خبر « هيومن ووتش »: قذائف الفسفور الأبيض التي استخدمت في غزة كانت مميتة

الساعة 07:52 ص|26 مارس 2009

فلسطين اليوم – غزة

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الاسنان في تقرير أصدرته اليوم إن إطلاق إسرائيل المتكرر لقذائف الفسفور الأبيض على مناطق مزدحمة بالسكان في غزة أثناء الحملة العسكرية الأخيرة كان قصفاً عشوائياً ويدل

على وقوع جرائم حرب.

 

ويحتوي تقرير "أمطار النار: استخدام إسرائيل غير القانوني للفسفور الأبيض فيغزة" الذي اصدرته المنظمة في 71 صفحة على روايات شهود حول الآثار المدمرة لذخائر الفسفور الأبيض التي طالت المدنيين والأعيان المدنية في غزة.

 

وفور انتهاء أعمال القتال عثر باحثو هيومن رايتس ووتش في غزة على مقذوفات فارغة وعبوات وعشرات الشظايا المغمسة بالفسفور الأبيض في شوارع المدينة وعلى أسقف البنايات السكنية وفي مدرسة للأمم المتحدة. كما يعرض التقرير أدلة مستخلصة من تحليل المقذوفات ومن الصور الفوتوغرافية وصور القمر الصناعي، وكذلك وثائق للجيش والحكومة الإسرائيلية.

 

ويستخدم العسكريون الفسفور الأبيض بالأساس لإخفاء تحركات وعمليات الجنود براً، بواسطة خلق جدار دخاني سميك. ويمكن أيضاً استخدام الفسفور الأبيض كسلاح محرق.

 

وقال فريد آبراهامز، باحث طوارئ رئيسي في هيومن رايتس ووتش: "في غزة لم يستخدم الجيش الإسرائيلي الفسفور الأبيض في المناطق المفتوحة فحسب لحجب تحركات القوات". وتابع قائلاً: "بل أطلق الفسفور الأبيض أيضاً بشكل متكرر على مناطق مزدحمة بالسكان، حتى عندما لم تكن القوات الإسرائيلية في المناطق المستهدفة وفي ظل توافر قذائف دخانية أكثر أمناً. وبالنتيجة، عانى المدنيون بشكل لا ضرورة له ولقوا حتفهم".

 

ويوثق التقرير نسقاً أو سياسة لاستخدام الفسفور الأبيض تقول هيومن رايتس ووتش إنها لابد تتطلب موافقة المسؤولين العسكريين رفيعي الرتبة.

 

وقال فريد آبراهامز: "يجب تحميل كبار المسؤولين العسكريين المسؤولية جراء وفيات المدنيين بلا داعي التي أدى إليها استخدام الفسفور الأبيض".

 

وكانت هيومن رايتس ووتش في 1 فبراير/شباط قد تقدمت بأسئلة تفصيلية إلى الجيش الإسرائيلي بشأن استخدامه الفسفور الأبيض في غزة. ولم يعرض الجيش الإسرائيلي رداً، متذرعاً بإجراء تحقيق داخلي تجريه القيادة الجنوبية بالجيش.

 

وفي عمليات غزة الأخيرة، كثيراً ما استخدمت القوات الإسرائيلية الفسفور الأبيض المتفجر جواً في قذائف المدفعية عيار 155 ملم في أو بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان. وكل قذيفة متفجرة جواً ينبعث منها 116 شظية محترقة مغمسة بالفسفور الأبيض على مساحة نصف قطرها يبلغ 125 متراً، من نقطة الانفجار. ويشتعل الفسفور الأبيض ويحترق لدى ملامسته الأوكسجين، ويستمر في الاحتراق على درجة حرارة 1500 فهرنهايت (816 درجة مئوية) حتى لا يتبقى منه شيء أو حتى انقطاع الأوكسجين عنه. وحين يلامس الفسفور الأبيض الجلد

فهو يؤدي إلى حروق كثيفة ودائمة.

 

ولدى استخدام الفسفور الأبيض على النحو الملائم في المناطق المفتوحة، فهو لا يعتبر غير مشروع، لكن تقرير هيومن رايتس ووتش انتهى إلى أن الجيش الإسرائيلي تكرر تفجيره للفسفور الأبيض بشكل غير قانوني فوق أحياء مأهولة بالسكان، مما أدى لمقتل وإصابة المدنيين وإلحاق الأضرار بالأعيان المدنية، ومنها مدرسة وسوق تجاري ومخزن للمساعدات الإنسانية ومستشفى.