خبر مسؤول سابق في «سي آي إيه» : إسرائيل زرعت «طابورا خامسا» في أميركا

الساعة 07:45 ص|28 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

اتهم مسؤول سابق في المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" إسرائيل بأنها زرعت ما سماه "الطابور الخامس" بين المواطنين الأميركيين لإفساد السياسات الاميركية وإخضاع مصالح الولايات المتحدة لمصالح تل أبيب.

قال مايكل شوير ، الرئيس السابق لوحدة تعقب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الـ"سي آي إيه" إن العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوضت الأمن القومي الأميركي ، وأنه يتعين على واشنطن أن تترك إسرائيل تصرف أمورها بنفسها دون دعم أو مساندة.

وقال شوير في مناظرة عقدها برنامج "مناظرات الدوحة" الذي تشرف عليه "مؤسسة قطر" التي تترأسها الشيخة موزة المسند حرم أمير قطر ، وأدارها المذيع البريطاني الشهير تيم سيباستيان ، في جلسة عقدت بجامعة جورج تاون في العاصمة الأميركية الاربعاء الماضي إن الدعم الأميركي المطلق قد جعل من إسرائيل أكثر "صلفا وجشعا واحتيالا." ودعا شوير الولايات المتحدة إلى قطع علاقاتها بإسرائيل والفلسطينيين معا وأن تدعهما يسويان نزاعاتهما دون تدخل أو مساندة من الخارج عملا بمبدأ أنه ليس لأي منهما الحق في الوجود وأن الولايات المتحدة لن تكون معنية بالنتيجة التي يمكن أن تفضي إليها الحرب بينهما.

وانضم إلى شوير ، الرئيس السابق للكنيست الإسرائيلي إبراهام بورج ، وأحد قيادات حزب العمل الإسرائيلي الذي وصف سياسة حكومة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بأنها "سياسة رعاة بقر وانعزالية ولامبالاة وغطرسة." وأشار بورج إلى أن حكومة بوش لم تحقق شيئا سوى إحداث حالة من الجمود في المنطقة. وقال أنه لا يمكن تغيير الوضع الراهن إلا بتحول جذري وكبير. وقد شبه سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل بمعاملة الأب لابن "سيء" وعدم رفضه أي طلب له. وقال إذا تطلب الأمر اتخاذ إجراءات صارمة وصعبة للفصل بين الحليفين فليكن.

وقد شارك في المناظرة ايضا المندوب الإسرائيلي الأسبق لدى الأمم المتحدة وذو التوجهات الليكودية دوري غولد الذي اعترض على هذا المنطق واعتبر الحديث عن الضغط على إسرائيل لإرغامها على تغيير سياساتها بمثابة "قصر نظر." وزعم أن هذه السياسات ليست هي المشكلة. وقال "نحن والعرب لدينا تصورات مختلفة بشأن المشكلة المركزية في الشرق الأوسط." وأضاف أن المشكلة هي "ليست إسرائيل بل إيران النووية." أما آلن ديرشوفيتز ، أستاذ الحقوق بجامعة هارفارد ، فقد حذر في مداخلته من أن تشديد معاملة الولايات المتحدة لإسرائيل سيبعث برسالة خاطئة لأعداء إسرائيل وسيؤدي إلى مزيد من سفك الدماء في المنطقة وأن دعم هذه الفكرة سيؤدي إلى الحرب وليس إلى السلام. وطالب ديرشوفيتز باستخدام الذكاء في التعامل مع إسرائيل ، زاعما أن الإسرائيليين هم أشداء على أنفسهم بما يكفي لكونهم كما يزعم "الديمقراطية الوحيدة" في المنطقة. وقال إن الدول غير الديمقراطية هي التي تحتاج إلى الضغط عليها.

وقد حضر المناظرة التي اتسمت بالحدة والسخونة بين طرفيها ، أكثر من 500 من الباحثين والأكاديميين والمفكرين والصحفيين. وأجري بالتزامن مع المناظرة استطلاع للرأي بين طلاب جامعة جورجتاون أظهر أن 63 بالمئة منهم يطالبون الولايات المتحدة بتبني سياسات أكثر صرامة وشدة تجاه إسرائيل مقابل 37 بالمئة.