خبر اليوم حاسم لمصير صفقة التبادل.. وزير في حكومة نتنياهو ينصح قادة حماس بـ« البقاء تحت الأرض »

الساعة 05:54 ص|29 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

سيكون اليوم (الأحد) حاسماً باتجاه معرفة ما اذا كانت صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط بأسرى في السجون الإسرائيلية ستتم في عهد الحكومة الإسرائيلية الحالية أم أنها سترحل الى الحكومة الاسرائيلية القادمة، حيث من المرتقب أن تعقد الحكومة الحالية جلستها الأخيرة اليوم، في حين من المرتقب ان يقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو حكومته للتصويت أمام الكنيست الاسرائيلي يوم الثلاثاء.

وبهذا الصدد، أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية في عددها اليوم (الأحد) نقلاً عن مصادر فلسطينية أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين في صفقة تبادل الأسرى.

واضافت المصادر: إن المفاوضات حول الصفقة دخلت سباقاً محموماً، بهدف إنهاء الصفقة.

وتحدثت المصادر الفلسطينية عن إمكانية أن يتم استدعاء كل من وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، إلى القاهرة لإتمام الصفقة.

وفي تطور جديد، أعلنت القناة العاشرة في التلفاز الاسرائيلي ان عوفر ديكيل، المكلف الاسرائيلي ملف الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليت، توجه الى القاهرة موفداً عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لمواصلة الاتصالات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، ولكن مصادر اسرائيلية اخرى أشارت الى أنه توجه الى مكان آخر لم يتم تحديده، وإن كان للأمر علاقة بصفقة التبادل.

وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أعلن انه لن يرسل ديكيل الى القاهرة ما لم تقبل حركة حماس تقديم قائمة بأسماء 125 أسيراً بديلاً عن الأسماء التي رفضتها اسرائيل في القائمة الاولى التي تضم 450 اسماً وافقت اسرائيل على 325 منهم، علماً بأنهم جميعهم من اصحاب الأحكام المؤبدة والاحكام العالية.

وقد أصر مكتب اولمرت مساء امس، على ان المفاوضات حول التبادل لم تتجدد، وقال "لم تقدم "حماس" قائمةً جديدة بأسماء المعتقلين، وعلى ذلك فان المفاوضات لم تستأنف".

وقد تحدثت مصادر عن أنه إثر اتصالات اخيرة أجرتها مصر مع الجانب الاسرائيلي فان الحكومة الاسرائيلية وافقت على الافراج عن عبد الله البرغوثي وابراهيم حامد بعد أن كانت ترفض الإفراج عنهما وأن الخلاف بين اسرائيل و"حماس" وصل إلى 50 اسماً.

وبموازاة ذلك، فقد أفاد معتقلون في اتصالات هاتفية من السجون ان السلطات الاسرائيلية تقوم بحركة واسعة في صفوف المعتقلين من حركة حماس، سيما اصحاب الاحكام العالية والنواب المعتقلين، وذلك بتجميعهم في سجون محددة، دون ان يكون واضحاً ما اذا كان ذلك مقدمة لعملية تبادل محتملة ام لتطبيق عقوبات ضدهم.

وبدورها، فان مصادرَ سياسية اسرائيلية اعتبرت "أنه لا اساس لما أفاد به مصدر امني مصري عن قرب التوصل الى اطلاق سراح الجندي شاليت"، واضافت "المفاوضات لن تحقق اي اختراق ما لم تقدم حركة حماس قوائمَ جديدة بأسماء السجناء".

تهديدات مبطنة

ومن جانبه وجه وزير الحرب الداخلي في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، اسحق أهرنوفتش، أمس، تهديدات مبطنة لقادة حماس، وقال إنه ينصحهم البقاء تحت الأرض (العمل السري)، طالما أن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، محتجز لديهم.

وقال أهرنوفتش إن حكومة نتنياهو لن تتعامل مع صفقة تبادل الأسرى بطريقة حكومة إيهود أولمرت، وإنها ستتجه لإجراءات هجومية قاسية. وقال إنه بصفته سيكون مسؤولا عن مصلحة السجون في وزارته، فإنه لن يسمح للأسرى الفلسطينيين أن يروا ذويهم وأفراد عائلاتهم، قبل عودة شاليط إلى بيته.

 وأضاف: «نحن لدينا أسير واحد لديهم ومنذ 3 سنوات لم ير النور ولم يلتق أهله ولا حتى مندوبي الصليب الأحمر، بينما الأسرى الفلسطينيون يحملون هواتف نقالة ويستقبلون أفراد عائلاتهم وأصدقاءهم مرة في الأسبوع، ويشاهدون التلفزيون. وهذا وضع لا يحتمل وسأتخذ كل الإجراءات لتغييره».

وكانت مصادر إسرائيلية مقربة من ديوان رئيس الوزراء، قالت إن المفاوضات مع حماس وصلت إلى الباب الموصود.

وحملت قادة حماس في الخارج مسؤولية مباشرة عن ذلك، بادعاء أن هذه القيادة رفضت تمرير الصفقة رغم أن إسرائيل قدمت اقتراحا آخر حسنت فيه شروطها بالنسبة لهم.

وقالت هذه المصادر ان إسرائيل، وبعد أن وافقت على إطلاق سراح 325 أسيرا نوعيا من القائمة التي طلبتها حماس أضافت مجموعة جديدة من الأسماء شرط أن يتحرروا إلى الخارج وليس إلى الضفة الغربية. ولكن هؤلاء القادة في حماس رفضوا العرض الجديد أيضا وأصروا على قائمة بأسماء 450 أسيرا وبأن يتحرروا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، كل حسب اختياره.

وأكدت هذه المصادر أن مصر لم توقف محاولاتها الجادة لتحقيق هذه الصفقة، وان وزير المخابرات المصري بعث بمندوب عنه إلى غزة حاملا اقتراحات إسرائيلية ومصرية لتسوية الخلافات المتبقية حول الصفقة، وداعيا حماس إلى إرسال وفدها المفاوض إلى القاهرة، ولكن حماس أصرت على مواقفها المعلنة ورفضت التجاوب. ولهذا فإن المفاوضات وصلت الى باب موصود. والملف سينقل الى الحكومة الإسرائيلية المقبلة، التي ستتم المصادقة عليها في يوم الثلاثاء. ولن يستطيع أولمرت الاستمرار في معالجة الموضوع.

ومن جهة أخرى، توقع قيادي بارز في حركة حماس أن يتم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل في وقت قريب. وقال فتحي حماد النائب عن الحركة وأحد قادتها، خلال مهرجان نظم الليلة قبل الماضية في مخيم «البريج» وسط القطاع، إن حركته قادرة على فرض شروطها في صفقة تبادل الأسرى، وفي حال لم تتم الصفقة هذا الأسبوع فستتم في وقت قريب.