خبر أبناء الأسرى.. « أريد أبي »

الساعة 12:59 م|23 مارس 2009

فلسطين اليوم- غزة

أطفال صغار لا يعرفون معنى السجن ولكنهم يشعرون بالحرمان.. وأبناء كبار لا يجهلون قسوة السجان ولكنهم يتمنون اللقاء.. أبناء الأسرى القابعين خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي صغار كانوا أم كبار يتلهفون لرؤية آبائهم ولم يعد بأمرهم سوى المطالبة والانتظار.

 

"أريد أبي.. لقد تعبت من الانتظار بدون جدوى وسوف أصبح أباً ولم أرً والدي، ومهما كبرت فسوف أظل بحاجة له".. بهذه الكلمات بدأ الشاب عائد (24 عاماً) ابن الأسير سالم حسن أبو شاب (42 عاماً) حديثه.

 

وتابع أبو شاب من بلدة بني سهيلا في خانيونس جنوب قطاع غزة:" والدي اعتقل في 20/4/1991 وحكم عليه السجن مدى الحياة، ولم أره منذ 9 سنوات حيث منعت إدارة السجون عائلتي من زيارته".

 

ومازال أبو شاب يقبع في سجن نفحة الإسرائيلي، حيث تزوج ولده عائد منذ عدة أشهر في غيابه، كما استشهد نجله الآخر محمود (19عاماً)، ومازالت بقية العائلة تنتظر الفرج القريب عنه.

 

وشدد أبو شاب، على ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وإتمام صفقة شاليط ضمن الشروط الفلسطينية، مطالباً بتكثيف التضامن والعمل الحثيث من أجل إطلاق سراح الأسرى، مشيراً إلى تجمعات المتضامنين الإسرائيليين مع شاليط أمام الوزارات في حين يجرب فقط اعتصام أسبوع للأسرى الفلسطينيين.

 

الطفل نور ذو الـ3 سنوات نجل الأسير محمد أبو شلوف (30 عاماً) من مدينة رفح جنوب القطاع، والذي يقبع في سجن نفحة الصحراوي، مازال ينطق بكلمة "بابا" التي علمه إياها شقيقه إيهاب ( 5 سنوات) بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال والدهما قبل 3 سنوات.

 

والدة الطفلين أبو شلوف تجلس بجوار ابنها ومازالت تطلق دعواتها لله من أجل إطلاق سراح زوجها، قائلةً:" إدارة السجون منعتنا من زيارة زوجي، ولم أره منذ اعتقال رغم حاجتي الكبيرة له فأطفالي دائمي السؤال عنه ولا أعرف الإجابة". 

 

شهاب ووعد طفلي الأسير شادي أبو الحصين (30 عاماً) الذي يقبع في سجن النقب الإسرائيلي منذ 6 سنوات، لم تكف ألسنتهما عن السؤال عن والدهما، ولا تجد جدتهما سوى دموعها للإجابة.

 

وتضيف والدة الأسير، أنها ممنوعة من زيارة نجلها بسبب عدم حصولها على الهوية الفلسطينية، وترى في إتمام صفقة شاليط الأمل الوحيد لرؤية فلذة كبدها، متمنيةً أن تنتهي الصفقة بفرحة كبيرة لم تشعر بها منذ اعتقال شادي.

 

الشابة دعاء (25 عاماً) من مخيم الزيتون جنوب غزة ولدت وتزوجت قبل أن ترى والدها الأسير سليم الكيال (57 عاماً) الذي يعد عميد أسرى قطاع غزة، والمعتقل منذ الثاني من مايو- أيار 1983.

 

عمها أبو فايز الكيال، لا ينفك عن المطالبة بالإفراج عن الأسرى خاصةً القدامى منهم وذوي الأحكام العالية، معرباً عن إحباطه الشديد من إنتهاء جولة التفاوض في صفقة شاليط، ولكنه لم يفقد الأمل في الله ومازال ينتظر كابنة أخيه دعاء.

 

آباء وأبناء مازالوا يحلمون باللقاء.. وزوجات يبكين الاحتياج والفراق.. وأمهات يمتن قبل أن يسعدن بحضن أبنائهن.. هذا حال ذوي الأسرى.. وما خفي كان أقسى.!