خبر السودان - ملعب منظمات الارهاب..هآرتس

الساعة 09:28 ص|27 مارس 2009

بقلم: تسفي بارئيل

مراسل الشؤون العربية

هل الشاحنات التي شقت طريقها من بورت سودان، مدينة الميناء السودانية نحو مصر كانت تحمل سلاحا من ايران، الصين أو روسيا، موردات السلاح الثلاثة الاكبر للسودان؟ الاشتباه الاساس يقع على ايران، التي منذ الثورة التي اطلقها الرئيس السوداني عمر البشير في 1989، تعزز علاقاتها مع الخرطوم.

هذا الشهر زار السودان وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد النجار ووقع مع نظيره على سلسلة من الاتفاقات للتعاون العسكري. ضمن امور اخرى سيدرب الجيش الايراني وحدات عسكرية سودانية وسيزود السودان بسلاح متطور. ليست هذه هي العلاقة العلنية الاولى بين الدولتين. في العام 2006 زار البشير ايران، وأعلن بان الجيش السوداني "مستعد لان يضع نفسه تحت تصرف المدربين الايرانيين". وحسب تقارير من مصادر عربية، يسمح السودان ايضا لرجال حزب الله بالعمل في اراضيه، عملا يتضمن اغلب الظن شراء سلاح مخصص للمنظمة نفسها ولحماس ايضا. السودان، الذي لا يسيطر الحكم المركزي فيه على اجزاء منه، يعتبر بالتالي ملعبا مريحا جدا لمنظمات الارهاب.

ولكن السودان، احدى الدول المعادية في العالم (الدخل السنوي المتوسط للفرد هو نحو 2.000 دولار)،  ويدار قضائيا حسب الشريعة الاسلامية يقيم علاقات طيبة نسبيا مع اسرة الاستخبارات الامريكية ايضا. بعد أن استضاف على مدى سنين اسامة بن لادن، الذي غادره في 1996 الى افغانستان، وبعد عمليات 11 ايلول، اقترحت الخرطوم تعاونها على الولايات المتحدة بل وسمحت بنشاط وكلاء الـ سي.اي.ايه في اراضيها.

بالمقابل، رفع الرئيس بوش قسما هاما من العقوبات التي فرضت على الدولة بل واثنى على التعاون الاستخباري معها. بعض من العقوبات اعيد فرضها في العام 2004 في اعقاب اندلاع الحرب في دارفور، ولكن بالمقابل تحرص الولايات المتحدة على الابقاء على منظومة علاقات سليمة مع الدولة لضمان وجود اتفاق المصالحة بين شمالي السودان وجنوبه، والذي بفضله حظيت الدولة بمساعدة بنحو 360 مليون دولار من الولايات المتحدة.

ومع مصر ايضا، الجار الشمالي  تجري العلاقات مثلما في قطار الجبال. في العام 1995، بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك لدى زيارته اديس ابابا، حدد مبارك السودان كمسؤول عن ذلك ودعا مواطني السودان الى اسقاط النظام. كما أن مصر منحت ملجأ للرئيس السوداني السابق جعفر النميري، الى ان سمح البشير بعودته.

من جهة اخرى، تحرص مصر على علاقات سليمة مع السودان كي تضمن الا يضر هذا بالنيل، مسار الحياة المصرية والحماية من ضرب المصالح المصرية في هذا المجال كنتيجة لاتفاق السلام بين شمال الدولة وجنوبها. وفي نفس الوقت تنظر مصر بقلق الى منظومة العلاقات الوثيقة بين ايران والسودان، الحلف الذي تعتبره تهديدا سياسيا. البشير نفسه علق الان في ازمة حول امر الاعتقال الذي اصدرته ضده المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة التخطيط والتنفيذ لقتل شعب. صحيح أن البشير يبدو كمن يستخف بالامر وهذا الاسبوع يستقبل بالاحترام المناسب لدى مبارك كي يجند اسنادا عربيا ضده، فانه حسب مصادر مصرية تشاور ايضا مع مبارك في موضوع الهجوم على قافلة السلاح وطلب مساعدته في ترتيب علاقات دولته مع واشنطن.