بالصور صيدلية "أبو العنين" تحتاج لمن يعالجها.. حلم دمرته طائرات حاقدة

الساعة 08:48 م|30 مايو 2021

فلسطين اليوم

سميرة الإفرنجي

منذ طفولته لم يكن طموحه كأي طفل محدودة لمدى معين بل على العكس، عندما يأتي الليل يرسم أحلامه على لوحة بيضاء معلقة على حائط غرفته، وينتظر أن يتلاشى سواد الليل حتى يشع الضوء من نافذته على تلك اللوحة ويتسلق بين كل ليلة للوصول إلى تحقيق حلمه.

يكبر هذا الحالم ويتمكن من دخول كلية الصيدلة، ومن بعد ذلك تكبر أحلامه وتلحقه العديد من العثرات حتى يتمكن من افتتاح صيدلية يضع داخلها كل ما تم بناؤه في السنين الماضية، ولكن بعض المعوقات لا يمكن تجاوزها.

فالشاب الصيدلي هاشم أبو العنين، لم يسلم من ظلم الاحتلال على مدينة غزة الذي تسلط بطائراته الحربية "الإسرائيلية" بالقصف الهمجي لعمارة الأوقاف في يوم الاثنين الموافق 5/17/ 2021، والتي تقع أسفلها صيدلية أبو العنين التي بها ذكرياته وجهده المتراكم عبر السنين لتتحول لركام بدقائق قليلة.

يقول أبو العنين لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه لجأ في سنة 2007 للحصول على حاصل فارغ بعد أن قام بجمع بعض المال ليتمكن من افتتاح  صيدلية أطلق عليها اسم "ابو العنين " حلم عمره وتمكن من أن يحققه.

ويشير الصيدلي أبو العنين، أنه استثمر في بداية حياته مايقارب من 45,000$ في مشروع عمره، ومع مرور السنين بدأ المشروع يحتاج المزيد من المال حتى يتمكن من تلبية احتياجات المجتمع الذي يقطن به .

يقول الشاب ابو العنين ":"بلغت من العمر 38  عاماً، وعند فقداني تلك الصيدلية شعرت بالإحباط واليأس وكأن شيئا مني قد بُتر لم أعلم ماذا أفعل عندما تم قصفها من الاحتلال "الإسرائيلي".

ويضيف:"قمت ببناء هذه الصيدلية طوبة طوبة مع والدي، ولم يكن من السهل أن أتقبل ذلك الأمر، وبعد كل تعب السنين والجهد الذي بذلت عليه الكثير يتم تدميرها في لحظة".

وأوضح الصيدلي أبو العنين، أن هذه الصيدلية تقع في مكان راقي بجانب مكتبة لبد بوسط البلد وتطل على البحر، وتُعد أفضل المناطق سواء من الناحية السكنية او الإيجار, ولم تكن بعيدة كثيراً عن منزله الذي يبعد عنها فقط 500 مترا .

وأضاف:"هذا المشروع يعني الكثير لبعض الناس لأنه مكان يقدم الخدمات الطبية والنصائح وبيع الأجهزة الطبية التي أجلبها من السويد خاصة لذوي الإعاقة المتأثرين بمسيرات العودة, وبالنسبة  لي الخسائر فوق قدرتي المالية في ذلك الوقت, وتبلغ مساحتها 85 مترا ومجهزة بالكامل من تكييف مركزي وغيره، ولكن كيف سأعوض خسارتي التي تقارب 150,000$".

وأشار أبو العنين إلى أنه لا يوجد أي مبرر حتى يتم استهداف تلك الصيدلية التي لا يوجد لها أي ذنب، وبماذا يعتقد الاحتلال للقيام بقصها، لكن ما يقتنع به هو أن الاحتلال لديه هدف واحد يسعى لأجله وهو فقط التدمير والتخريب وتضيع الحقوق لدى المدنيين الذين لا يملكون أي ذنب.

وكانت "إسرائيل" شنت عدواناً كبيراً على قطاع غزة استمر 11 يوماً، أدى لاستشهاد مايقارب من 255 شهيداً، فيما خلف دماراً وخراباً هائلاً في البنية الاقتصادية والمنشآت المدنية ومنازل وممتلكات المواطنين.

صيدلية  (6).jpeg
صيدلية  (5).jpeg
صيدلية  (4).jpeg
صيدلية  (3).jpeg
 

كلمات دلالية