خيارات المقاومة في مواجهة الإغلاق

الساعة 04:14 م|11 يوليو 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

تعنت الاحتلال الصهيوني واصراره على اغلاق المعابر التجارية في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية, ومنع ادخال مواد الاعمار, واحتجاز بضائع التجار لأشهر طويلة على المعابر التجارية وتكبيدهم خسائر مالية كبيرة نتيجة دفع ثمن ارضية بضاعتهم المحتجزة داخل تلك المعابر, واصرار الاحتلال على ربط فتح المعابر ومسألة الاعمار بإطلاق سراح الجنود الصهاينة الاسرى لدى كتائب القسام, يدفع باتجاه البحث عن وسائل ضغط على الاحتلال, بعد ان فشل الوسطاء في الزام الاحتلال الصهيوني بتنفيذ التزاماته بشأن التهدئة والاستجابة لشروط المقاومة الفلسطينية, ولكن المقاومة لديها خيارات عديدة للضغط عليه والزامه بتنفيذ شروطها التي انتزعتها بالقوة بعد ملحمة سيف القدس البطولية, ونذكر من هذه الوسائل .

اولا : البالونات الحارقة :- حيث ان المقاومة الفلسطينية استطاعت من خلال استخدام هذه الوسيلة تكبيد الاحتلال الصهيوني خسائر مادية كبيرة, الاحتلال الصهيوني قال ، أنه سيجري التعامل مع إطلاق “البالونات الحارقة” من القطاع، كما عملية إطلاق الصواريخ، من ناحية الرد العسكري بقصف مواقع المقاومة، وهو يعني زيادة وتيرة التصعيد الميداني على الارض والانتقال الى المرحلة التالية بتعزيز خيار البالونات الحارقة بمسيرات العودة الكبرى والتي تمثل وسيلة ضغط اخرى على الاحتلال الصهيوني للتراجع عن سياساته العقابية ضد قطاع غزة والعودة مرة اخرى الى الالتزام بتنفيذ شروط التهدئة رغما عنه.

ثانيا: مسيرات العودة الكبرى:- وهى المسيرات السلمية التي انطلقت على طول الشريط الحدودي الشرقي مع قطاع غزة حيث يتوجه عشرات الاف الفلسطينيين الى الشريط الحدودي للاشتباك السلمي مع جنود الاحتلال الصهيوني, وهذا الحراك السلمي ازعج الاحتلال وشوه صورته امام العالم, فهو واجه هذه المسيرات السلمية بعنف شديد ادى لاستشهاد اكثر من 330 شهيدا فلسطينيا واصابة الالاف بجراح مختلفة, لكنه في نفس الوقت ادى لاستنزاف كبير في قدرات الجيش الصهيوني وترحيل المستوطنين من منطقة الغلاف الحدودي, وتكبد الاحتلال لخسائر مادية واقتصادية كبيرة حيث انعكست هذه المسيرات السلمية على الاسرائيليين بشكل سلبي.

ثالثا : مواجهة مسلحة مع الاحتلال :- هذا الخيار الاقرب والذي يتوقعه الجميع, ورغم تكلفة المواجهة العسكرية الباهظة مع الاحتلال الصهيوني وإجرامه في استخدام كل الوسائل المجرمة دوليا في عدوانه على الفلسطينيين, الا اننا لا يمكن ان نستبعد هذا الخيار, ومن الممكن ان تلجأ المقاومة الفلسطينية اليه اذا بقي الاغلاق ومنع ادخال البضائع الى قطاع غزة وتحسين حياة الفلسطينيين المعيشية في القطاع, واذا ما واصل الاحتلال جرائمه في القدس ومحاولات تنفيذ مخططاته في حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى في سلوان, واذا ما سعى الاحتلال لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى المبارك, وهذا كلها الغام قد تؤدي الى اندلاع مواجهة عسكرية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني في لحظة ما ودون سابق انذار.

وامام هذه السيناريوهات الثلاثة يبقى الخيار الامثل والانجع لدى فصائل المقاومة الفلسطينية هو حراك اهلنا في الضفة المحتلة واهلنا في القدس ضد الاحتلال, وتفجير انتفاضة عارمة في وجهه, والتصدى لحالة السعر الاستيطاني التي تجتاح الضفة الغربية والقدس المحتلة, فهي الوسيلة الانجع لتخفيف الحصار عن قطاع غزة, ووقف الاستيطان في الضفة, ومنع مخططات التهجير القسري في القدس المحتلة, فاذا ما توحدت المواجهة في الضفة والقدس والداخل المحتل, وبقيت غزة الحصن الحامي لشعبنا والتي لا تتأخر في الدفاع عنه, في هذه الحالة نستطيع ان نفشل كل مخططات الاحتلال ونلزمه برفع قيود الحصار المفروض على قطاع غزة منذ نحو خمسة عشر عاما, وما كان للاحتلال ان يفرض حصاره ويشدد الخناق على قطاع غزة لو وجد وحدة ثورية في العمل الميداني, فلا تدعوا الاحتلال يستفرد بغزة وحدها والضفة وحدها والقدس وحدها واهلنا في 48 وحدهم علينا ان نعمل كوحدة واحدة وكتلة متحركة في وقت وزمان محدد حتى نكون مؤثرين وقادرين على احباط مخططات الاحتلال الصهيوني, ونحن دائما ما نراهن على وعي شعبنا وثقافته الثورية, وقدرته الفائقة في التعامل مع الاحتلال الصهيوني باللغة التي يفهمها, فشعبنا لم تخدعه ولن تخدعه مسيرة التسوية الهزلية على مدار السنين وهو يؤمن ايمانا مطلقا ان المقاومة هي السبيل الوحيد لانتزاع حقوقه من بين انياب الاحتلال.