خبر بعد ان دمر العدوان الاسرائيلي مسكنهما ... عروسان غزيان يقيمان في «خيمة الزوجية»

الساعة 09:42 ص|27 مارس 2009

فلسطين اليوم - غزة

تميز عرس الشاب أحمد الهرش والفتاة ايمان عبد العال ، من سكان بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، عن الاف العرسان لانه اتخذ خيمة في مخيم للمشردين الفلسطينيين ممن هدمت منازلهم في العدوان الإسرائيلي الاخير ليقيم «عش الزوجية»، فلم تكن هذه الخيمة مثل مئات الخيام المنتشرة في تسعة مخيمات بقطاع غزة .

 

جمعية الفلاح الخيرية تبنت تكاليف زفاف العروسين واقامت لهما حفلا حاشدا حضره المئات من اهالي شمال قطاع غزة فيما احيت فرقه شعبية بالاهازيج والاناشيد الاسلامية حفل زفافهما وسط فرحة اهالي مخيم الريان حيث اقيمت الخيمة وحفل الزفاف ما ساهم ولو قليلا في تخفيف هموم التشريد وهدم منازلهم وقتل ابنائهم .

 

التقينا الهرش اثناء حفل الزفاف وقال والابتسامة مرسومة على محياه : قررت تحدي حجم الدمار الذي خلفته العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع والذي طال شقة «الزواج» الـذي قررت عقده مطلع هذا العام حيث هدمت منزلي الجرافات الاسرائيلية ، كما تضرر منزل عروستي جزئيا فجاءت الفكرة باستبدال الشقة التي قمنا بتجهيزها خلال عامين بخيمة حصلت عليها كمئات الـمشردين في انتظار إعادة الإعمار التي قد تشمل شقته.

 

وداخل الخيمة وسط الخيام المتلاصقة، في مخيم الـمشردين الذي يحمل اسم «الريان» ، وعلى مقربة من انقاض الـمنازل الـمجاورة لوحظ وجود تجهيزات ومستلزمات العروسين ، ولاسيما حمام صغير بالاضافة الى سرير وخزانه ومرآة.

 

يشار الى أن الطائرات الإسرائيلية دمرت منزل عائلة الهرش الـمكون من ثلاثة طوابق خلال قصفها الـمنزل الـمجاور للقيادي في حركة حماس نزار ريان في الأول من كانون الثاني الـماضي.

 

وخلال هذا العدوان، دمرت إسرائيل أكثر من 20 وحدة سكنية بشكل كامل وبات أصحاب هذه الـمنازل مشردين في معسكرات خيام تكتظ بها مناطق قطاع غزة الحدودية بانتظار وعود إعادة اعمار ما دمر.

 

وشنت إسرائيل هجوماً مدمراً على قطاع غزة في الفترة من 27 كانون الأول حتى 18 كانون الثاني مخلفة أكثر من 1330 شهيداً فلسطينياً وأكثر من خمسة آلاف جريح.

 

وأوضح العريس الشاب أنه اقنع ايمان عبد العال – 18 سنة وأهلها بالزواج داخل الخيمة، وقال : هذا الزفاف سيكون مفخرة لابنائي وعائلتي المستقبلية كما اقام اجدادنا في خيام عام 48 م ثم انجبوا آباءنا وانجبونا، ان هذه الخيمة هي رسالة صمود لكل العالم .

 

ونقل الهرش عن عروسه قولها «كل إنسان يحب أن يتزوج داخل منزل جميل، لكن نحن في غزة لنا أوضاعنا الخاصة وتدمير بيوتنا لا يعني أن حياتنا قد انتهت، سنعيش داخل خيمة إلى أن يشاء الله وسنضيء وسط الظلام شمعة علها تنير حياتنا».

 

وتوقع الهرش أن ان عملية إعادة إعمار منزله ستطول بعض الشيء لان الحصار الإسرائيلي وإغلاق الـمعابر مستمران، وجهود التهدئة التي قد تضمن ذلك متعثرة الامر الذي دفعني الى عدم الانتظار طويلاً، فالخيمة ستكون رسالة تحد في وجه الدمار .

 

كما اعتبر الهرش أن مناسبة حفل زفافه، رغم انها في خيمة، ستكون فرصة نادرة لإخراج أهله وسكان مخيم الإيواء الذي بات يقطنه من أحزانهم، وينغمسوا في لحظات فرح وسعاده يسرقوها من نكد الزمان الذي حل بهم ، ويتابع قائلا : « نحن نريد استمرار الحياة وتحدينا ظروفنا القاسية سأفرح وأتزوج وإن شاء الله سأنجب الأطفال داخل الخيمة نفسها «.

 

الدكتور اسامه طنبوره رئيس جمعية الفلاح الخيرية اكد ان الجمعية شجعت الشاب على الزواج وقدمت له مهر رمزي بقيمه الف دولار وغرفة نوم كاملة بتبرع من فاعل خير اماراتي مشيرا الى ان ما اقدم عليه هذا العريس الشاب سيشجع آخرين على ذلك .

 

العريس الفرح دعا الى ان تكون الخيام رمز هذه المرحلة فكما ان هناك خيام اتخذت كمنازل فيجب اقامه مساجد من الخيام وكذلك مستشفيات ومدارس واسواق ، فليس عيبا ان تكون الخيمة رمزنا الان ، العيب ان نستسلم ونبقى نبكي فوق ركام منازلنا .