خبر البحر الميت مهدد بالانقراض خلال 40- 50 عاماً

الساعة 02:49 م|24 مارس 2009

فلسطين اليوم : بيت لحم

يعتبر البحر الميت الذي يأتيه آلاف الزوار سنوياً للاستجمام بمياهه العلاجية والتمتع بسحره الخاص من أكثر المناطق انخفاضاً في العالم بحسب قياسات عام 2003.

وللبحر الميت جمالية خاصة نابعة من كونه الأكثر ملوحة بين البحار جميعها إذ تصطبغ صخوره باللون الثلجي حين ترتطم المياه المالحة بها كما تعتبر مياهه علاجاً للعديد من الأمراض الجلدية.

وبما أن البحر يأخذ مياهه الأساسية من مياه الأمطار ونهر اليرموك ونهر الأردن، فإن أزمة مياهية تواجهه بشدة وهو مهدد بالانقراض يوما بعد اخر اذ ينخفض مستواه بمقدار متر واحد كل عام وان هذه النسبة في زيادة مستمرة نتيجة الجفاف وتراجع نسبة الامطار من جهة واستخدام الاردن واسرائيل وسوريا لجزء كبير من مياه نهر الاردن ونهر اليرموك من جهة أخرى.

اما بالنسبة للمنفذ الاساسي الذي سيخلص البحر الميت مما يهدده من جفاف فيؤكد الدكتور غسان الخطيب وزير التخطيط الفلسطيني السابق أنه يكمن في مشروع سمي باسم "الواصل المائي" الذي يهدف الى نقل المياه عبر الانابيب من البحر الاحمر الى البحر الميت والذي بحسب الخبراء سيمد البحر بمياه تكفيه لمدة 40 إلى 50 عاماً.

يشير الخطيب إلى أن المشروع يهدف إلى تحقيق أمرين في آن واحد يتمثل الأول في معالجة النقص الحاد في مستوى مياه البحر المتناقصة سنوياً كما ذكرنا سابقاً، والآخر يتمثل في توفير المياه للمنطقة الواصلة ما بين البحر الاحمر والبحر الميت لاستخدامها في مشاريع صناعية مثل تحلية المياه أولاً ولمعالجة النقص الحاد في مياه الشرب ثانياً ولاستخدامها في مشاريع سياحية تستهدف المنطقة ذاتها ثالثاً.

وعن تطبيق المشروع يتحدث الخطيب: "المشروع حاليا في طور دراسة الجدوى لأن المجتمع الدولي الذي يشرف على هذا المشروع كان قد وفر مبلغاً مقداره 20 مليون دولار لإجراء مثل هذه الدراسات للاجابة على سؤال ما اذا كان هذا المشروع مقبولا ومجديا فنيا واقتصاديا وبيئيا، إذ يوجد وجهات نظر تعتقد ان هذا المشروع فيه مضار بيئية وهناك وجهات نظر تعتقد ان هذا المشروع غير مجد اقتصاديا وانه مكلف جداً".

يؤكد الخطيب في حديثه لشبكة فلسطين الإخبارية أن ذلك سيأخذ سنتين إلى ثلاث سنوات وفي حال تم التوافق على المشروع سيتم اجراء الدراسات التنفيذية لمحاولة تجنيد الاموال والاستثمارات اللازمة لذلك.

هذا ويبين الخطيب ان كلفة المشروع ستكون مرتفعة جدا إذ تصل كلفة المرحلة الاولى وهي مرحلة نقل المياه دون مشاريع انمائية او صناعية 1 بليون دولار اما المشاريع التي يجري التخطيط لها فكلفتها غير محددة لأن هذه المشاريع غير محدودة وستكون خاضعة لرغبة القطاع الخاص للاستثمار.

وربما أن البحر الميت الذي يعتبره العديدون من أكبر المصادر العلاجية والجمالية والاستجمامية يقبع حالياً في خطر الانقراض مع تناقص مياهه المستمر وارتفاع كلفة المشاريع التي تنقذه من الموت.