خبر مع اوباما الى إيران-هآرتس

الساعة 09:22 ص|24 مارس 2009

بقلم: أسرة التحرير

بينما تنشغل إسرائيل في تشكيل الحكومة وبالأسر المتواصل لجلعاد شاليط، تجري في محيطها الاستراتيجي تغييرات بعيدة المدى. أبرزها كانت الرسالة العلنية التي اطلقها الرئيس الامريكي براك اوباما الى الشعب الايراني وحكومة الجمهورية الاسلامية في تحية مصورة بمناسبة عيد النيروز، رأس السنة الفارسي.

اوباما اقترح اقامة علاقات جديدة بين امريكا وايران، بعد ثلاثة عقود من القطيعة والعداء، علاقات تقوم على اساس الدبلوماسية وليس التهديدات، على الحوار الصادق والاحترام المتبادل، وتعيد الجمهورية الاسلامية الى اسرة الامم. ولم يذكر البرنامج النووي لايران، بل دعا فقط الى استبدال "القدرة على الهدم بالقدرة على البناء والانتاج".

بعد ساعات قليلة من اوباما، اطلق الرئيس شمعون بيرس رسالة من اسرائيل الى الشعب الايراني، هاجم فيه بحدة الرئيس محمود احمدي نجاد على نفي الكارثة، ودعا الايرانيين الى اسقاط زعماءهم من الحكم ووعد بان اسرائيل ستبقى على قيد الحياة.

التضارب بين الرسالتين، الامريكية والاسرائيلية، يدل على خلاف شديد بين القدس وواشنطن في مسألة الموقف من ايران: في الوقت الذي تبحث في امريكا عن سبل الحوار، تروج اسرائيل للمواجهة ولاسقاط النظام في ايران. الخلاف كفيل بان يحتدم مع صعود بنيامين نتنياهو الى الحكم، وهو الذي يروج منذ سنين الى عملية قاسية ضد ايران بهدف وقف برنامجها النووي، الذي يعتبر في نظره تهديدا وجوديا على اسرائيل.

لاسرائيل مصلحة هامة في وقف النووي الايراني ولكن لها مصلحة لا تقل اهمية في علاقات قريبة وتنسيق سياسي مع الولايات المتحدة. على الحكومة الجديدة ان تعطي الفرصة والاسناد للخطوة الدبلوماسية لاوباما حيال ايران والا تقف ضدها او تعرضها كتسليم واع بايران نووية وتركن لامن اسرائيل لمصيره.

الرد الاولي من زعماء ايران على رسالة اوباما لم يكن متحمسا، ولكن هذا هو مجرد بداية الحوار. اذا ما نجح اوباما في تلطيف حدة التوترات المتصاعدة في المنطقة واقامة اطار جديد من الحوار والتعاون بين دولها، سيكون لذلك اسهام هام لامن ومكانة اسرائيل السياسية. هذا هو النهج الذي يجب ان يوجه خطى نتنياهو، في لقاءه الاول مع الرئيس الجديد في البيت الابيض.