خبر من يلاحق جنود الجيش الاسرائيلي؟.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:26 ص|25 مارس 2009

بقلم: بوعز هعتسني

يوجد جواب بسيط جدا لاتهامات "المذبحة" او "اطلاق النار على الابرياء"، في اثناء حملة "رصاص مصهور". على مدى نحو شهر صب الجيش الاسرائيلي كميات هائلة من الذخيرة من كل الانواع ومن كل الادوات على منطقة ضيقة مأهولة بكثافة بنحو 1.2 مليون عربي. كنتيجة لذلك، حتى حسب الادعاءات الاكثر تطرفا من رجال دعاية حماس، لم يقتل اكثر من الف مدني. وهكذا يثبت العدو صحة الادعاءات الاسرائيلية عن التمييز الحريص بين المسلحين والمدنيين. اذ مع كل هذه القوة كان يمكن ذبح مئات الالاف في هذه الفترة، سواء عن قصد أن بالاهمال.

ولكن يتبين ان المنطق المؤيد لاسرائيل، لا ينطبق على قسم كبير من وسائل الاعلام الاسرائيلية. فمنذ زمن بعيد لم تحظى وسائل الاعلام المعادية بتشهير لذيذ كهذه ضد الجيش الاسرائيلي، مثلما حصل عندما نشرت احاديث في نشرة المعهد العسكري التمهيدي على اسم اسحق رابين، على خلفية المداولات التي جرت بعد الحملة وعنيت بالتجارب والدروس التي مر بها الجنود من خريجي المعهد.

* * *

في قراءة معمقة لا تكتشف اكثر من شهادتين هزيلتين جديرتين بالفحص للاشتباه بقتل زائد. ولكن من النبرة في وسائل الاعلام كان يمكن اخذ الانطباع بجرائم حرب ارتكبت كسياسة شريرة. ليست هذه هي المرة الاولى التي تحث فيها وسائل الاعلام حملة منسقة ومتزامنة ضد الجيش الاسرائيلي، مثل موجة التحقيقات التي نشرت عشية الانسحاب من غزة، عندما كانت هناك حاجة لتشجيع الانهزامية التي قام به اريك شارون من القطاع. في حينه ادانوا قائد سرية عمل في منطقة رفح لانه أكد القتل لطفلة ابنة 13؛ كذبوا عندما اتهموا جنود حاجز زعم أنهم اهانوا عازف كمان عربي باجبارهم اياه بان يعزف لهم؛ وابرزوا قصصا لا اساس لها من الصحة عن التنكيل بجثث المخربين.

هذه المرة ايضا، كالمعتاد، سارعت وسائل الاعلام الى نشر "جرائم" دون أي فحص او تفكر. وردا على ذلك، سارعت وسائل الاعلام النظيرة في العالم الى تفعيل غدة اللا سامية والتشهير بالجيش الاسرائيلي وباسرائيل بصخب.

هذه المنشورات تخدم مباشرة آلة التحريض العربية المزيتة، التي كل ما تبقى لها هو اقتباس "الاعتراف" الاسرائيلي. من هنا وحتى دفع الثمن بالدم المسافة قصيرة جدا.

في هذه الصورة البشعة يوجد قسم ايضا لرئيس المعهد العسكري داني زمير. في نشرة المعهد، التي توجد على الانترنت، يحقق مع خريجيه في ما يشبه المحاولة الضحلة لمحاكاة ترددات المقاتلين من اوساط رجال اليسار بعد حرب الايام الستة، كما ظهرت في كتاب "حوار مقاتلين".

زمير، كما يتبين من المحضر، كانت تقلقه على نحو خاص عدم تنظيف وترتيب البيوت العربية على تم الاستيلاء عليها وتركت لدرجة تمزيق القارىء لشعره. في ختام النقاش يستخدم لغة تربوية رائعة: "طيبتم مؤخرتي، هذه هي الحقيقة... هذه قصص البراز... بصفتنا رجال احتياط نحن دوما لا نتعاطى بجدية مع الاوامر التي يقولها لنا كل المتخلفين اولئك في الالوية... أي أمن اسرائيل سيتضرر؟ قضيب في العين، ماذا سيتضرر، من سيتضرر؟"

* * *

فضلا عن ادعاء لطف الروح مزدوجة الاخلاقية وبذاءة اللسان، اجتاز زمير بفظاظة حدودا حساسة بنشره محضر النقاش لم تتأكد تفاصيله وليست سوى شائعات غير مسنودة تصبح أداة بيد العدو – عدو من خلال تقارير من هذا النوع من شأنه أن يبرر من الان فصاعدا صواريخ القسام، العمليات المضادة وجرائم الحرب الحقيقية التي يرتكبها.

من أجل قبول الصلة، من المهم الاشارة الى أنه في ذات النشرة يظهر تحليل سياسي جدي من  أحيا اسحاقي، "المرشد السياسي" للمعهد. وضمن امور اخرى قال هناك انه "مثلما خلق حكم مناحيم بيغن وضعا يوجد فيه 200 الف مستوطن في الضفة... يتعين علينا الان أن نخرج 60 الف في حرب أهلية..."

يتبين أن نزعة الكفاح تجاه الاخوة، والتسامح تجاه العدو، انعدام المسؤولية وبذاءة اللسان كبهار – هذا هو الاسلوب، وهذا هو المستوى والنوعية للتعليم في هذا المعهد العسكري. من يبعث الى هناك بابنائه يفعل ذلك على مسؤوليته، ولكن على حسابنا جميعا.