خبر مشاركون في حوار القاهرة: « حماس » اتبعت نهجاً يقوم على المقايضة خلال الحوار

الساعة 06:23 ص|23 مارس 2009

فلسطين اليوم-نابلس

أكد مسؤولون شاركوا في جولة حوارات القاهرة الأخيرة على أهمية ما أنجز رغم استمرار الخلاف على جملة من القضايا الجوهرية التي لا تزال عالقة، لافتين الى أن الظروف الموضوعية شكلت حافزا قويا لإطلاق هذه الجولة مقارنة بثلاث جولات سابقة.

وأشاروا إلى أن حركة حماس أدارت الحوار على أساس "ضفة وغزة وسلطة هنا وسلطة هناك"، وانها اتبعت منهجا يقوم على إبقاء عقبة في كل واحد من الملفات الرئيسة التي جرى بحثها كتكتيك قد تستخدمه لمقايضة لاحقة.

وأعرب المشاركون خلال لقاء حول ما شهدته حوارات القاهرة من اتفاق واختلاف وفرص إنهاء الانقسام عن تفاؤل حذر عزاه بعضهم إلى عدم نضج الإرادة السياسية وصعوبة الملفات المطروحة.

وشارك في اللقاء سياسي بنابلس، أمس، النائب محمود العالول، وعضو المجلس الثوري في حركة فتح أمين مقبول، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ماجدة المصري، وعضو المجلس الوطني ريما نزال، التي أدارت اللقاء، الذي حضره حشد من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية والمهتمين.

وأشارت نزال الى ما شهده الحوار من تأرجح بين التفاؤل والتشاؤم وانعكاس ذلك على الجمهور الفلسطيني، الذي يترقب ما ستفضي اليه جولة الحوارات هذه.

وأوضحت المصري ان جولة الحوارات الأخيرة (وهي الرابعة) التي تتم بين الفصائل، مشيرة الى اختلاف هذه الجولة عن سابقاتها بما شكلته الظروف الموضوعية من دافع ومحفز لها.

ونوهت إلى الحرب التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، وما تمخضت عنه الانتخابات الاسرائيلية من صعود لليمين الأشد تطرفا، وانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة، وأبعاد ذلك في إيجاد أجواء موضوعية ضاغطة وتخدم الحوار الداخلي.

ورغم قولها إن "الملفات الخمسة المطروحة شائكة ومعقدة بما يجعل ادارة الحوار عملية طويلة ومعقدة"، الا انها لفتت الى انها لاحظت من خلال مشاركتها في هذه الحوارات "عدم نضج الارادة السياسية بما يكفي للذهاب نحو استحقاقات الحوار والشراكة السياسية".

واعتبرت ان مجرد الجلوس على طاولة واحدة وفتح كافة الملفات "يمثل خطوة مهمة"، موضحة ان التكتيك الذي اتبعه الراعي المصري بفتح جميع الملفات "كان ناجحا ويؤشر لإمكانية النجاح".

ونوهت الى بعض جوانب ما جرى خلال هذه الحوارات، لافتة الى توحد جميع فصائل منظمة التحرير في الدفاع عن المنظمة والتمسك بتمثيلها.

ورأت أن "حماس أدارت الحوار بالانطلاق من وجود منطقتين منفصلتين (ضفة وغزة وسلطة هنا وسلطة هناك) وانها اتبعت منهجا أبقى على عقدة في كل لجنة بما يتيح استخدامها للمقايضة لاحقا".

وأكد العالول أن "وحدة الوطن هي الأساس ونقطة البدء في كل ما نسعى له"، مشيرا الى ما ترتب على حالة التشرذم من ضعف عام في الموقف الفلسطيني كنتاج لـ "الجريمة التي ارتكبناها بحق أنفسنا".

ونوه الى ان "المصريين لم يتدخلوا في تفاصيل الحوار وشاركوا كضابط لإدارة الحوار وحافظوا على مسافة واحدة من جميع الفصائل".

ولفت الى ان جميع القضايا طرحت للنقاش والحوار، وقد اتفق على قسم من القضايا الأساسية، لكن لا تزال نقاط أساسية أخرى بحاجة الى مزيد من الحوار للاتفاق بشأنها كبرنامج الحكومة ومهامها.

وجدد التأكيد على موقف حركة فتح المرتبط ببرنامج الحكومة والتزامها بذلك، وقال في معرض حديثه عن برنامج الحكومة ومهامها: نحن لسنا متمسكين بالتزام الفصائل بل الحكومة.

واستعرض المواقف التي طرحت خلال الحوار بشأن قانون الانتخابات ونسبة الحسم التي طالبت "حماس" برفعها الى 10%، وإصرار "فتح" على إبقائها منخفضة لضمان مشاركة جميع الفصائل.

وقال: لقد سألت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق عن هدفهم من رفع نسبة الحسم واثر ذلك على التعددية، موضحا ان رؤية "حماس" كما نقلها له أبو مرزوق تكمن في "خلق نظام سياسي مستقر يعتمد على حزبين رئيسيين بعيدا عن تأثير الأحزاب الصغيرة، كما هو الحال في إسرائيل وايطاليا على سبيل المثال".

ونوه الى ان "الأجواء لم تخل من توجهات نحو قيادة الأمور باتجاه المحاصصة".

وأوضح مقبول الذي كان عضوا في لجنة الحكومة، ان الحوارات في هذه اللجنة تركزت على شكل الحكومة وبرنامجها، مؤكدا "التمسك بحكومة قادرة على رفع الحصار، وكذلك جلب الأموال وإعادة الاعمار، وهي مهمة أخرى أصبحت مطروحة أمام أية حكومة فلسطينية بعد العدوان على غزة".

وأشار إلى أن جملة كبيرة من القضايا التفصيلية تترتب على هذه مسألة الحكومة ومهامها، لافتا الى ان "حماس طرحت في البداية تسمية رئيس الحكومة و10 من وزرائها وأعادت طرح مسألة التوكيلات للنواب".

ونوه الى ان الخلاف لا يزال قائما بشأن مسائل الحكومة ونظام الانتخابات (النسبي الكامل) ومرجعية منظمة التحرير، موضحا ان التوافق حول العديد من القضايا يخلق نوعا من التفاؤل بإمكانية الاتفاق على القضايا الخلافية الثلاث سالفة الذكر.

ولفت الى انه تمت اعادة الحوار حول جملة من القضايا التي كان من المفروض ان تكون موضع اتفاق مسبق نظرا لكونها وردت في الورقة المصرية التي مهدت للحوار وحظيت بموافقة مختلف الفصائل.