خبر غزة: مصابو الفسفور الأبيض ما زالوا تحت رحمة العلاج

الساعة 05:41 ص|28 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

تارة يقوم ابنها بوضع المرهم على مناطق الحروق الفسفورية في جسدها، وتارة أخرى تستقوي على الألم وتضعه بنفسها.

صباح أبو حليمة (45 عاما) لا تزال تعاني حروقاً تغطي معظم جسدها، وخاصة رقبتها وقدمها ويدها اليمنى، كما فقدت شعرها.

صرخت الأم التي فقدت أربعة من أولادها وزوجها خلال الحرب على غزة متأوهة من شدة الألم الذي يحدثه المرهم الخاص بعلاج الحروق، متمنية أن تنتهي آلامها.

صباح، وزوجة ابنها غادة أبو حليمة (20 عاما ) وحفيدتها فرح أبو حليمة (3 أعوام) نجون ثلاثتهن من موت محقق بالفسفور الأبيض، ولكنهن أصبن بحروق بالغة.

وكانت حكومة الاحتلال اعترفت باستخدامها للفسفور الأبيض خلال الحرب على غزة، إلا أنها اعتبرته أمراً غير مخالف للقانون الدولي، مشرعة أحقيتها باستخدامه وحرق المدنيين وبيوتهم وتهجيرهم إضافة إلى التسبب في أمراض مستقبلية جراء استنشاقه.

وتروي أبو حليمة الأم لثمانية أطفال قصتها مع الموت قائلة: كنت أنا والأسرة نتناول طعام الغداء يوم الأحد تاسع أيام الحرب على غزة في بيتنا المكون من طابقين في منطقة السيفا بالقرب من مسجد العمري في بيت لاهيا، وأثناء ذلك سقطت قذيفة تبعتها مباشرة قنبلتا فسفور أحرقت البيت وأصابت كل أفراد العائلة.

وبحسب ما تذكر الأم التي تعاني من الحروق، وتتحدث بصعوبة لوسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان فإن زوجها توفي فوراً جراء القذيفة بينما أحرق الفسفور ابنتها الرضيعة شهد (15 شهراً) وكانت بين يديها، وأصاب بعد ذلك ابنها حمزة (8 أعوام ) وعبد الرحيم (14 عام ) وزيد (10 أعوام) بحروق شديدة توفوا على إثرها.

واستطاعت صباح أن تنقذ نفسها وتطفئ النار التي اشتعلت بها بصعوبة، ونقلت إلى المستشفى بعد أن وصل عدد من أقاربها والجيران الى البيت ونقلوها بواسطة جرار زراعي إلى مستشفى العودة، ومنه إلى مستشفى الشفاء بغزة بسبب إصابتها البالغة.

وجاء في تقرير المبعوث الأممي ريتشارد فولك أن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم حرب خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال انتهكت قواعد القانون الدولي الإنساني من خلال استخدام الأطفال كدروع بشرية، واستخدام الفسفور الأبيض بشكل عشوائي في مناطق مكتظة بالسكان بعيداً عن أماكن المواجهة والاحتكاك العسكرية، واستخدام القوة المفرطة وتدمير المنازل السكنية والمباني المدنية المحمية بقواعد القانون الدولي والإنساني.

وأكد القاضي ضياء الدين المدهون أن تقارير مبعوث الأمم المتحدة، ومنظمة "هيومن رايتس ووتش"، جاءت في الطريق الصحيح لكسر الصمت الدولي، والاعلان بكل جرأة ووضوح أن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين.

وأضاف المدهون: إن ذلك سيفتح الباب أمام جميع المنظمات الدولية لتصرح بالحقيقة وسيمهد الطريق لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وطالب الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تقصي حقائق للاطلاع على الجرائم الإسرائيلية، تمهيداً لتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين اقترفوا هذه الجرائم أو أمروا باقترافها.