خبر الان الواقع..هآرتس

الساعة 09:24 ص|27 مارس 2009

بقلم: أسرة التحرير

بعد ثمانية أشهر من استقالة ايهود اولمرت توشك على أن تقوم حكومة جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو. في الفترة الانتقالية وإبان الحملة الانتخابية انطلقت اسرائيل الى عملية عسكرية زائدة وضارة في قطاع غزة، والمسيرة السياسية مع الفلسطينيين والسوريين توقفت. ولكن الواقع الاستراتيجي التي تقف امامه  اسرائيل تعقد فقط. ولكن وقف النار مع حماس في غزة ليس مستقرا، جلعاد شليت لا يزال في الاسر، حزب الله يهدد بعملية انتقامية، مستقبل السلطة الفلسطينية غامض، ايران تواصل تخصيب اليورانيوم، وفي العالم يتعاظم الانتقاد على قتل مدنيين فلسطينيين في غزة، والادارة الجديدة في الولايات  المتحدة تظهر ابتعادا عن اسرائيل بدافع السياسة السليمة.

الحكومة الجديدة ستكون مطالبة بان ترد على كل هذه التحديات. خلافا لحكومة اولمرت، التي عانت من انعدام التجربة السياسية والامنية في القيادة، في قيادة الدولة يقف الان رئيسا وزراء سابقان، نتنياهو وايهود باراك. لا يوجد من هو اكثر خبرة منهما في فهم الواقع الجغرافي السياسي، وهما لن يحتاجا الى فترة تأهيل "لدراسة المادة". باراك هو وزير الدفاع القائم ونتنياهو يتمتع باطلاع على معلومات سرية بصفته رئيس المعارضة.

المهمة الاكثر الحاحا لنتنياهو وباراك، مع وزير الخارجية الجديد افيغدور ليبرمان ستكون تحطيم العزلة الدولية، اقامة علاقات عمل جيدة مع ادارة اوباما، تهدئة الوضع في الحدود وخلق الظروف لتسويات سياسية مع الفلسطينيين ومع سوريا.

لقد اوضح اوباما في المؤتمر الصحفي هذا الاسبوع، بان الوضع الراهن ليس قابلا للاستمرار وان حث "حل الدولتين" حيث تعيش اسرائيل بسلام الى جانب فلسطين، هو "حرج". الحكومة الجديدة ستكون ملزمة بان تستجيب للتحدي الذي طرحه عليها اوباما. نتنياهو وعد، ردا على ذلك، في أن يكون "شريك سلام" للفلسطينيين وكرر شعار "السلام الاقتصادي" من الحملة الانتخابية. ولكن الحملة انتهت. الان  الواقع.

الواقع يفترض أن تمتنع الحكومة الجديدة عن استفزازات التوسع الاستيطاني وكبح جماح مبادرات رئيس بلدية القدس نير بركات في حث بناء جديد لليهود وهدم منازل للفلسطينيين في شرقي المدينة. الواقع يفترض التسهيل قدر الامكان على قيود الحركة على الفلسطينيين في الضفة وذلك للسماح لهم بتنمية اقتصادية، وفتح المعابر الى قطاع غزة. قرار الحكومة المنصرفة بعدم تقييد دخول المواد الغذائية الى غزة، والذي اتخذ بضغط امريكي، كان خطوة سليمة. يجب مواصلتها.

الواقع يفترض بنتنياهو وباراك ان ينطلقا في مبادرة سياسية اسرائيلية تستند الى مبادرة السلام العربية وتشكل اساس لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، مع سوريا ومع لبنان لدفع التطبيع مع العالم العربي الى الامام.  الواقع يفترض ادارة المحادثات السياسية انطلاقا من المرونة والاستعداد للحل الوسط والتسوية، وليس لتمضية الوقت. الواقع يفترض ايضا الامتناع عن الانجرار الى مغامرات عسكرية، تثير الحماسة في البداية وتنتهي بخيبة أمل.

اذا ما تصرفت هكذا سيكون بوسع حكومة نتنياهو أن تتمتع بتأييد دولي في تصديها للتحدي الاكثر تعقيدا لديها – البرنامج النووي الايراني.