مختصون: الإعلام الحربي للسرايا أيقونة «سيف القدس» وانعكاس لأداء المجاهدين في الميدان

الساعة 02:55 م|07 يونيو 2021

فلسطين اليوم

سطَّرت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس انجازاً كبيراً وتغييراً واضحاً في معادلة الردع والاشتباك مع الاحتلال الصهيوني، خلال معركة سيف القدس البطولية.

ولعب إعلام المقاومة دوراً مؤثراً في تعزيز صمود الجبهة الداخلية الفلسطينية ورفع الروح المعنوية لديهم من خلال إبراز قوة المقاومة وإمكانياتها، وبث المشاهد الحية لانطلاق صليات صواريخ المقاومة تجاه أراضينا المحتلة، ونقل الصورة الحية للمجاهدين الأبطال الذين حملوا أرواحهم على كتفهم وهم يدكُّون مواقع الاحتلال بحمم قذائف الهاون من أرض الميدان؛ رغم التحليق المكثف لطيران الاحتلال.

ويرى مختصون وإعلاميون أن معركة سيف القدس سجلت حضوراً بارزاً ومميزاً للإعلام الحربي لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ولأبو حمزة الناطق العسكري باسم السرايا.

وأكدوا أنَّ الإعلام الحربي للسرايا نجح في إدارة المعركة إعلامياً، وتعزيز خطاب المقاومة، وتثبيت الجبهة الداخلية، ونشر الرواية الفلسطينية ودحض الدعاية الصهيونية الكاذبة.

وفي هذا التقرير، نُسلط الضوء على دور الإعلام الحربي والناطق العسكري باسم السرايا خلال معركة سيف القدس، من خلال آراء نخبةٍ من الكتَّاب والإعلاميين والباحثين في الشأن الصهيوني.

تكامل مع الفعل الميداني

بدوره يقول المختص الإعلامي ومدير وكالة فلسطين اليوم الإخبارية الأستاذ صالح المصري، إن "دور الإعلام الحربي لسرايا القدس خلال معركة سيف القدس كان دوراً مُميزاً وفاعلاً بجانب المقاتلين في الميدان" ،مُوضحاً أن هذا الدور ظهر من خلال تعاطيه مع المعركة باقتدار، ونشر كل ما يدور فيها من قصفٍ للصهاينة بطريقة احترافية.

ويرى المصري خلال حديثه لموقع السرايا أن الإعلام الحربي لعب دوراً مُتقدِّماً وبارزاً في نقل صورة المقاومة إلى الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية رغم الماكنة الصهيونية الكبيرة التي كانت تبث سمومها وتُحاول أن تُحرف الرواية الفلسطينية.

ويُتابع: "لاحظنا تكاملاً وتناغماً في الأداء بين الفعل السياسي وبين الفعل الميداني وبين الفعل الإعلامي، وهذه السلسلة المتكاملة تَخدِم مشروع المقاومة"، مبيِّناً أن إعلام المقاومة تَطَوَّر وبات قادراً على مواجهة الماكنة الصهيونية التي تبث سمومها وخطاباتها الكاذبة وأخبارها مُسيَّسة والمفبركة".

ويضيف: أصبح إعلام السرايا مؤسسةً للتحدي، فهو لا ينقل الحدث فقط، بل يُوجِّه الرسائل للجبهة الداخلة الفلسطينية وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، وأيضاً رسائل للعدو والكيان الصهيوني، موضحاً أن هذه المؤسسة بات لديها من الإمكانيات والقدرة أن تُدير معركة إعلامية إلى جانب المعركة السياسية والميدانية، وظهر هذا واضحاً من خلال معركة سيف القدس".

وعن دور الناطق العسكري للسرايا، قال المصري: "أصبح الناطق باسم سرايا القدس أيقونة وطنية من أيقونات الشعب الفلسطيني، وبات اسمه يتردد في الأوساط الجماهيرية سواء الفلسطينية والعربية باعتبار أن خطاباته كانت تلقى اهتماماً بالغاً في الأوساط الجماهيرية، وكانت الجماهير تخرج لتهتف باسم الناطق باسم سرايا القدس؛ نظراً لأن هذا الخطاب كان يُلامس الجماهير الفلسطينية والعربية التي كانت تُتابع مجريات المعركة في الميدان".

وحول أهمية تأثير الصورة في سياق الحرب النفسية، يقول: "لا شك أن الصورة تعدل ألف كلمة، ففي الوقت الذي كانت سرايا القدس تُصْدِر بياناتها، وينشر الناطق العسكري باسمها خطاباته من خلال منصات السرايا الرسمية، كنا نشاهد رشقات الصواريخ في نفس التوقيت الذي حددته سرايا القدس، أي أنها تقول قولاً وفعلاً".

ويُضيف: "اعتمدت الجبهة الداخلية الصهيونية في استقاء أخبارها على إعلام المقاومة، حيث اعتبرته المصدر الموثوق والصادق في عرض الأخبار، إذ فقدوا الثقة في إعلامهم الصهيوني الذي كان يُخبِّئ الكثير من المعلومات".

ويمضي بالقول: "استطاعت المقاومة أن تُوثِّق بالصوت والصورة الخسائرَ التي تعرض لها الاحتلال بفعل صواريخ المقاومة، وإرسال رسائلها إلى جبهة العدو، وهذا إنجازٌ ونجاحٌ كبيرٌ في إطار حرب الأدمغة والحرب النفسية باتجاه جبهة العدو".

أيقونة للمعركة

ومن جهته يبيِن الباحث في الشأن الصهيوني، خليل القصاص، أنه في معركة سيف القدس، اجتمعت قوة الخطاب وفصاحة اللسان مع ضربات الميدان والصليات المباركة، فكانت تغريدات أبو حمزة بمثابة العلامة والإشارة للمُجاهدين لتركيز ضرباتهم وقذائفهم.

وأثنى القصاص، في حديثه مع موقع السرايا على دور الإعلام الحربي المُمَيَّز منذ بداية معركة سيف القدس، مُوضحاً أن الإعلام الحربي صدَّر صورة النصر الأولى في معركة سيف القدس.

ويُردف: "ظهرت براعة الإعلام الحربي وقوَّته في إدارة المعركة إعلامياً، فقد أحْسَنَ في تقديم الصورة للجمهور بشكلٍ راقٍ يليقُ بسرايا القدس ويُبرز حضورها وتأثيرها على الساحة".

ويُواصل حديثه: "لاحظنا إدارة وزانة وممتازة للمعركة إعلامياً من خلال التوقيت المُتقَن لعرض المشاهد والكليبات الخاصة بالمعركة، وسرد تفاصيلها بأسلوب قوي".

ويَشرح: "كان لسرايا القدس كلمة البدء وكلمة الفصل في معركة سيف القدس، فبِدأت المعركة باستهداف حيب قيادة صهيوني شرق بيت حانون شمال غزة، واستمرار انطلاق الرشقات الصاروخية المباركة حتى قبل دقائق معدودة من انتهائها، عدا عن إعلانها عن صواريخ جديدة -صاروخ القاسم- تدخل الخدمة لأول مرة، دليلٌ واضحٌ على الجهوزية العالية للسرايا وإعدادها المستمر والمتواصل في كل الأوقات".

ويُتابع القصاص: "إن اهتمام الإعلام العربي والدولي بنقل المشاهد والإصدارات والتصريحات التي بثَّها موقع السرايا يدل على حضور مميز ومؤثر للإعلام الحربي، وكادرٍ قويٍّ متمكِّنٍ من الفنون الصحفية ومتطلباتها".

ويَمضي بالقول: "إن التفاعل الكبير وهتافات الجماهير بعد خطابات وتغريدات الناطق العسكري أبو حمزة واستجابتهم لدعواته بالنزول إلى الساحات والالتحام مع العدو؛ لهي أكبر دليل على النجاح الاستراتيجي للخطاب الإعلامي المقاوم".

ويُضيف الباحث القصاص: "اكتملت صورة الانجاز للإعلام الحربي بخروج الناطق أبو حمزة مُلقياً خطاب النصر من فوق ركام وأنقاض الأبراج التي استهدفها الاحتلال الصهيوني، وهو بهذا يُريد إيصال رسالة مفادها أن المقاومة تقف مع أبناء شعبنا فهي درعهم وسيفهم في وجه العدو وسياساته العدوانية".

ويُبيِّن: "بإمكاننا القول بما لا يدع مجالاً للشك أن الإعلام الحربي نجح في إدارة المعركة إعلامياً، وأوصل رسالته للجمهور، وكان مَصدراً أساسياً للقنوات الفضائية ووكالات الأنباء المحلية والعربية والدولية، حتى أنَّ قطعان المستوطنين كانوا يَنتظرون تصريحات أبو حمزة ويَستقون الأخبار من إعلام المقاومة؛ لأنهم أدركوا أن وسائل إعلامهم تُهيمِنُ عليها الرقابة الصهيونية، التي تُقدِّم الأكاذيب فقط، ولا شيء غير الأكاذيب".

كلمات دلالية