بسبب تفشي "كورونا"

"نكهة العيد"..البدء في تجهيز "الفسيخ" ومخاوف تُساور صُناعه

الساعة 09:00 م|04 مايو 2021

فلسطين اليوم

في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان ومع اقتراب موعد عيد الفطر السعيد، بدأ الفسخاني كمال عفانة بتحضير الأسماك الخاصة بعمل "الفسيخ"، وهي الأكلة الأكثر شيوعًا وحضورًا على موائد الإفطار في أول أيام العيد، باعتباره نكهة "العيد" اعتاد المواطنين على تناوله لسنوات طوال.

وداخل مصنع عفانة المتواضع في جنوب قطاع غزة، جلب الصانع مئات الكيلوجرامات من الأسماك ليبدأ في مرحلة تجهيز وإعداد "الفسيخ" وتخزينه بصناديق قادرة على حفظه لأيام وأسابيع من التلف، وذلك استعدادًا لطرحه في الأسواق الغزية وهو جزء من الموروث المطبخي الفلسطيني، المقررة الأسبوع المقبل.

وعادةً يمتهن الفساخون تتبيلة "الفسيخ" خلال الأسابيع التي تسبق عيد الفطر، وتعتبر فرصة يتشبث بها هؤلاء للاسترزاق، في وقت يشهد فيه القطاع نسبة عالية من البطالة والفقر بين السكان.

"في كل عيد يُجهز المصنع الذي يحتوي على معدات وأدوات خاصة، كميات تتراوح بمئات الكيلو جرامات من الأسماك بأنواعه المختلفة لتصبح أسماك جاهزة لتناولها في العيد، وعادةً تكون مرشة بالملح ومادة صفراء، لحفظه"، كما يقول الفسخاني عفانة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

ويضيف عفانة، أن أسماك الرنجا والكاري المستخدمة في "الفسيخ" تمر بمراحل عدة، إذ يبدأ العمال برشه بمحلول ملحي ثم تنشيفه بواسطة هوايات وتدخينه في الأفران تستمر لخمسة ساعات، لتنتهي العملية بتعبئة العاملين الأسماك في كراتين خاصة.

أما النوع الثاني من الأسماك هي الجرع والورنك، تختلف طريقة تحضيره عن السابقة، حيث يتم تنظيفه وكبسه داخل براميل وتمليحه بـ"الملح" بدرجة معينة، مشيرًا إلى أن وقت إعداده تستغرق ساعات عدة.

ويذكر عفانة، أن إجراءات التحضير لما اسماها بـ"نكهة العيد" تكون قبل بدء العيد بأسابيع عدة، على أن يتم طرحه لاحقًا بالأسواق، ليتمكن المستهلكين من شراءه بأريحية تامة، لافتًا إلى أن سعره مناسبةً للجميع.

كما وأشار الفسخاني الذي يرتدي زي خاص للعمل باللون الأزرق، إلى "وجود فسيخ تركي مجلتن ومشفوط على ماكينة فاكيوم-تستخدم في عملية التحضير.

وينتظر عفانة كبقية الصانعين في غزة، هذه الأيام الموسمية على أحر من الجمر، لبيع منتوجاتهم باعتبارها مصدر رزق وقوت عائلاتهم، التي تعاني الويلات من سوء الاحوال المعيشية والاقتصادية الناجمة عن تشديد الاحتلال الاسرائيلي حصاره المطبق على القطاع منذ عام 2007، ادى لارتفاع نسبة البطالة لأكثر من النصف.

في حين، أعرب الصانع عن مخاوفه من تداعيات الإجراءات المتبعة في مواجهة فيروس كورونا في القطاع، وتشمل إغلاق الأسواق، وبالتالي ينخفض طلب المواطنين على "الفسيخ"، قد يكبدهم خسائر مالية كبيرة.

وتشهد محافظات قطاع غزة الخمس، إجراءات وقائية واحترازية تعمل وزارة الداخلية على تحديثها اسبوعيًا، نظرًا لخطورة الوضع الصحي الناجمة عن تدهور الحالة الصحية العامة جراء تفشي الفيروس بسرعة كبيرة بين المواطنين، وبسبت الجائحة أيضًا ركودًا اقتصاديًا جراء فرض حظر التجوال، سكان غزة في غنى عنها.

ومع اقتراب موعد عيد الفطر، تتزين الأسواق الغزية بأسماك "الفسيخ"، وينكب المواطنون على شرائها، إذ باتت تلك الوجبة جزءًا أساسياً من بهجة وفرحة العيد، حيث يبدأ الإعداد للوجبة بعد صلاة العيد مباشرة.

نصائح لتناول "الفسيخ"

مدير مركز ابن النفيس محمود الشيخ، كان قد حذر في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، تناول وجبة « الفسيخ » بكثرة، مشيراً إلى أن الاكثار منه يُمثلُ خطراً داهماً على الصحة قد تصل في بعض الأحيان إلى التسمم والوفاة.

وأوضح الشيخ، أن "الفسيخ" لا يحمل أي قيمة غذائية، وانه قد يتسبب بأمراض عدة إلى جانب "إرهاق الكلى"، داعيًا إلى ضرورة عدم الإكثار  منه تناوله على نحو بكميات مقننة، للحفاظ على صحة الجسم التي اعتادت على الصيام لثلاثين يومًا في رمضان.

ونصح المواطنون بضرورة شراء الفسيخ من مصادر موثوقة، والتأكد من طريقة تخزين السمك، والنظر بالعين المجردة الى كل قطعة "فسيخ" على حدة ومعاينتها عن طريق الشم، وتحسس صلابة السمكة، والنظر في عيونها فإن كانت زابلة ويظهر عند أحشائها بياض فيجب تركها وذلك لتعرضها لبكتيريا شديدة.

نصائح أخرى عند شراء الوجبة:

  • ضرورة شراء وجبة "الفسيخ" ومن باعة ثقاة.
  • تناول 150 جراما فقط من الفسيخ أو الرنجة.
  • معرفة مصدر السمك الذي يصنع منه "الفسيخ" وبداية تخزينه.
  • النظر بالعين المجردة الى كل قطعة "فسيخ" على حدة ومعاينتها عن طريق الشم.
  • نقع الوجبة قبل القلي لمدة لا تقل عن الساعة في الماء والخل والليمون وذلك لتخلصيها من الشوائب التي تضر بالصحة.
  • عدم تناول الوجبة على طعام الإفطار بشكل مباشر.
  • ضرورة أن يراعي الشخص الكميات التي يتناولها خاصة مرضى ضغط الدم.
  • في حالة ظهور اعراض التسمم المذكورة ضرورة إخبار الطبيب بتناول وجبة الفسيخ.

sOcEm.jpg
GAbX1.jpg
 

كلمات دلالية