خبر امض بسلام يا باراك.. معاريف

الساعة 10:25 ص|25 مارس 2009

بقلم: ابراهام تيروش

ليس مهما ما الذي قرره مؤتمر العمل امس في شأن انضمام الحزب الى الحكومة (كتبت هذه المقالة قبل اتخاذ القرار)، يبدو انه قد حان حين ان نقول لزعيم العمل ايهود باراك: ودع حزبك وامض "من ارضك ووطنك وبيت ابيك" السياسي. امض بسلام، امض وحيدا، اما الى البيت واما الى حضن نتنياهو، وزيرا للدفاع بتعيين شخصي -  فني. سيكون هذا لمصلحتك ولمصلحة الحزب، وقد يكون ايضا لمصلحة الدولة.

يوجد جدل يتصل بقدرة باراك على قيادة الدولة. لكن لا يكاد يوجد جدل في انه غير ملائم بيقين لقيادة حزب – مع عمل جماعي، ومراودة لنشطاء الحزب وصبر على ذوي الالحاح والجري في الفروع والافراح. فهو كما قيل غير ظريف ولا ودي ولا محبوب. ولا سيما عندما يكون الحديث عن حزب العمل، فانه من جهة تصوراته الاقتصادية – الاجتماعية وصورة حياته، لم يعد ملائما ليكون بيته الطبيعي، ولا مجرد عضو عادي.

قد يكون حقا الاشد ملائمة من المرشحين لمنصب وزير الدفاع في هذه الفترة الصعبة. قد يكون من مصلحة الدولة حقا ان يجلس الان في الطابق الـ 14 في البرج في الكرياه. يبدو ايضا ان نتنياهو يريده هناك، بغير صلة بالرفيقة التي سيأتي بها. فليمض الى ذلك على نحو شخصي، بلا صلة بما بت امس في المؤتمر والاتفاق الذي وقعه على عجل مع الليكود، والذي سيترك للعمل ان يعيد بناء نفسه برئاسة زعيم اخر اكثر ملائمة.

حتى لو فاز باراك فسيكون هذا فوزا كثير الضحايا. فانه ان يكن فوز اخر كهذا فسيضيع الحزب تماما، وليس من المضمون ان يظل حيا الان ايضا. ان قلة فقط من اعضاء الكنيست فيه معه. ان سبعة منهم على الاقل سيعملون كمعارضة وسيوجد في الكنيست كتلتان في الواقع. حتى لو فاز فان باراك سيدخل حكومة نتنياهو كفني امني ذي خبرة لا كزعيم للعمل وممثل له. فما له ولكل ذلك؟ ليكف عن اصابة حزبه بالجنون، وليترك السياسة التي تسبب له الغثيان، وليمض الى الامن كشخص فني خالص – وينقذ اسرائيل.

وبضع كلمات عن مجرد المنافسة في العمل امس. كانت تلك منافسة بين الايديولوجية التي لا تستطيع التسليم على اية حال للدخول في حكومية يمين واضحة، وبين التمسك بالمقاعد الذي يسوغ كل شيء باسم الوطنية ومصلحة الدولة. كانت هذه التسويغات كما يجب ان نبين، صائبة حلالا تماما لو كان معروضا انضمام حزب العمل الى حكومة واسعة حقا، مع الليكود وكاديما. فقد كان يجوز من اجل اقامتها ان تحنى الايديولوجيات قليلا. لا من اجل الانضمام الى حكومة بيبي – ليبرمان – شاس – البيت اليهودي التي هي سيئة للدولة. ان انضمام فصيلة من العمل اليها كعبء زائد، لن يغير شيئا من سياستها وسلوكها.

اذا حدث انضمام كهذا، اما بقرار من المؤتمر او لان باراك وجماعة مؤيديه سينضمون الى حكومة نتنياهو بخلاف القرار ايضا، فسيكون ذلك شبيها بالصلاة مع سب الدين. ومن يفعل ذلك فلن يطهره كل ماء في العالم، ولا اي تسويغ وطني في العالم.