بالصور "عروس الحرب" ينعشها الأمل رغم ما بها من ألم

الساعة 11:49 ص|08 يوليو 2021

فلسطين اليوم

سماح الأيوبي

كانت تقف بجانب حجارة بيتها المدمر كليّاً، ترمقه بنظرة تُظهر ألماً غائراً في قلبها، وتلوح بعينيها يميناً ويساراً بين ثنايا هذا البيت المهدوم، وتحاول أن تبحث بأنامل يديها التي تحمل (دبلة خطوبتها)، فهي الشيء الوحيد المتبقي من مهرها الذي دفنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي بصواريخها، علّها تلمح شيئاً صالحاً لاحتفاظه من بقايا فرحتها التي سُرقت منذ ذلك اليوم العصيب.

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي منذ أن وطأت دباباته فلسطين المحتلة، إلى تدمير كل فرحة وكل ما هو جميل في فلسطين وغزة تحديداً، محاولاً تبديل الآمال إلى آلام.

دفن فرحة

غدير دلول (23 عاماً)، من حي الزيتون جنوب غزة، عروس كانت ستزف إلى خطيبها نضال منصور(25 عاماً)، في الأيام الأولى لعيد الفطر الماضي، لكن حصل ما هو ليس متوقع...

تتحدث دلول لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بصوتها المرتجف والدموع تذرف من عينيها بالكاد تُخرج بعض الكلمات من شفتيها قائلة: "تم قصف البيت في السابع عشر من مايو الماضي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، كنا خارجين من البيت في زيارة لبيت عمي ولكن يومها أصرّ عمي أن نبقى عنده ليلتها فوافقنا، لتكون هذه الموافقة خير لنا بفضل الله."

وتتابع: "تم قصف البيت دون اتصال أو إنذار في الساعة الخامسة فجراً، أُبلغنا من قبل جيراننا بذلك، لم نكن نصدق؛ لأن بيتنا لا يسكنه سوى مدنيين عزل، ولا دخل لنا بأي نشاطٍ عسكري، ولكن الاحتلال لا يعرف ذلك بل يحاول أن يدمر كل شيء في غزة."

ضياع حلم

وتؤكد غدير لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنها خرجت ولم تأخذ معها أي شيء من البيت، وتقول بأنها تركت مهرها وهو (ألفي ونصف دينار)، وحقيبة ملابس كبيرة كانت قد جهزتها ليوم فرحها.

وبتنهيدة زاخرة بمعاني الألم والحزن تقول دلول: "خطيبي نضال عمل سنوات لهذا اليوم، وسهر الليالي ليتمكن من جمع مهري، وكنا نحلم سويّا بالمستقبل الذي ينتظرنا، لكن تعب سنين دمرته الطائرات الإسرائيلية بلمح البصر."

وتوضح: أنها تأتي كل فترة هي وخطيبها نضال، إلى بيتها المدمر ليجلسا وينظران بحسرة على ركام البيت، علّهم يسترقون ذكرى جميلة كانت في أحد الأيام في هذا المكان.

بصيص أمل

ورغم الوجع الذي يسكن قلب العروس غدير كانت تسترق كل حين ابتسامة أمل لتؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يُكسر بمحتل ضعيف موجهاً بنك أهدافه نحو الضعفاء.

بنظرة أمل وبابتسامة هادئة رسمت على وجهها وعيناها غائرة بالدموع تقول غدير: "أحاول أن أتمالك نفسي ولا أبكي على ما أصابني فهذا ما كُتب لي أنا وخطيبي، وكلي أمل بأني سأرى أياماً جميلة ومليئة بالفرح، وسيرى المحتل ابتسامتنا التي لن تغيب وإن دمر كل شبر من أرضنا."

وإلى حين إعادة إعمار غزة، تسكن العروس غدير وأسرتها في بيت صغير مدفوع الثمن شهرياً، على أمل أن يعودوا عما قريب إلى بيتهم وتزف غدير إلى زوجها .

وبينت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية في بيانٍ لها، أت قيمة الخسائر التي لحقت بالمساكن والمنشآت خلال العدوان الأخير على غزة، بلغت حوالي 2مليون دولار.

WhatsApp Image 2021-07-07 at 12.20.15 AM.jpeg
WhatsApp Image 2021-07-07 at 12.20.15 AM (1).jpeg
WhatsApp Image 2021-07-07 at 12.20.16 AM.jpeg
WhatsApp Image 2021-07-07 at 12.20.16 AM (2).jpeg
WhatsApp Image 2021-07-07 at 12.20.16 AM (1).jpeg
 

كلمات دلالية