خبر بحضور ممثلي مختلف الفصائل الفلسطينية: تشييع حاشد لـ « مدحت » ورفاقه في بيروت

الساعة 04:55 م|25 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

شيع في بيروت الاربعاء المسؤول الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء كمال مدحت ورفاقه الثلاثة الذين اغتيلوا الاثنين في تظاهرة ضمت الالاف وعمها الغضب وتقدمها ممثلو مختلف التنظيمات الفلسطينية. ومن جامع الامام علي في منطقة الطريق الجديدة السنية في بيروت حيث اقيمت الصلاة على جثامينهم، رفع الانصار النعوش الاربعة ملفوفة بالعلم الفلسطيني على الاكف وساروا وسط الاف المشيعيين باتجاه مقبرة شهداء فلسطين.

 

وتقدمت التظاهرة فرقة كشافة تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عزفت الحانا ثورية فيما حمل مشيعون صورا ضخمة "للشهداء الاربعة" تمايلت وسط غابة من الاعلام الفلسطينية واعلام منظمة التحرير واعلام حركة "فتح" التي ينتمي اليها مدحت ورفاقه، واعلام حركة "حماس" وسائر التنظيمات الفلسطينية.

 

وجنبا الى جنب، سار في التشييع ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي واسامة حمدان ممثل حركة "حماس" رغم المخاوف التي اثارها اغتيال مدحت من توتر الاجواء بين هذين التنظيمين الرئيسيين.

 

وكان مدحت قد قاد جهودا كبيرة لرأب الصدع بين حركة "فتح" ومنافستها الرئيسية حركة "حماس" اضافة الى مجموعات اسلامية متطرفة تعمل داخل المخيمات وخصوصا مخيم عين الحلوة اكبر مخيمات لبنان والذي يقع في ضواحي مدينة صيدا كبرى مدن جنوب لبنان. واكتظت شرفات الابنية بالاهالي يطلقون الزغاريد ويرشقون الموكب بالارز والورود، فيما كان يعبر الاحياء التي كانت معقلا لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل خروجها من بيروت ابان الاجتياح الاسرائيلي العام 1982.

 

ومع اقتراب التظاهرة من المقبرة، ترددت في المنطقة اصداء رشقات نارية كثيفة اطلقها مشيعون على وقع هتافات منها "الشهيد حبيب الله" وهتافات تاييد لحركة "فتح" وقائدها الراحل ومؤسسها الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. وعند باب المقبرة، اعتلى عباس زكي منصة والقى كلمة شدد فيها على ان هذا التشييع هو "يوم الاستفتاء لاكثر الحركات جذرية في النضال ضد اسرائيل"، اي حركة "فتح"، مؤكدا على ان الجهود التي كان يبذلها اللواء مدحت لتوحيد الصف الفلسطيني ستستمر.

 

وكان الفلسطينيون قد اجمعوا على ان اسرائيل وعملاءها يقفون وراء عملية التفجير التي استهدفت مدحت ورفاقه لدى خروجهم من مخيم المية ومية المجاور لمخيم عين الحلوة واناطوا بالسلطات اللبنانية المختصة اجراء التحقيقات.واكدت حركة "فتح" من رام الله في بيان "ان هذه الجريمة الارهابية التي ارتكبتها العصابات العميلة انما تهدف الى ضرب حركة فتح وتصفية كوادرها المناضلة للسيطرة على القرار الفلسطيني، وتوظيفه في خدمة اعداء شعبنا، ولاثارة الفتنة مرة اخرى في لبنان".

 

وبالتزامن مع التشييع، عقدت قيادات مدينة صيدا وممثلون للفصائل الفلسطينية يتقدمهم ممثلا حركتي فتح وحماس، اجتماعا مشتركا استثنائيا.واستنكر المجتمعون في بيان الجريمة مشددين على دور مدحت ووصفوه بانه "رجل تهدئة وحوار وتقريب في وجهات النظر بين الأفرقاء الفلسطينيين ولا سيما بين حركتي فتح وحماس". واكدوا "ضرورة تعالي الجميع، لبنانيين وفلسطينيين، فوق كل الخلافات والحساسيات، والوقوف بوجه كل محاولات زعزعة الاستقرار في لبنان والمخيمات".