله، اجتاز تغييرات عميقة عديدة منذ اقامة الدولة. الاتون الرسمي الذي حمل طابعا علمانيا متشددا، اخلى مكانه لبوثقة من الثقافات المتعددة وهذا يستغل من محافل متطرفة تسعى الى ان تفرض على الجيش والدولة جدول اعمال عنصري، شوفيني، انعزالي وخطير. وزير الدفاع ملزم بوقف هذه المسيرة الهدامة، وان ينعش انظمة الجيش الاسرائيلي وان يعيد تعريفه كجيش للمجتمع باسره.