خبر صحيفة: عباس قاد مصالحة بين بلعاوي وفتوح ويعمل على إعادة دحلان للحياة العامة

الساعة 06:46 ص|27 مارس 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

ظهور القياديان في حركة فتح محمد دحلان وروحي فتوح ظهر الجمعة الماضية حول رئيس السلطة محمود عباس في مسجد المقاطعة في رام الله.

 

وكان مشهد ظهورهما مرسوما بعناية في المسار السياسي اثار ولا زال يثير الكثير من التساؤلات ليس فقط في المستوى التكتل واعادة التجمع لرموز التيار الاصلاحي في حركة فتح ولكن في مستويات القرار الفلسطينية كلها.

 

واهمية هذا الظهور تنحصر في مسالتين.. الاولى انه برز في اليوم التالي تماما "للمصالحة" التي رعاها عباس شخصيا بين روحي فتوح ورفيقه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حكم بلعاوي بعد تجاذب حاد وداخلي بينهما على خلفية قرار وقف التحقيق القضائي مع الاول.

 

والثانية انه يعيد محمد دحلان الى الواجهة الرئاسية ومن اوسع الابواب الرئاسية وبشكل يقول فيه عباس ضمنيا بأن عودة دحلان اصبحت واقعا موضوعيا بالرغم من الملاحظات التنظيمية ضده على خلفية ما حصل في غزة وبالرغم من عدم وجود موقع او وظيفة رسمية له.

 

معنى ذلك ببساطة كما التقطته مجسات فتحاوية خبيرة لـ"القدس العربي" ان عباس يعيد تأهيل الثنائي المثير للجدل فتوح ودحلان ويعلن ذلك بوضوح استعدادا لمرحلة ما مقبلة مؤكدا بانهما يتمتعان بظل الرئاسة وحمايتها.

 

لكن الاعمق الايحاء بأن تيار دحلان- فتوح يتنشط ويستعيد حضوره في المشهد العام والاعلامي وبان الرئيس عباس يستجمع الصفوف ويحشدها استعداد لمعركة ما يقدر الخبراء بانها تختص باحياء برنامجه التفاوضي السلمي والسياسي وتستعد للمواجهة الفتحاوية الاهم التي دخلت في سياق الاستحقاق وهي قرب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح.

 

في جبهات موازية يقول المقربون من عباس بانه يخطط جيدا لتجنب اي مفاجآت "حركية" اذا ما انعقد المؤتمر الحركي لكن المتربصون ببرنامجه السياسي وبتيار دحلان- فتوح داخل اللجنة المركزية وخارجها يتحدثون مسبقا عن مفاجآت من العيار الثقيل يجهزها نشطاء الحركة الميدانيين والتاريخيين البعيدين منذ اوسلو عن اضواء الاعلام ومايكروفونات الفضائيات.

 

وبالنسبة للقيادي بلعاوي فقد اضطر للخضوع لضغط عباس والتصالح مع فتوح وان كان في المجالس الخاصة جدا يتمسك برايه حول عدم موافقته على ما حصل في قضية الاخير التي اوقف التحقيق فيها بطلب من الرئيس عباس وحفظت في السجلات بعد ان كادت تطيح بمستقبله السياسي.

 

وبلعاوي قبل ذلك كان المحرك الاساسي وراء منع فتوح من حضور اخر اجتماع للمجلس الثوري على اساس ان حضوره مخالف للوائح الداخلية ما دام يخضع لتحقيق قضائي في قضية الهواتف الشهيرة لكن فتوح هاجم بالمقابل موقف بلعاوي وراء الكواليس وتبادل الرجلان الاتهامات في الغرف المغلقة قبل ان يطفيء الرئيس عباس النار ويجبر بلعاوي على المصالحة بعد ان رفضها مبلغا جميع الاقطاب بوجود اولويات ومعارك سياسية وتنظيمية اساسية تتطلب نبذ الخلاف البيني.

 

وبالنسبة لدحلان لا يزال بعض المشاغبين من ابناء الحركة يذكرون الجميع باللجنة التحقيقية التي شكلت في احداث غزة ووجهت له اصابع الادانة على امل تقليل فرصه في العودة والنفوذ لكن ظهوره العلني الى جانب عباس في صلاة الجمعة كان رسالة يفترض ان تصل من الزعيم لابناء الحركة الذين يصر بعضهم على التحرش بدحلان الذي وسع بدوره خلال الاسبوعين الماضيين نشاطاته في عمق اقاليم حركة فتح وتحديدا في الخارج على امل النجاح في تجاوز عقبة المؤتمر الحركي واختياره عضوا جديدا في مركزية الحركة التي طالما هاجمها.

 

ويعتقد على نطاق واسع بان جناح فتوح ودحلان يخطط للانضمام قريبا الى عضوية اللجنة المركزية للحركة فيما لوحظ تزايد في لقاءات ونشاطات رموز هذا المحور بالترتيب مع ناصر القدوة وابو علي شاهين وسعدي الكرنز وجميعهم مرشحون للانضمام للجنة المركزية.