بالصور الشهيد "سامح القاضي": تمنى الشهادة صائماً فنالها مستبسلاً

الساعة 04:15 م|15 يونيو 2021

فلسطين اليوم

نتأمل وجوه الشهداء، ووصاياهم، وابتسامتهم، نعلم جيداً أنهم صدقوا الله فصدقهم الله، فلا كلمات أصدق وأبلغ من أفعالهم، فهم المجددون لحياتنا، عزة، ونصراً، وفخراً، وكبرياء، هؤلاء ‌‏الشهداء هم منبر التوعيّة للأمّة، هم وحدهم الذين يحدّدون دور هذه الأمّة، وهم وحدهم الذين يرسمون الطريق الصحيح لهذه الأمّة

في هذا المقام نسرد عناوين مهمة لأقمار معركة "سيف القدس" التي كانت استثنائية في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني فكانت دماء الشهيد المجاهد سامح جهاد القاضي وقوداً لهذه المعركة.

ميلاد الفارس

في قلعة الجنوب الباسلة رفح، أشرقت شمس الشهيد المجاهد سامح جهاد مسامح القاضي بتاريخ 22-1-1998م، ولد شهيدنا في أسرة فلسطينية مجاهدة قدمت الكثير من التضحيات والشهداء، ويشهد لها الجميع بما قدمته وتقدمه هذه العائلة المجاهدة.

عاش شهيدنا سامح داخل أسرة عانت من صعوبة الحال، وضيق الأوضاع المعيشية، فاضطر سامح إلى ترك المسيرة التعليمية ليكون سندًا ومعيننًا لوالده، في تحمل عبئ الحياة وقسوتها، فعمل في مهنة الزراعة، وأمسى يعتمد على نفسه فكان يوفر ما يلبي حاجته ويساعد العائلة، واجتهد سامح في عمله رغم صعوبة الحال، فقام ببناء منزلاً صغيراً ليتزوج فيه لكن قدر الله حال دون ذلك.

صفات من نور

رغم كل هذه الأوضاع في حياة الشهيد سامح القاضي إلا أنه كان صاحب ابتسامة عذبة طاهرة لا تفارق وجهه كان ينصح كل من عرفه على حب الخير، ويشجع جيرانه وأصحابه على التواصل وحب الخير للآخرين .

لازم شهيدنا سامح مسجد "البر والتقوى" وترك في ثناياه رائحته العطرة ووضع لمسته في المسجد فكان هادئا يمشي بوقار، يعد أيامه ويوزعهم ما بين عمل ورباط وجهاد.

بدوره قال أبو صبحي صديق الشهيد سامح القاضي:" الشهيد سامح الشاب البسام والضحوك، كان راضياً  بأقدار الله،  استطاع أن يستحوذ على قلوب من عرفوه ، بعفويته وبساطته وتواضعه".

وأضاف خلال حديثه لموقع السرايا: كان للشهيد سامح صفات ومواقف جعلت من مسؤولوه يُعجبون به ويقربونه منهم، فكان يشارك في كافة نشاطات المسجد والفعاليات الجماهيرية منها وتميز بنشاط كبير وحيوية فائقة.

ولفت صديق الشهيد خلال حديثه إلى أهم ما كان يميز سامح حب الخير لغيره وتفانيه في إنجاح الأعمال والأنشطة الموكلة إليه كان نعم المثابر الصابر دون أن يتأفف أو يستعجل، مشيراً إلى صدق وأمانة الشهيد سامح الذي لم يعهد عليه كذباً حتى مجرد مزاح، فكان صادقاً قولاً واحداً بلا وجه آخر أميناً على أسرار ومقدرات حركته.

درب الجهاد والمقاومة

كان الشهيد المجاهد سامح القاضي شجاعاً منذ طفولته حتى استشهاده، فمنذ ريعان شبابه التحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، وشارك في كافة الفعاليات التي تقيمها الحركة، ومن ثم ألح على إخوانه أن ينضم لصفوف سرايا القدس وبعد إصرار شديد وافقت قيادة السرايا على طلبه وكان له ما تمنى في العام 2016م، وخضع للعديد من الدورات العسكرية التي أهلته أن يكون أحد فرسان سرايا القدس في لواء رفح.

عزم شهيدنا سامح ألا يحيد عن الطريق حتى يلقى الله وهو راض عنه ، وأصبح مجاهد ًحتى نذر نفسه لله رب العالمين تاركا الدنيا بكل ما فيها واقبل على الله يسألهُ الجنة والشهادة، عمل بمثابرة وقوة جأش وتحمل، مسجلاً لنفسهٍ مواقف حافلة بالتضحية والعطاء، فشارك في الرباط على الثغور وشارك في عدد من المهام الجهادية التي أوكلت له من قيادته، ونظراً لكفاءته وبنيته الجسدية تم اختياره ليكون مقاتلاً في "نخبة اللواء" بلواء رفح، وأوكلت له العديد من المهام الجهادية التي قام بها على أكمل وجه.

اصطفاء الصائمين

انطلق الشهيد المجاهد سامح جهاد القاضي في معركة سيف القدس مقاتلاً، وهو يعلم أن ضريبة العزة والكرامة قد تكلفه حياته، فما لانت عزيمته، وما انكسرت إرادته، توجه سامح مع رفيق دربه وابن عمه الشهيد المجاهد طارق القاضي، لدك مغتصبات العدو الصهيوني شمال مدينة رفح برشقة صاروخية، وأثناء انسحابهم باغتتهم طائرة صهيونية بصاروخين  بتاريخ 16-5-2021م، وقضى نحبه إلى الله سبحانه وتعالى شهيداً صائماً وشاهدًا على جهاده بدمه على أرض فلسطين المباركة.

ce32af7ec7a6468be9efd8db76e7d1b0.jpg
03cd5211b0f017e7c6c6ba6c1ebcda0f.jpg
6ad77485e7424462b2a273cd4808e398.jpg
 

كلمات دلالية