خبر مصادر:الحوار سيكون موسعاً دون سقف زمني محدد له..وعباس يعد بتطبيق خطة بديلةفي حال الفشل

الساعة 06:48 ص|25 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

وجهت القاهرة أمس دعوات إلى الفصائل لعقد جولة ثانية من الحوار الوطني الفلسطيني الأربعاء المقبل، أي بعد انتهاء أعمال القمة العربية المقررة في الدوحة الأحد المقبل. وأكد مصدر مصري موثوق به لـ «الحياة» أن اليوم الأول من هذه الجولة سيشهد محادثات ثنائية بين حركتي «فتح» و «حماس»، على أن يستأنف بعدها الحوار في شكل موسع بين سائر الفصائل.

 

وعما إذا كان رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان حمل معه من واشنطن موقفاً دولياً أكثر مرونة إزاء حكومة التوافق الوطني التي يتوقع تشكيلها لإدارة الفترة الانتقالية حتى عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة، قال المصدر إن «جميع المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم الوزير سليمان في واشنطن أكدوا له ضرورة أن تلتزم الحكومة المقبلة شروط اللجنة الرباعية كي يمكن التعاطي معها دولياً». وهذه الشروط هي نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقات السابقة.

 

ولفت إلى أنه «من دون أن يتضمن برنامج الحكومة ذلك، فإنها ستظل محاصرة ولن تتمكن بالتالي من القيام بمهامها التي يفترض أن يكون على رأسها كسر الحصار وتشغيل المعابر وإعادة إعمار غزة، إضافة إلى الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة، وتنظيم الأجهزة الأمنية وإعادة بنائها على أسس مهنية بعيداً من الفصائلية، وتوحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة».

 

وكانت أعمال لجان الحوار الخمس علقت الأسبوع الماضي وسط خلافات كبيرة، بانتظار عودة رئيس الاستخبارات المصرية من واشنطن التي التقى فيها مسؤولين بارزين حاول إقناعهم بتخفيف الشروط الأميركية للتعاطي مع حكومة فلسطينية تضم وزراء من «حماس». لكن محاوريه أصروا على أن قبول أي حكومة بشروط الرباعية شرط التعامل معها.

 

وأبدى عضو وفد «فتح» نبيل شعث تفاؤله بفرص التوصل إلى اتفاق، لكنه قال لـ «الحياة»: «نريد اتفاقاً قابلاً للتطبيق، وليس اتفاقاً يصعب تطبيقه». وأشار إلى أن الخلافات تدور حول البرنامج السياسي للحكومة وشكلها، والنظام الانتخابي، وأجهزة الأمن، وتمثيل حركتي «حماس» و «الجهاد الاسلامي» في منظمة التحرير.

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن القيادي في «حماس» عضو وفد الحركة إلى الحوار أيمن طه ان القاهرة لم توجه الدعوة إلى حركته بعد للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات. وأكد طه أن «حماس مصممة على ضمان نجاح المحادثات»، لكنه رفض التزام اتفاقات السلام مع إسرائيل، معتبراً أن هذا «يعني الاعتراف بإسرائيل، وهو أمر مرفوض تماماً».

 

وقال شعث إن الحوار سيركز على برنامج سياسي مقبول من المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن «فتح» غير متمسكة بشروط اللجنة الرباعية، لكنها في الوقت نفسه لا تريد حكومة قد تتعرض لحصار مالي وسياسي. وأكد أن «هناك فرصة للتوصل إلى صيغة مقبولة من الجميع».

 

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الرئيس محمود عباس يعد لتطبيق خطة بديلة في حال فشل الجولة المقبلة من الحوار. ورجحت أن يكلف الرئيس رئيس الوزراء المستقيل سلام فياض تشكيل حكومة موقتة من فصائل منظمة التحرير كي تدير السلطة إلى حين التوصل إلى اتفاق.

لكن شعث قال: «قطعنا شوطاً كبيراً. وكلنا تصميم في المراحل التالية من الحوار على التوصل إلى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام ويعيد اللحمة الفلسطينية».

وأضاف أن «الجولة الثانية ستكون حاسمة وستتم فيها مراجعة كل النقاط الخلافية ومعالجتها. وننتظر أن يبلغنا الوزير سليمان معلومات عن الموقف الدولي من حكومة التوافق الوطني التي يفترض أن نشكلها عقب إنجاز المصالحة». وأكد أن «الحوار سيكون موسعاً... وليس هناك سقفاً زمنياً محدداً له».