كيف يبني الجهاد الإسلامي على نتائج ملحمة سيف القدس؟!

الساعة 11:34 ص|06 يونيو 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

انتهت ملحمة سيف القدس البطولية, واجمع الكل أن ما قبل المعركة ليس كما بعدها, فما معنى هذه العبارة بمفهوم حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين حسب تقديرنا, فحركة الجهاد لها متطلبات داخلية فيما يخص البيت الداخلي الفلسطيني واعادة ترتيبه من جديد وفق قواعد جديدة ورؤية واضحة, واخرى خارجية موجهة للدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي والعالم اجمع, فمتطلبات حركة الجهاد الاسلامي على المستوى الداخلي, تشمل سعى الحركة لان تستثمر نتائج هذه الملحمة البطولية بالشروع في خطوات عملية ستحددها في جلسات الحوار المزمع اجراؤها في القاهرة وتصر على تحقيقها لأنها محل اجماع فلسطيني شعبي وفصائلي منها.

اولا: التوافق على برنامج وطني جامع يحكم العلاقة بين الفصائل الفلسطينية, يؤكد على الثوابت الفلسطينية, ويشمل حق مقاومة الاحتلال بكل الخيارات الممكنة والمتاحة, وهذا الحق مكفول ولا يمكن المساومة عليه, ويستند الى اولى اولويات الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها او تحييدها

ثانيا: اعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية وفق محددات يتم التوافق عليها فلسطينيا, وضرورة انخراط حركتي حماس والجهاد الاسلامي في المنظمة كحق اصيل لهما, وذلك لما يمثلانه من شعبية كبيرة فلسطينيا وقوة حقيقية على الارض, تجسدت من خلال خوض حروب ومعارك مع الاحتلال لم تستطع انهاء وجودهما.

ثالثا: لا يمكن التحرر من الازمة السياسية الفلسطينية دون الشروع في اعادة انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني, معظم أعضاء المجلس بات لهم أكثر من ربع قرن أو حتى قرابة نصف قرن, وهناك عدد كبير توفي منهم وباتت مقاعدهم شاغرة, واصبح لزاما اعادة انتخاب المجلس الوطني مجددا.

رابعا: انهاء الانقسام الفلسطيني والشروع بخطوات عملية لتجسيد المصالحة الفلسطينية واقعا على الارض, فإنهاء الانقسام يعني وحدة الوطن جغرافيا وسياسيا ومعيشيا, وحل الكثير من الاشكاليات العالقة, ورفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة, فلم يعد هناك مجال للانقسام بعد ملحمة سيف القدس البطولية.

اما على المستوى الخارجي فان حركة الجهاد الاسلامي وبعد نتائج هذه المعركة تدرك ان العالم بات ينظر للمقاومة الفلسطينية على انها قوة حقيقية على الارض ولا يمكن تجاوزها, ويجب الاستماع لمطالبها لذلك يجب.

اولا: ان نرتقي بمواقفنا السياسية على قدر الحدث من خلال التوافق والاجماع على مطالبنا بعيدا عن الاتفاقيات الهزلية المستندة لخيارات التسوية والتخلص من اوسلو وملحقاتها, والحديث بمنطق القوق المستند الى الحق الفلسطيني والى قدرات المقاومة الفلسطينية التي ظهرت خلال ملحمة سيف القدس.

ثانيا: علينا بدون خجل او وجل التأكيد على حقنا في فلسطين التاريخية من نهرها الى بحرها, خاصة ان اهلنا في الاراضي المحتلة عام 48م شاركونا في ملحمة سيف القدس, واهلنا في الشتات والمتمسكون بحق العودة الى ديارهم التي هجروا منها قسرا شاركوا في المعركة واقتحموا الحدود وازداد املهم بالعود لفلسطين.

ثالثا: استغلال حالة التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية والخروج بتظاهرات عارمة في شتى بقاع الارض لإدانة "اسرائيل" ودعم الفلسطينيين, وقيام سفاراتنا بدورهم في الترويج للقضية الفلسطينية وكشف جرائم الاحتلال, واستغلال وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي لطرح قضيتنا برؤى جديدة وعملية.

رابعا: استغلال المحافل الدولية من مؤسسات تعنى بحقوق الانسان, ومحكمة الجنايات الدولية, لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم, وتشكيل لجنة قانونية لجمع كل الادلة التي تدين "اسرائيل" وتقديمها للجهات الدولية المختصة, كما يجب تشجيع خطوات اعضاء الكونغرس الامريكي المطالبين بالتوقف عن دعم "اسرائيل".

ليس هذا كل شيء لكنه اضاءه على مواقف سريعة يمكن تبنيها والالتفاف حولها لاستثمار ملحمة سيف القدس, فلا يمكن ان نخرج من هذه الملحمة دون نتائج حقيقية لصالح شعبنا ولخدمة قضيتنا الفلسطينية, ويقينا ان ما يمكن ان نبني عليه بعد ملحمة سيف القدس اكبر من ذلك بكثير لأنه يسبق معركة التحرير.

كلمات دلالية