رسم شخصيات وطنية وفضح انتهاكات الاحتلال

الرسامة "الأقرع".. موهبة يشوبها الكفاح نحو التنمية والتطوير ومزيد من الإبداع

الساعة 09:06 م|05 مايو 2021

فلسطين اليوم

تكافح الفنانة أسماء الأقرع في تطوير وتنمية موهبتها الفنية بالرسم على الأوراق، داخل بيتها المتواضع وسط قطاع غزة؛ رغم سوء أوضاع عائلاتها المعيشية والاقتصادية المتردية.

الفتاة الأقرع تسعى دومًا لتطوير موهبتها التي اكتشفتها منذُ سنوات لوحدها، وتبدع في رسم الشخصيات العامة والشهداء إلى جانب رسومات تفضح انتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، بأسلوبها السلمي والراقي.

ابنة التسعة عشر عاما "تعمل لساعات عدة يوميًا، في رسم الصور التي تختارها، من خلال أدوات بسيطة جدًا، كبديل عن الأدوات والمعدات اللازمة، وذلك لعدم قدرتها على شرائها، بسبب تردي أحوال عائلتها المادية"، كما تقول الرسامة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وتضيف الأقرع، أنها تُنمي موهبتها عبر مشاهدة فيديوهات تشرح لها الطرق الفنية لرسم الشخصيات والصور الخيالية بجودة عالية، وتطبقها فور الانتهاء من المتابعة، حيث ترسم يوميًا العديد من اللوحات الفنية.

وتعلق الفتاة لوحاتها الفنية التي تحتوي على مشاهدات حية وخيالية وشخصيات وطنية وعامة، بعد الانتهاء من رسمها على سبورة خاصة بواسطة ملاقط، بحيث يستطيع أي زائر رؤيتها، وهي تسر النظر لقوة وجودة الأداء.

ولا تخلو أي موهبة من الصعوبات سواء على صعيد توفير المقومات أو التنمية والتطوير، إذ تُعاني الموهوبة من توفير أدنى الاحتياجات الخاصة بالرسم، وتفسر الأقرع ذلك، بسبب عدم مقدرة والديها على توفير المال لها، والاكتفاء بتوفير حاجيات البيت وبصعوبة.

لكن هذه الصعوبات لم تقف سدًا منيعًا أمام المسيرة الفنية للرسامة مستقبلاً، وتتابع: إنها "تطمح بأن يكون لديها معرض فني خاص يضمن كافة أعمالها الفنية، وتكون أحلامها المستقبلية متاحة أمام الجميع، إلى جانب المشاركة في المحافل الدولية".

ودعت الأقرع، كافة المؤسسات المعنية إلى دعم موهبتها وتوفير كل ما يلزم في تنمية وتطوير لوحاتها الفنية التي تركز على خدمة أبناء شعبنها وقضيتها التي تواجه أشرس المؤامرات "الإسرائيلية" المدعومة من الولايات المتحدة.

ويوجد في قطاع غزة، مئات الرسامين يواجهون صعوبات عدة، تضمن قلة المعارض الفنية ودعم المواهب، إضافة إلى عدم مشاركتهم في المحافل الدولية مثل بقية الفنانين في العالم، بسبب قيود السفر التي يفرضها الاحتلال على سكان القطاع منذ سنوات طوال، وهو ما يحرمهم من عرض أعمالهم الفنية الجميلة، والمنافسة على المسابقات والجوائز.

رسالة للعالم

من جهته، أكد الدكتور أنور البرعاوي، وكيل وزارة الثقافة بغزة، أن وزارته تنظيم سلسلة من من المهرجانات والمعارض في القطاع، التي تعرض المشاركات من الأعمال الإبداعية الفنية والثقافية للمبدعين، في إطار الجهود الذي تبذلها الوزارة لدعم هؤلاء، لكن هذه الاعمال تبقى محدودة في ظل تراجع المؤسسات والمبادرات التي تهتم بتلك الاعمال.

وقال البرعاوي في تصريح صحفي: إنها "تحمل رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني عامة والشباب على وجه الخصوص عصي على الانكسار، وأن كل المحاولات الهادفة لزرع اليأس وقتل الإبداع في نفوسهم ستفشل".

ودعا وكيل الوزارة، المؤسسات الحكومية والأهلية للعمل على إنجاح المعارض الفنية لتحقيق أهدافه الوطنية، والمواطنين لزيارتها والتفاعل معها، والمبدعين إلى تحفيز مواهبهم للارتقاء بأعمالهم.

ويعاني قطاع غزة، من انخفاظ المعارض المهرجانات الفنية التي تهتم في إبراز أعمال الرسم الثقافية، إلى جانب تقديم الدعم الكامل لتطوير مواهب المبدعين نحو الارتقاء بالعمل الفني الذي قد يؤلهم إلى المنافسة الدولية.

قققق.PNG

 

ل.PNG


 

كلمات دلالية