القائد الميداني أبو العطا.. عشق الشهداء فسار على خطاهم والتحق بركبهم

الساعة 07:58 م|11 يونيو 2021

فلسطين اليوم- غزة- الاعلام الحربي

في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس وحماة الوطن والعقيدة والمقدسات حاملين أرواحهم علي أكفهم وأنفسهم تواقةً للحاق بركب الأطهار والمخلصين حيث جنان الخلد والنعيم.

إنهم رجال سرايا القدس الذين لم يفكروا بحياة الرفاهية، ولم يلتفتوا لهذه الدنيا الفانية، فقد تركوا كل ملذات الدنيا وكان جل تفكيرهم كيفية الوصول إلى الجنة وكيفية حصولهم على شرف الشهادة، فشمروا عن سواعدهم وحملوا بنادقهم وصواريخهم وأصبحوا يسابقون الريح في العمل رغم عتمة وعثرات الطريق.

الشهيد القائد الميداني "محمد يحيى أبو العطا" يرتقى شهيداً على طريق القدس ملبياً ومنتصراً لنداء القدس في معركة سيف القدس.

ميلاد الفارس

ولد الشهيد القائد الميداني محمد يحيى محمد أبو العطا "أبو يحيى" في الرابع عشر من شهر أغسطس من العام 1991م, في حي الشجاعية بمدينة غزة, لعائلة مجاهدة معطاءة قدمت العديد من أبنائها أسرى من بينهم والده, وجده وأعمامه, كما قدمت العشرات من الشهداء والجرحى على طريق القدس وعلى رأسهم قائد أركان المقاومة الشهيد القائد بهاء أبو العطا.

بين أروقة مساجد حي الشجاعية نشأ وترعرع شهيدنا محمد, فكان يتنقل بين المساجد لحضور الجلسات الدينية, كما كان شهيدنا شديد الحرص على أداء الصلوات في أقرب مسجد إلى مكان عمله وتواجده وسكناه.

البار بوالديه

اتصف الشهيد أبو العطا بالكثير من الصفات الحسنة التي جعلته محبوباً من الجميع, فلقد كان شاباً خلوقاً باراً بوالديه دائم الابتسامة في وجه إخوانه حنوناً عليهم وعلى أبنائهم، ذو علاقة طيبة جداً مع الجميع، حريصاً على زيارة رحمه وأقاربه، كما كانت علاقته بجيرانه طيبه جداً فكان يعاملهم بكل ود وحب كان خدوماً لهم يقف معهم في الأفراح والأتراح.

تميز شهيدنا القائد الميداني محمد أبو العطا بحرصه الشديد على بر والديه وطاعتهما ونيل رضاهما, مستمداً ذلك من قوله تعالى" وبالوالدين إحساناً", فلا يكاد يمضى وقت دون السؤال عنهما وتفقدهما وتلبية ما يحتاجونه.

وفي مرض والدته تجسد المعنى الحقيقي للمجاهد البار فكان مداوياً لجراحها وآلامها, شديد الاهتمام بها متابعاً لحالتها الصحية وتوفير العلاج اللازم لها.

الزوج والأب الحنون

تزوج شهيدنا محمد بفتاة ذات أخلاق عالية من عائلة كريمة, ليرزقه الله باثنين من الأبناء, فكان نعم الزوج المخلص والوفي لزوجته, ونعم الأب الحنون على أبنائه الذين لم يبخل عليهم بشيء, فرغم انشغاله بعمله الجهادي إلا أنه كان يسخر من وقته لزوجته وأبنائه, يرفه عنهم ويلبي احتياجاتهم ولا يشعرهم بأي نقص أو فقدان.

في صفوف الجهاد والمقاومة

تفتحت عينا شهيدنا القائد الميداني أبو العطا على وقع الاعتداءات الصهيوني على أبناء شعبه, ليكبر شيئاً فشيئاً وينمو بداخله حب الجهاد والمقاومة, متمنياً بأن يحمل البندقية لمقارعة الاحتلال والدفاع عن شعبه وأرضه.

ففي العام 2008 م، قرر شهيدنا أبو يحيى الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, لتكون سبيلاً له للانخراط في صفوف المقاومة التي لطالما تمنى أن يكون من المجاهدين, فأثبت حضوره في كافة فعاليات وأنشطة الحركة وبرز بين أبنائها.

وفي العام 2009م، وبعد إصرار شديد على قيادة سرايا القدس التحق شهيدنا محمد أبو العطا في صفوف السرايا بعد تلقيه العديد من الدورات العسكرية والقتالية التي أهلته ليكون مقاتلاً في صفوفها.

وفي أعقاب انخراطه في صفوف سرايا القدس شارك شهيدنا برفقة إخوانه المجاهدين بتنفيذ العديد من المهام الجهادية التي أوكلت له، وتدرج في العمل العسكري حتى أصبح أحد القادة الميدانيين للوحدة الصاروخية لسرايا القدس بلواء غزة.

وفي المعارك التي خاضتها سرايا القدس رداً على الاعتداءات الصهيونية بحق أبناء شعبنا بدءاً من معركة بشائر الانتصار والسماء الزرقاء والبنيان المرصوص وثأر تشرين وصيحة الفجر وبأس الصادقين وصولاً إلى معركة سيف القدس, أبلى شهيدنا بلاءً حسناً برفقة إخوانه ورفاق دربه في الوحدة الصاروخية من خلال دك المواقع والمغتصبات والمدن المحتلة بعشرات الرشقات الصاروخية.

رفيق البهاء والحافظ لعهده

ارتبط شهيدنا ارتباطاً وثيقاً بقائد أركان المقاومة الشهيد القائد بهاء أبو العطا فكان مرافقاً له في كافة تحركاته حافظاً لسره وأمنه, فاستمد منه العنفوان والصلابة والشدة على بني صهيون.

كان لاستشهاد قائد أركان المقاومة القائد بهاء أبو العطا الأثر الكبير على شهيدنا القائد محمد في الاستمرار على ذات الدرب, فازداد إصراراً على استكمال المشوار والحفاظ على المعادلات التي ثبتتها سرايا القدس.

حيث حافظ الشهيد محمد أبو العطا برفقة إخوانه على تاسعة البهاء والتي كانت نهجاً لحركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس، وكان توقيت قائد أركان المقاومة الشهيد القائد بهاء أبو العطا حاضراً لدى القائد أبو يحيى وإخوانه، حيث شارك وأشرف على إطلاق الصواريخ في توقيت التاسعة في حياة القائد بهاء أبو العطا, واستمر بالمحافظة على تاسعة البهاء حتى بعد استشهاد البهاء بقرار من إخوانه، وكان له وإخوانه المجاهدين دور وبصمة واضحة في ترسيخ نهج توقيت الساعة التاسعة في الرد على أي جريمة يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين المحتلة.

على موعد مع الشهادة

تعرض شهيدنا محمد لعدة محاولات اغتيال غادرة من الاحتلال الصهيوني باءت جميعها بالفشل, لكن قدر الله كان محسوماً لأن يرحل في معركة سيف القدس.

ففي الحادي عشر من شهر مايو للعام 2021م، وفي اليوم الثاني لمعركة سيف القدس كان القائد محمد يحيى أبو العطا على موعد مع الشهادة برفقة إخوانه القادة سامح فهيم المملوك وكمال تيسير قريقع, إثر عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات الغدر الصهيونية في مدينة غزة, ليلحق بركب الشهداء بعد رحلة جهادية مشرفة أذاق فيها العدو الغاصب الويلات.

 

كلمات دلالية