خبر هل الباب لايزال مفتوحا ؟؟..موقفان اسرائيليان بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركـة حماس

الساعة 09:39 ص|22 مارس 2009

فلسطين اليوم-القدس

ذكرت دوائر إسرائيلية أن الاتصالات والمفاوضات بشأن عقد صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس كانت معقدة ، وفيها الكثير من التأثيرات ، وهناك جوانب كثيرة أدت إلى فشلها، وهذا لا يعني قطع الاتصالات ، فالمفاوضات ما زالت مستمرة ، وان الآمال قد تراجعت ولكن، باب المعجزات لم يغلق ، وما زالت هناك فرصة لانجاز صفقة التبادل قبل رحيل ايهود اولمرت.

 

وقالت الدوائر لصحيفة "المنار" المقدسية، أن الثمن الذي من الممكن أن تقدمه إسرائيل أصبح واضحا لحركة حماس ، وأن الخطوط الحمراء بالنسبة لحماس أصبحت واضحة لإسرائيل،ـ وهذا يعني أن هناك خطوة كبيرة إلى الإمام باتجاه انجاز الصفقة وتنفيذها ، وأن كل طرف لا يمكن أن يحصل على كل ما يطالب به ، وعلى إسرائيل أن تبدي بعض المرونة بالنسبة للثمن الذي ستدفعه مقابل شاليط ، وحماس التي ترغب في التخلص من (البضاعة) التي في حوزتها لقطف الثمار تدرك أن عليها عدم التسبب في إبعاد المشتري، وأشارت الدوائر إلى أن دخول ديسكين على خط المفاوضات ساهم في تعقيدها ، فهو وعوفر ديكل كانا نائبين لرئيس المخابرات السابق أفي ديختر وتنافسا على تولي المنصب، الا أن شارون آنذاك اختار ديسكين.

 

وتضيف الدوائر الإسرائيلية أن السؤال الذي يطرح الآن، هو أي من المجموعتين في إسرائيل سيؤخذ برأيها في هذه المسألة، فالمجموعة الأولى تطالب بالإفراج عن السجناء الذين تطالب بهم حماس، وعدم الوقوع في الخطأ الذي وقعت فيه إسرائيل مع حزب الله، وأدى الى اندلاع حرب لبنان الثانية عندما رفضت حكومة شارون ان تشمل الصفقة سمير القنطار، فأقدم حزب الله على تنفيذ عملية اختطاف ضد جنديين إسرائيليين.

 

وتعقدت الأمور واندلعت الحرب وفي النهاية عقدت صفقة التبادل وتم الإفراج عن سمير القنطار وآخرين من حزب الله. هذه المجموعة في إسرائيل تحذر من تكرار هذا السيناريو، وأن تنجح حماس أو غيرها من الفصائل في أسر جنود إسرائيليين خاصة وان جميع الأجهزة الاستخبارية تؤكد أن محاولات الفصائل مستمرة في هذا الاتجاه ، كما أن الخيار لردع حماس والضغط عليها للتراجع عن موقفها سواء بالنسبة للتهدئة أو ملف شليط لم ينجح ولن ينجح في المستقبل في حال الإقدام مرة أخرى على تجربة الخيار العسكري.

 

أما المجموعة الثانية في إسرائيل وديسكين من ابرز المروجين لموقفها والمؤيدين له، فنرى أن على إسرائيل عدم التنازل والإصرار على موقفها، حيث لا يمكن ربط مصير أمن إسرائيل القومي بمصير جندي واحد، وأن القبول بمطالب حركة حماس يعني التنازل عن أية انجازات تم تحقيقها خلال الحرب على غزة، ويذكر ان البعض يتهم اولمرت بأن ضم ديسكين للاتصالات شكل سببا في تقليل فرص نجاحها في القاهرة.

 

وخلصت الدوائر الإسرائيلية الى القول بأن معالجة ملف شليط سنتقل الى الحكومة القادمة في حال لم تحدث تطورات قبل رحيل اولمرت، والمؤشرات ان نتنياهو لن يدفع ثمنا يتجاوز الثمن الذي كان سيدفعه اولمرت، بل قد يتراجع عن هذا الثمن، فهو اي نتنياهو يملك الوقت على عكس الطرف الآخر حركة حماس، ونتنياهو قد يربط مسألة شليط بمسألة فتح المعابر ، وهذا يعني المزيد من الضغط الداخلي على حركة حماس، وهذا ما لا تريده الحركة، التي تسعى لانجاز الملف المذكور بسرعة والتفرغ لملف إعادة اعمار القطاع.