سرايا القدس.. سيف القدس ودرعها، وصانعة نصرها... بقلم/ جابر محمدين

الساعة 04:01 م|23 مايو 2021

فلسطين اليوم

( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ )

الحمد الله الذي صدق وعده وأَعَزَّ جُنْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ.

معركة سيف القدس التي أعز الله بها كل الأحرار في العالم وأشفى غليلهم ومهدت لانتصارات قادمة، في هذا المقال سأسلط الضوء على أبطال المعركة وأخص بالذكر سرا يا القدس ليس من باب التحيز والعنصرية لهم، وإن كان لهم في القلب محبة عظيمة ولكن لإحقاق الحق.

فهناك عدة أسباب جعلتها مميزة سأذكر أهمها:

بعد انتهاء حرب 2014 عملت السرايا على تحقيق هدفين ..

الأول الإعداد الجيد واستخلاص العبر

والثاني إبقاء جذوة الصراع مشتعلة مع الكيان الصهيوني.

أولاً: خلال هذه المدة حتى معركة سيف القد س خاضت السرايا ما يقارب 15 جولة قتالية واستخدمت خلالها آلاف الصوار يخ والقذائف، وسقط خلالها العديد من الشهداء، وجعلت من الساعة التاسعة وقت لإذلال الكيان، وهذا يشكل حالة استنزاف بشري و استنزاف في المقدرات العسكرية.

ثانياً: مرت السرايا خلال تلك الفترة بضيق الحال من قلة الموازنات وحوافز للمجا هدين.

ثالثاً: لا تمتلك الحرية الكافية للعمل ولا الأماكن المتعددة ولا مصادر الدعم اللوجيستية كغيرها من الفصائل الكبرى.

هذه الأسباب كفيلة أن تُنهك عمل السرايا وتجعلها غير قادرة على خوض غمار تلك المعركة، لكن ما وجدناه العكس من ذلك وجدنا عملاً رائعاً ومميزاُ جداً في كافة الوحدات، وتطوراً نوعياً وكمياً في الأداء، كيف لا وهي أول من استل سيف القد س في هذه المعركة من خلال توجيه ضربة قاتلة لضباط الاستخبارات العسكرية للعدو باستهداف الجيب الذي يستقلونه بصاروخ كورنيت، كيف لا وهي أول من ضرب البقرة المقدسة (تل أبيب)، كيف لا وهي أخر من ضرب بسيف القدس خلال المعركة حيث قصفت الغلاف والبلدات المحيطة بعشرات الصواريخ رداً على قصف العدو للمدنيين قبل دخول التهدئة بدقائق، كيف لا وهي من أبقت سيفها مشرعاً حتى مع انتهاء المعركة كما قال الأمين المؤتمن الحاج أبو طارق -حفظه الله-" إن عدتم عدنا".

هذه المميزات لم تكن لوحدها لتميزها عن غيرها، وتجعلها تصنع النصر برفقة فصائل المقاومة، بل تميزت بجميع الوحدات التي عملت في الميدان كتالي:

*الوحدة الصاروخية:

لقد حافظت الوحدة على كثافة نيران متوازنة خلال 11 يوماً وموزعةً على كافة المدن المحتلة بتكتيك رائع يمكّنُها من مواصلة المعركة لشهور عدة، بل وجعلت تل أبيب أقرب من سيدروت فقد ضربتها السرايا لمدة عشرة أيام من أحد عشر يوماً بمئات الصواريخ، وزادت من مدى شعاع صواريخها فضربت هرتسيليا والخضيرة والقدس برشقات متعددة ولاحظ الجميع دقة الإصابة التي استهدفت المدن المحتلة في الداخل، وعلى سبيل المثال خزان الوقود في مدينة عسقلان، وعلى الرغم من ارتقاء قائد الوحدة في المنطقة الشمالية وقادة ميدانيين في الوحدة لكن لم نرَ تأثيراً عكسياً، بل رأينا إبداعاً وتوفيقاً من الله.

* الوحدة المدفعية:

هذه الوحدة أبز ما ميز السرايا عن غيرها من الأذرع العسكرية الأخرى، حيث لاحظ الجميع ما قامت به الوحدة من استبسال بتوجيه ضربات مكثفة ومركزة ومحددة الأهداف استهدفت كل مواقع العدو على طول الغلاف، وأدت إلى قتلى وجرحى في صفوف العدو، على الرغم من وجود عشرات الطائرات للعدو كان رجال الوحدة استشهاديين لكن كانت تحفهم عناية الله .

*وحدة الهندسة والتصنيع:

لم يكن رجال الوحدة في ميدان المعركة، بل كان صنيعهم وبأسُهم رأينا إبداعهم في الصواريخ المتميزة عن غيرهم، الصواريخ ذات الرؤوس المتفجرة الكبيرة، مثل صاروخ القاسم، وصاروخ البدر التي أرقت الكيان في مدن الغلاف، وشعاع صواريخهم التي ضربت كل المدن المحتلة الرئيسة مثل تل أبيب والقدس والخضيرة وهرتسيليا وعسقلان وإسدود وغيرها من المدن الكبيرة .

*جهاز الأمن:

كان لجهاز الأمن بصمة واضحة في هذه الجولة من خلال المنشورات التوعوية على مدار الوقت خلال المعركة، حيث قام الجهاز بمحاربة الإشاعات التى روجها العدو وعملاؤه، وقام بملاحقتهم وإلقاء القبض على بعضهم.

*الإعلام الحربي:

كانوا استشهاديين، وكأنهم يحملون قذيفة أو صاروخ بمرافقتهم للمجا هدين في كافة الوحدات بكاميراتهم، فرأينا صنيع المجاهدين وبطولاتهم، فهم من نقلوا لنا صورة النصرة الكاملة، وهم من أظهروا لنا كيف ذُلت دولة الكيان بضربات المجا هدين؛ فرفعوا من معنويات شعبنا المجاهد، وجعلونا نستهزئ بجيش العدو، وكان أبو حمزة سفيرهم في نقل صورة الحدث، وكان ويرسم لنا معالم المرحلة المقبلة في المعركة من خلال تصريحاته وتغريداته المتميزة.

*وحدة الرصد والمعلومات:

هذه الوحدة التي كانت قبل وأثناء وبعد المعركة تعمل على تجميع بنك أهداف لتزويد الوحدات القتالية بها، وكانت تتابع كافة تحركات العدو.

وهناك الكثير من الوحدات التي شاركت في صنع النصر وكانت على أهبة الاستعداد ، وكذلك رجال الأنفاق الذين كانوا على أهبة الإستعداد للمعركة البرية.

أما صناع النصر الحقيقيّين فهم الشهداء الأطهار من كافة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والداخل المحتل، الذين نعت منهم السرايا تسع عشر قمراً زينُوا سماء غزة وقمراً في الضفة من قادة ومجاهدي السرايا، الذين ارتقوا في هذه المعركة، كانت دماؤهم الزكية وقود النصر.

ولا ننسى الذين أسسُوا لهذا النصر الكبير وصنعُوا لبناته. أمثال الشهيد القائد الحاج أبو سليم، وشهداء الإعداد والتجهيز من أبناء الوحدة الصاروخية ووحدة الهندسة والتصنيع الذين اصطفاهم الله خلال مسيرة الإعداد، فبدمائهم صُنع النصر، وزَمجرت غزة غاضبة، وجعلوا هذا الكيان الغاصب مجالا للسخرية والاستهزاء.

فحقً لنا أن نفخر بالسرايا ومجاهديها وبشهدائها الأطهار .

تقبل الله جهدكم وجهادكم، ورحم الله الشهداء، وشفى الله الجرحى، وربط الله على قلب كل مبتلًى.

كلمات دلالية