خبر واحد – صفر في صالح بيبي..هآرتس

الساعة 09:26 ص|27 مارس 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

بينما تركز وسائل الاعلام على المناورة الوحشية، كي لا نقول النتنة، التي قام بها ايهود باراك بثمن شبه الشرخ في حزبه، فان النصر الحقيقي في هذه الاثناء هو لبيبي. الفاشلان اللذان انهارا الواحد تلو الاخر كرئيس وزراء بسبب علل شخصية مشابهة، عادا لرئاسة حزبيهما كخصمين سياسيين. ومع انهما الاثنين من ذات النسيج، الا ان طريقيهما الى القمة كانا مختلفين. باراك انطلق من شقته في الطابق الـ 31 مباشرة الى مؤتمر حزبه وهو يختطف الميكروفون من يد موشيه شاحل ويدفعه الى الخلف، تماما مثلما في عهود الليكود البهيجة. وقد ادى الى تنحية عمير بيرتس وانتخابه كرئيس للحزب.

وبالمقابل، بيبي، الذي هزل حزبه بانسحاب شارون واقامة كديما الى 12 مقعدا، عمل بكد كرئيس للمعارضة ونال الغنيمة حين دفعت مناورات باراك تسيبي لفني الى تقديم موعد الانتخابات. باراك، "ليس على الموضة، ليس صاحبا، بل زعيم"، مفعم بالثقة بالنفس، مقتنع انه سينتصر في الانتخابات – كان مذهولا بحقيقة أن العمل برئاسته وصل الى المكان الرابع بينما الليكود وكديما انتصرا بقوة، وبيبي كلف بتشكيل الحكومة. باراك الذي رأى بعينين تعبتين كيف يبني بيبي لنفسه اغلبية مع ليبرمان ومؤيديه، اصبح مغويا هو الاسهل على النيل، بكل ثمن – شريطة أن يتلقى حقيبة الدفاع.

  نتنياهو، اكثر نضجا من الناحية السياسية من باراك، تطلع لان يكون رئيس وزراء ك ل ا ل ش ع ب، وجد نفسه يحشر في حكومة يمينية ضيقة – وهو آخر أمر تحتاجه الدولة في هذا الوقت، حين تكون اسرائيل منبوذة في العالم كمرتكبة لجرائم ضد الانسانية.  بيبي حيد بداية الفايغليين من القائمة للكنيست. وضم قدامى مثل دان مريدور، لتحييد الانطباع الصعب الذي يخلقه ضم اسرائيل بيتنا كحزب ثانٍ في حجمه الى حكومته.

ليبرمان، الذي بدا كحارس شخصي لثري روسي وفمه يصدر جواهر من نوع "مبارك فليذهب الى الجحيم"، وتهديدات بقصف سد اسوان، اخاف بيبي من أن حكومة ضيقة ستؤدي الى نهايته. نظر هنا وهناك ورأى ان باراك سهل المنال جدا، حتى بثمن شرخ في حزبه، حتى بثمن مكانة الحزب الثالث في حجمه في الحكومة – على أن يعود مرة اخرى الى الدفاع. بيبي قفز على اللقية، على أمل ألا يكون بوسع احد أن يتهمه والعمل في الداخل بانه يقف على رأس حكومة يمينية متطرفة ضيقة  - مهما كلف ذلك من حقائب. في واحد من أيام الاسبوع ظهر ليبرمان يتوجه الى كافتيريا الكنيست نحو طاولة جمعت حولها بعض من نواب العمل وقال لهم: "انا اريد جدا أن تدخلوا الحكومة كي اتمكن من جعلكم اضحوكة".

باراك كان سيشتري عالمه لو أنه اصر على ان تضم لفني ايضا الى الحكومة الجديدة وهكذا تقام حكومة وحدة حقيقية. ولكن باراك وبيبي، القريبان من نفسيهما والمتحدان في ضغينتهما نحو لفني، فضلا  غمر اعضاء حزبيهما بالحقائب وبالامتيازات. تهديدات اعضاء العمل بترك الحزب واحداث شرخ، مشكوك أن تخرج الى حيز التنفيذ. فبغير هذه الواسطة العمل يتدهور من مستوى الى مستوى ويتبدد في الافق مثل تشارلي تشابلن في افلامه.

نجاح حكومة بيبي – باراك منوط بان تكون الشراكة بينهما افضل من تلك بين باراك واولمرت. ولكن يدور الحديث هنا عن سياسيين لهما أنا بحجم سوبر مركفاه وايديولوجيا مختلفة في شؤون الداخلية والخارجية. ليس صدفة في أنه بينما ينضم العمل الى حكومة يمينية، اعلن الرئيس اوباما بان سياسته هي السلام القائم على اساس الدولتين للشعبين، صيغة لا تظهر في الاوراق لدى بيبي. وبالمقابل، يقول انه وحكومته سيحترمان كل التزامات الحكومات السابقة. يدور الحديث هنا عن صياغات لا لعب فيها. فما كنا نرغب في الا تلتزم الادارة الامريكية صراحة بالحفاظ على امن ووجود اسرائيل.

وفي اقامة الحكومة ظهر باراك كفريسة سهلة تتمنى توجه بيبي كشخص ينتظر المسيح وليس صدفة ان كل شيء حيك في غضون يوم واحد. بيبي ظهر كناضج سياسي مسؤول من خلال خطوة حق فيها ثلاثة نتائج: غير صورة حكومته من حكومة يمينية ضيقة الى حكومة وسط مستقرة؛ تحرر من التعلق الزائد من تصرفات ليبرمان؛ وكذا اشترى وزير دفاع مجرب بدل الحصول على تنبل يبدو كتنبل في حقيبة الدفاع.

في المنافسة الخفية بين العائدين، بيبي ظهر اكثر حنكة. كان يحتاج الى العمل في حكومته ووجد في باراك شريكا يخاف البقاء في المعارضة بدون حقيبة الدفاع وليتجاوز كرامته حتى بثمن الشرخ في حزبه. إذن حين يكون نحو ثلث النواب وزراء، مساعدي وزراء، نواب وزراء، مع حقائب وبدون حقائب فماذا يهم هذا؟ في المنافسة الخفية بين نجمي المستقبل السابقين، في لجولة الحالية النتيجة واحد – صفر في صالح بيبي.