خبر شراء السلطة بالمال.. هآرتس

الساعة 10:28 ص|25 مارس 2009

بقلم: اسرة التحرير

احد الانجازات التي اعطت لرئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو صورة "سيد اقتصاد" كان تقليص مخصصات الاولاد حتى ذلك الحين، استخدمت المخصصات لتحويل ميزانيات طائلة الى العائلات الاصولية والعربية كثيرة الاولاد. المخصصات للولد الخامس فما فوق بلغت في العام 2002 مقدار 850 شيكل للولد في الشهر خمسة اضعاف المخصصات للولد الاول والثاني (بمعنى للاولاد الذين في معظهم علمانيون). وكان المعنى تحويل اموال من قطاعات من العاملين ممن يدفعون الضرائب، الى قطاعات الكثير من راشديهم يحبذون الا يفعلوا ذلك.

عملية مساواة المخصصات كانت تدريجية، ولكن من حزيران 2003 كل ولد تلقى مخصصا مساويا للولد الاول والثاني، نحو 160 شيكل للولد في الشهر. ومنذئذ ولد اكثر من 800 الف ولد الى واقع متساو يحصل فيه كل ولد على ذات المبلغ دون صلة بترتيبه في العائلة. اليوم نحو 80 في المائة من الاولاد يتلقون مخصصا متساويا.

منذ انتهج التغيير، بدأت معدلات الولادة في الوسطين العربي والاصولي، اللذين يعانيان من فقر شديد بالهبوط. وبدأ بعض الاصوليين يخرجون الى العمل كما ان حجم الفقر في اوساطهم انخفض ايضا.

اتفاقات الاستسلام التي تلوح في الافق بين الليكود وشاس ويهدوت هتوراة تتراجع الى الوراء في قسم كبير من انجازات نتنياهو. مرة اخرى يعود مبدأ زيادة المخصصات حسب ترتيب الولد في العائلة. مرة اخرى الاكثر ظلما هو الولد الاول. والاسوأ من ذلك: العلاوات ستنطبق ايضا على الاولاد الذين ولدوا بعد حزيران 2003، بمعنى عملية المساواة ستتوقف. لا يوجد اي شيء اجتماعي في مخصصات الاولاد مثلما يطالب الاصوليون. هذه مخصصات تشجع الولادة ولهذا فانها تشجع الفقر. يدور الحديث في واقع الامر عن رشوة تنقلها الاحزاب الاصولية الى ناخبيها. حسب منشورات عديدة، اتفقت شاس والليكود على زيادة المخصصات حتى قبل الانتخابات الامر الذي احبط تشكيل حكومة برئاسة تسيبي لفني.

نتنياهو اقترح على الاصوليين اكثر من لفني، وهكذا اشترى السلطة بالمال، في ظل بيع تصفية للقيم التي هو نفسه يؤمن بها، من حيث المساواة بين الاولاد، تشجيع الاصوليين والعرب على الخروج الى العمل واخذ مسؤولية الاباء والامهات على اعالة ابنائهم. هناك اشتباه بأن ليس نتنياهو الرسمي للعام 2003 هو الذي يقف على رأس الحكومة القادمة، بل نتنياهو القابل للابتزاز والضغط للعام 1996، المستعد لان يفعل كل شيء من اجل السلطة. هذا مؤشر ينذر بالشر.