خبر البردويل: فياض في موضع محاكمة ولن نترك أحداً أجرم في حق الشعب الفلسطيني

الساعة 01:25 م|24 مارس 2009

فلسطين اليوم : مقابلة للشرق القطرية

أكد د. صلاح البردويل الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية وعضو وفدها للحوار أن الفيتو الامريكي كان مطروحا بقوة على طاولة الحوار في القاهرة من قبل حركة فتح، مشيرا في حواره لـ "الشرق" إلى أن حماس ستعمل على تقديم سلام فياض للمحاكمة حول ما اقترفه بحق الشعب الفلسطيني خلال الفترة التي حكم فيها.

 

* الحديث منذ بداية الحوار كان يدور عن نتائج ايجابية ؟ ما هي النتائج الحقيقية للحوار ؟

 

- بالنظر إلى الوضع وحالة الانقسام الشديد التي كانت موجودة في غزة نستطيع أن نقول ان هناك نوعا ايجابيا من التقدم بين حماس وفتح ومجرد اجتماع حماس وفتح هو ايجابي . ثانيا الأمر الايجابي هو تحديد المشكلة بين فتح وحماس كذلك التوافق على بعض القضايا لاسيما في موضوع المصالحة الوطنية أو لجنة المصالحة والتوافق على بعض المبادئ والقضايا إضافة إلى موضوع فلسفة إعادة صياغة الأجهزة الأمنية أو فلسفة إعادة صياغة منظمة التحرير، واسم الحكومة هو حكومة توافق وطني وخضوع الحكومة للقانون الأساسي. كل هذه تعتبر انجازات على الأرض وأيضا الاتفاق على أن يكون التوافق على كل القضايا رزمة واحدة وليس التصنيف كما حدث في مكة، الأمر مهم جدا.

 

الاتفاق على أن تكون انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات المجلس الوطني وهذا يعتبر انجازا، أيضا عدم قطع الحوار انجاز وإنما الاتفاق على موعد جديد في الحوار الأسبوع القادم وهذا يعتبر انجازا. وكل هذه تعتبر انجازات لكن هذه الانجازات نسبية .

 

لان هذه تعبير في ظل حالة القطيعة والانفصال التام ما بين شطري الوطن في غزة والضفة وبين حركتي فتح وحماس وتعتبر هذه الزحزحة وهذا التقدم انجازا نسبيا إلى حد ما لكن يبقى هناك خلافات لا تزال باقية حتى الآن.

 

 

 

* ماذا يعني تأجيل بعض القضايا لجولة أخرى ؟

 

- التأجيل من اجل مزيد من البحث عن صيغ للتقارب لإيجاد القوة والتفاهم المشترك لاسيما أن الخلاف بين حركتي حماس وفتح ليس بالخلاف البسيط إنما الخلاف يتعلق ببرامج وأفكار كثيرة قد طرأت خلال السنوات الماضية منذ بداية أوسلو وحتى هذه اللحظة والتأثير على القضايا المعقدة مثل إسرائيل . في نهاية المطاف هذه قضايا معقدة وصعبة للغاية ويصعب الاتفاق عليها أو الموافقة عليها.

 

لكن يجب البحث عن تجنبنا لهذا الصدام في البرامج وغيرها من القضايا التي يمكن أن نصطدم فيها .

 

 

 

* هل معنى التأجيل أن يبقى فياض في منصبه لحين الانتخابات التي تم الاتفاق عليها مطلع يناير القادم ؟

 

- الجميع يعلم أن فياض هو إشكالية بحد ذاتها وهو مشكلة وأمر واقع فرضه الرئيس ابو مازن وهو خارج القانون الأساسي حيث لم يأخذ الثقة من المجلس التشريعي وهذا طبعا مخالف لكل القوانين والأعراف البرلمانية في العالم . إذن كيف يمكن لرئيس مزاولة مهامه دون أن يأخذ ثقة من المجلس التشريعي إلا انه حتى هذه اللحظة يمارس عمله بدون أن يأخذ الثقة وبالتالي هو غير قانوني وغير شرعي .

 

 

 

* هل تقبلون بأن يبقى في منصبه لحين الانتخابات المقبلة؟

 

- فياض موجود في وقت الخلاف إذا اتفقنا لن يكون في منصبه وبالتالي نحن لا نعترف به وبعد أن نتفق لن نسمح أن يكون في مركزه لأنه يعتبر مخالفا للقانون الأساسي علما بأنه عضو مجلس تشريعي يخالف القانون ولذلك غير موثوق به ولن نقبل به في المستقبل وتاريخه الأسود في الفترة التي حكم فيها والاعتقالات السياسية والتنسيق الأمني مع العدو وإهدار المال وتراكم الديون على الشعب الفلسطيني . كل هذا سيجعله موضع محاكمة وليس موضع قبول في المستقبل .وبالتأكيد لن نترك احدا أجرم في حق الشعب الفلسطيني إلا وسنحاكمه بالقانون .

 

 

 

* هل وجدتم من فتح تقبلا لكم في حماس كشريك وطريق رئيسي في الحوار ؟ وكيف سادت أجواء الحوار؟

 

- حركة فتح صدمت وفوجئت عندما فازت حركة حماس في الانتخابات وتقدمت عليها علما بأن حركة فتح لم تقبل مدى تاريخها شريكا حقيقيا وهي كانت تلحق الفصائل الصغيرة بها الحاقا . وهذه المرة حاولت فتح أن تلحق حركة حماس بها وبمنظمتها ومنظومة أوسلو ومنظومة منظمة التحرير الموجودة . لكن عندما فوجئت أن حماس اكبر من أن تحتوى وأقوى من أن تلحق طبعا هذا اثر بشكل كبير عليها فبدأت تتخبط .

 

عندما فازت حماس بدأت فتح ومازالت إلى يومنا تعيش حالة تخبط لكن بعض الشخصيات بدأت بالفعل وأدركت أنها كانت واهمة بعدما عملت كل ما بوسعها لإقصاء حماس سياسيا وعسكريا .

 

اليوم باتت حركة فتح تدرك أن حماس حقيقة صعب إقصاؤها ولابد من التعامل معها لكن حتى هذه اللحظة هناك تباين في خطاب المحاور الفتحاوي فجزء منه يعترف بحماس ويتعامل معها باحترام ويعتبرها شريكة وبالتالي يجب أن تعطى مثلما يعطى الشريك بحسب قدره ومكانته. وجزء آخر يحاول أن يحتوي حماس ويجرها إلى مربع حركة فتح ومربع الاتفاقات الأمنية ومربع أوسلو وطبعا هذا يعكس حالة الارتباك الموجودة داخل حركة فتح .

 

 

 

* لو تحدثنا الآن عن برنامج الحكومة المقبلة هل سيكون برنامجها وفق ما يطلبه أبو مازن ؟ أم وفق ما تطلبه حماس ؟ وعلى أي أساس سيكون برنامج الحكومة؟

 

- نحن سمينا الحكومة حكومة توافق وطني مدتها انتقالية لكن صبغتها حكومة وفاق أي ليست حكومة تكنوقراط وليست حكومة فصائلية محضة وأنا حكومة وفاق وطني يحكمها القانون الأساسي.

 

بمعنى ان الأكثرية هي التي تشكل الحكومة حسب القانون الأساسي وتختار الوزراء وتوافق من يشارك فيها على التشكيلة النهائية مع انها لن تتم الا بتوافق وطني حيث يعين رئيس الوزراء والوزراء الذين تم اختيارهم من حماس باعتبار انها الاغلبية في المجلس التشريعي وستكون هذه الحكومة بالتوافق للجميع، برنامجها يجب ان يكون برنامج توافق ايضا ولا يكون برنامج ابو مازن او حماس وانا برنامج توافقي بمعنى لا تستطيع ان تجبر حماس على الاعتراف باسرائيل .

 

لو نظرنا الى دول الاحتلال نتنياهو لم يعترف بفلسطين وليبرمان لا يعترف بالشعب الفلسطيني أصلا ومع ذلك لا يستطيع احد في العالم ان يجبرهما على ذلك .

 

البرنامج الذي للحكومة هو برنامج مؤقت بمعنى وظيفة اعادة الاعمار والاستعداد للانتخابات القادمة .

 

والحكومة الانتقالية غير مطالبة بالاعتراف باسرائيل ولا غير ذلك اما فيما بعد الحكومة فان برنامجها برنامج توافقي نابع من وثيقة الوفاق الوطني وهي مواضيع تواصل مشترك بين الفصائل .

 

 

 

* هل تعتقدون أن فتح من الممكن أن تسلمكم منظمة التحرير على طبق من ذهب ؟

 

- نحن لا نتحدث عن اخذ المنظمة على طبق من ذهب ونحن نتحدث عن شراكة وطنية والمنظمة ليست الإطار المفهوم للشراكة . فالشراكة تكون في كل شيء وان يكون لدى الجهات الاخرى قناعات في الشراكة يجب ان تحترم جميع التوجيهات الوطنية الفلسطينية ولا نعتقد انك أنت المخول الدائم بحكم الشعب الفلسطيني عندما تؤمن بهذه القاعدة .

 

وفي الشراكة تكون جميع القضايا مشتركة ومرتبطة بها كالحكومة والمنظمة وشراكة الأجهزة الأمنية شراكة المالية وشراكة الإعلام وشراكة كل القضايا لغاية منظمة التحرير وبالتالي يصبح القرار حقيقة بين الفصائل وليسوا ملحقين في حركة فتح رئيسة المنظمة وكل الفصائل الصغيرة عبارة عن فصائل ملحقة الحاقا يوجهها قرار حركة فتح .

 

لكن اليوم انتهى هذا الامر بمعنى نحن لم نعد فصيلا صغيرا او ملحقا بل نحن الفصيل الأكبر في الساحة الفلسطينية وحماس حققت 60% من أصوات الشعب الفلسطيني فلا يمكن لحركة فتح ان توجهنا لنكون ملحقين بها هي لا تساوي نصف حجم حركة حماس .

 

يجب ان نفكر بالشراكة بمنظمة التحرير بشراكة كاملة متوافق عليها وعلى هيكليتها ونضع برنامجها للعودة بشكل كامل بدون هيمنة فتحاوية وإلحاق للفصائل الصغيرة .

 

 

 

* في الملف الأمني .. الكل يقول ان الملف الأمني هو من أصعب الملفات التي تواجه المصالحة في ظل وجود الجنرال دايتون ؟ على ماذا اتفقت حماس وفتح امنيا؟

 

- لم تتفق حماس على شيء حتى اللحظة لا على برنامج الحكومة ولا على الملف الأمني ولا على المرجعية العليا للمنظمة وهذه القضايا كلها مرتبطة بجوهر وفلسفة وجود السلطة الفلسطينية حيث ترى السلطة ان الجوهر في وجودها مرتبط بالاتفاقات الأمينة مع إسرائيل ويجب ان تبقى الاتفاقات الأمنية مع إسرائيل وان هذه الاتفاقات الأمنية هي التي تشكل البرنامج السياسي والجملة السياسية في البرنامج السياسي التي تعتمد على اسرائيل .

 

نعم هي التي تشكل عقيدة ان الأمن يجب ان يحمي امن إسرائيل وان تشارك العدو على حماية امنه وهذه الفلسفة هي جوهر الخلاف بيننا وبينهم ومن الصعب ان يتم حلها في يوم او يومين او ثلاثة وذلك محل خلاف شديد بين حركتي فتح وحماس ، فتح في أساسها مرتبطة باسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي .

 

وحماس بنضال أبنائها تبقى صلبة امام العدوان الإسرائيلي وامام تهويد الأراضي الفلسطينية والقضية بأجمعها.

 

 

 

* بالنسبة للفيتو الأمريكي على الحوار الفلسطيني هل ما زال قائما؟

 

- الفيتو الأمريكي مازال قائما وكان حاضرا بكل وضوح على طاولة الحوار وان تشترط حركة فتح ان تكون الحكومة برنامجها بصيغة العرب وحكومة تقبل شروط الرباعية وأجهزة أمنية لا تعترض عليها إسرائيل كل ذلك معناه ان الفيتو الأمريكي مازال قائما على الحوار ومازال مطروحا على الطاولة .

 

فتح لن تتخلص منه لكن يجب ان تبحث عن صيغ مقبولة لنا وتخرج نفسها من هذا الفيتو.

 

 

 

* كيف ترى حماس شروط الرباعية وتأثيرها على الحوار ؟

 

- شروط الرباعية يمكن ان تنقسم الى مستويين من الشكل والمضمون بالنسبة لمستوى الشكل لا يجوز لاي احد ان يفرض البرنامج السياسي على بلد آخر ونحن أحرار ولن نقبل بذلك ابدا وعلى مستوى المضمون الشروط غير منطقية وغير واقعية.. تطلب مني ان اعترف بإسرائيل وإسرائيل ذاتها لا تعترف بذاتها ولا تحدد حدودها .

 

شروط الرباعية التي يتحدثون عنها هي شروط من طرف واحد على الضحية وبالتالي الاعتراف بإسرائيل غير منطقي وغير واقعي .