خبر الشعب يريد الوحدة الوطنية .. إسرائيل اليوم

الساعة 11:58 ص|22 مارس 2009

بقلم: اوري هايتنر

حكومة حمائمية حكمت في اسرائيل طوال ثلاث سنوات. هذه الحكومة حاولت بكل ما اوتيت من قوة التوصل الى اتفاق – حتى وان لم يكن من الممكن تحقيقه ولذلك اطلقوا عليه "اتفاق الرف" - مع الفلسطينيين. هذه المحاولة منيت بالفشل الذريع. اتضح اننا لا نمتلك شريكا فلسطينيا جاهزا لقبول حل الدولتين لشعبين، وانه لا يوجد شريك فلسطيني مستعد لقبول وجود دولة الشعب اليهودي.

انا لا استخف بالتباينات الايديولوجية بين التيارات المختلفة في اسرائيل بصدد قضية تقسيم البلاد، ولكن ليس لهذا الاختلاف المبدئي اي مغزى ذي صلة بالمجريات طالما لم يكن هناك شريك لهذه الفكرة. هناك اسبابا جيدة لتأييد او معارضة اقامة حكومة الوحدة، ولكن الخلاف الاساسي على بيضة لم تولد بعد في المستقبل المنظور ليس واحدا منها. المختلفون في قضية مبدئية – ولكن ليست عملية - يمكن ان يكونوا شركاء بالتأكيد، ان كان بينهم اتحاد حول هدف في القضايا العملية .

اسرائيل تواجه اليوم تحديات كبيرة تستوجب تجميع خيرة الطاقات والادمغة في الدفاع عن اسرائيل. وهذا يستوجب ايضا ان تكون هناك لحمة ووحدة بين اجزاء الشعب اليهودي. ان كانت الاحزاب الكبيرة قادرة على التعامل في هذه المسائل، وليس هناك اي سبب لامتناعها عن التعاون بسبب خلافات نظرية.

المشاكل الحقيقية التي ستواجهها الحكومة الجديدة تكمن في الازمة الاقتصادية وفي التهديد النووي الايراني، والتهديد من جهة حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال، والوضع المتردي في جهاز التربية والتعليم. في كل هذه المسائل يمكن لليكود، كاديما، العمل، واسرائيل بيتنا، وشاس، والبيت اليهودي ان يعملوا معا. المسؤولية تستوجب خوض المواجهة معا لانه سيكون من الصعب جدا على حكومة يمين ضيقة ان تفعل ذلك بينما توجد قبالتها معارضة كبيرة صعبة ومهددة.

لا حاجة لتشابه كبير من اجل تخمين رد الفعل الشعبي لو كان نتنياهو على رأس حكومة يمين ضيقة ووضع الخطوط الحمراء التي طرحها اولمرت في قضية شليت. او انه لو امر نتنياهو بقصف المفاعل السوري. من المفترض ان المعارضة كانت ستتصرف كما تصرف حزب العمل برئاسة بيرس عندما قصفت حكومة الليكود برئاسة بيغن المفاعل العراقي. هل نريد ان يكون هذا هو المناخ الذي ستخوض فيه اسرائيل المواجهة مع التهديد الايراني ومع التهديدات الاتية من غزة ومن لبنان؟

اغلبية مطلقة من الجمهور اختارت حكومة وحدة وطنية. ناخبو كاديما اختاروا الحزب الذي تعهد باقامة حكومة وحدة وطنية. نفس الشيء يقال عن ناخبي الليكود واسرائيل بيتنا. ناخبو حزب العمل اختاروا باراك لمنصب وزير الدفاع وهم عرفوا من الذي سيكون على راس هذه الحكومة.

القول بان "الشعب اختار اليمين – فليحصل على اليمين" ليس جديا. الاتحاد الوطني حصل فقط على اربعة مقاعد. ناخبو الليكود واسرائيل بيتنا، والبيت اليهودي وشاس لم يختاروا نهج الاتحاد الوطني. اغلبية الجمهور في اسرائيل تدرك انه من دون شريك للسلام يتوجب ادارة الصراع مع الفلسطينيين بحكمة ومرونة وليس من خلال الاستفزاز والتحدي. ليس من الممكن ادارة صراع بذكاء في ظل احتمالية تفكك الحكومة بسبب كل حاجز يرفع او كل تخفيف لحياة الفلسطينيين. ليس من الممكن ادارة الصراع بذكاء عندما لا تستطيع الحكومة حتى ابداء مرونة تكتيكية لتجنب العزلة السياسية.

لو كان في اسرائيل حزب وسط يمكنه ان يوازن ويعادل اليمين المتطرف، لكان بامكانه ان يكون شريكا طبيعيا في حكومة نتنياهو. وبما انه لا يوجد اليوم حزب وسطي كهذا ، فامر الساعة يقضي بضم حزب يساري واحد للحكومة على الاقل.

تسيبي لفني، لاعتباراتها – خلافا لتصريحاتها الانتخابية حول اقامة حكومة وحدة وطنية – منعت اقامة حكومة مع كاديما. يحذونا الامل بان يبدي اعضاء حزب العمل الشعور بالمسؤولية ويقرروا الانضمام لحكومة نتنياهو.