خبر منير شفيق : قمة الدوحة جديرة بتصحيح الوضع العربي ونصرة القضية الفلسطينية

الساعة 07:51 ص|22 مارس 2009

منير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي- الاسلامي لـ"الشرق":

قمة الدوحة جديرة بتصحيح الوضع العربي ونصرة القضية الفلسطينية

القمة ستعمل على مواجهة التحديات الدولية بكلمة عربية واحدة

"حماس" ليست بحاجة الى اعتراف دولي ويكفيها تأييد الشعوب لدورها

طه عبد الرحمن :

يعد المفكر منير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي- الاسلامي، واحدا من أبرز المهمومين بالفكر الاسلامي - القومي، حتى أصبح منسقا عاما للمؤتمر القومي الاسلامي، بما يمكن أن يساهم في التقريب بين التيارين، لردم هوة الخلاف بينهما.

ومنير شفيق ولد في القدس في عام 1934 لأبوين مسيحيين، انخرط في العمل السياسي والحزب الشيوعي، عمل في حركة "فتح" حتى بداية السبعينيات، اعتنق الاسلام في أواخر السبعينيات وكتب فيه مؤلفات عدة.

انخرط في العمل السياسي في عام 1951، وعمل في إطار الحزب الشيوعي الأردني حتى عام 1965. كما عمل مسؤولاً في الإعلام والعلاقات الخارجية بحركة "فتح" منذ عام 1968 إلى 1971.

في عام 1972 عمل في مركز التخطيط الفلسطيني لمنظمة التحرير، وأصبح مديراً عاماً له في عام 1978 حتى نهاية 1992.. انتقل من العلمانية إلى أرض الإسلام والمرجعية الإسلامية والعقيدة الإسلامية، وذلك منذ أواخر السبعينيات.

له عدة مؤلفات تزيد على الأربعين مؤلفاً بالإضافة إلى مئات الدراسات والمقالات في عدد من الصحف والمجلات والدوريات. وفي مشاركته أخيرا بمنتدى الجزيرة الرابع - الذي عقد بالدوحة- التقته "الشرق" للوقوف حول توقعاته للقمة العربية المرتقب انعقادها خلال أيام في العاصمة القطرية.

ويؤكد منير شفيق أن قمة الدوحة جديرة بأن تعمل على تصحيح أمور عديدة، وخاصة فيما يتعلق بالعدوان على قطاع غزة "وبما يمكن أن تقوم به على نصرة القضايا الفلسطينية بشكل خاص، والقضايا العربية بشكل عام".

ولاهتمامه بقضية المقاومة والانتصار الذي حققته في لبنان وفلسطين، إبان حربي لبنان 2006 وغزة 2009، دار الحديث في محاوره التالية حول آفاق الانتصار الذي حققتها المقاومة الفلسطينية على اسرائيل، بالاضافة الى تناوله للحوار الفلسطيني – الفلسطيني. وتاليا نص الحوار: آفاق قمة الدوحة

* ما توقعاتك للقمة العربية المرتقب انعقادها في الدوحة بعد أيام قليلة؟

 

** أعتقد أن قمة الدوحة جديرة بتصحيح أمور عديدة وخاصة فيما يتعلق بالقضايا العربية وحل خلافات العرب، ليصبحوا كتلة واحدة، بعدما كانت هناك أمور غير صحيحة في بعض المواقف العربية، وخاصة فيما يتعلق بالعدوان على قطاع غزة.

ومن هنا أعتقد أن القمة العربية المرتقب اقامتها بالدوحة، يمكن أن تعمل على وضع العمل العربي على مستوى مناصرة القضايا الفلسطينية بشكل خاص، والقضايا العربية بشكل عام.

ونأمل أن تكون قمة الدوحة فرصة كبيرة ليواجه العرب من خلالها تحديات العصر والمتغيرات الدولية بكلمة عربية موحدة، ولو بالحد الأدنى من المواقف، ومنه بالطبع تصحيح المواقف الدولية من العرب، وبما يعزز الأمن الداخلي للدول العربية، والسعي الى انهاء الخلافات العربية – العربية.

* لك اشارات عديدة خاصة بالفوضى التي أحدثتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة تولي "جورج بوش" مقاليد الحكم على مدار ثماني سنوات ، في تقديرك كيف يمكن معالجة مثل هذه الفوضى في ظل الادارة الجديدة للرئيس "باراك أوباما"؟

** حاليا نحن مازلنا نعيش في اطار الفوضى ذاتها، وجاءت الأزمة المالية العالمية لتزيد من هذه الفوضى، حتى أن "أوباما" وقادة دول العالم أنفسهم غير متأكدين من كيفية انتهاء هذه الأزمة، أو محاولات احتوائها والقضاء عليها، فضلا عن المشاكل القائمة.

ولذلك فنحن نعيش في مرحلة الفوضى ومرحلة اللايقين، بفعل الممارسات الأمريكية السابقة، والتي لم تستطع الادارة الأمريكية الحالية انهائها.

نتائج وخيمة

* في سياق آخر، هل تعتقد أن حديث بعض الدوائر الغربية للتقارب مع حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، يمكن أن يساهم في التخفيف الدولي عن الحركة في داخل قطاع غزة؟

** أعتقد أن المطالب بتصحيح مواقفه أولا هى أوروبا بالدرجة الأولى وأن تتعامل مع "حماس" في ضوء مواقفها وبرامجها ، وإلا فانني أظن أن "حماس" ليست في حاجة الى اعتراف أوروبي بها، أو حتى اعتراف دولي، ليتم التقارب معها.

ولابد أن ندرك أن ثمن ذلك من الممكن أن يكون بمزيد من تنازلات سياسية، وأتصور أن تجربة حركة "فتح"، وتحديدا تجربة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع الأوروبيين والأمريكيين كانت تجربة واضحة، حيث كانت النتيجة وخيمة للغاية، في أنه دفع الثمن لقاء الاعتراف به، ما كانت له نتيجة سيئة.

هذه النتيجة لاتزال واضحة للعيان، الى أن انتهى وضع ياسر عرفات، وانتهت معه مرحلته، ولذلك فان المساومات بأن الاعتراف باسرائيل، أو القبول بالرباعية، يمكن أن يرفع الحصار الدولي عن حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، فان كل ذلك لن يحقق تقدما لحركة "حماس" أو غيرها.

لذلك أعتقد أنه من الضروري أن تظل "حماس" ثابتة على مواقفها، مقابل أن تتراجع الدوائر الغربية ، ومنها الأوروبية والأمريكية في عدم الاعتراف بحركة "حماس" أو عدم التعامل معها .

* وهل تعتقد أن استبسال المقاومة الفلسطينية ضد الحرب الاسرائيلية على غزة ، كان السبب وراء رغبة بعض الدوائر الغربية للحديث عن تقارب مع "حماس"، استشعارا بقوتها ؟

** أتصور أن الانتصار الذي حققته المقاومة والتصدي للآلة الحرب الاسرائيلية عزز من موقف "حماس" ، وجعل اسرائيل والعالم تدرك تماما أن الحركة ركن ركين في الحياة السياسية، بل والحياة الفلسطينية عموما، وينبغي التعامل معها ، فليس هناك أكثر من عماد الدم وعماد الحرب .

ولاشك أن خروج "حماس" من هذه الحرب منتصرة، فان ذلك منحها قوة كبيرة، وشهادة لها على أنها قوة سياسية كبيرة، لتخوض الورقة المقاومة في يد، وفي اليد الأخرى الورقة السياسية.

* وهل تعتقد أن انتصار المقاومة اللبنانية في لبنان في عام 2006، ثم انتصار المقاومة الفلسطينية في عام 2009 ، يمكن أن يغير خريطة المشهد السياسي في المنطقة، وخاصة ازاء تعامل اسرائيل مع المقاومة؟

** هذا هو القانون العام في كل دول العالم في أن المستقبل هو للمقاومة، على الرغم من النعوتات العديدة التي يتم اتهام المقاومة بها، على أنها إما حركة للتخريب أو أنها جركة تدعم الارهاب، أو اتهامها بأنها خارجة عن القانون.

ومن هنا فان كل مقاومات العالم تمر بمثل هذه المراحل ، ولكن عندما تفشل القوى التي تريد سحق المقاومة، فان هذا يعكس مقدرة المقاومة، ويؤكد في الوقت نفسه أنها عصية على الاحتلال وأنها قادرة على الاستمرار، خاصة إذا استطاعت أن تفشل الهجمات وتحبطها ، وليس فقط التصدي لها .

ولذلك فان المقاومة استطاعت أن تعيد قيمتها في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي، سواء كان ذلك في لبنان أو فلسطين المحتلة.

 

وأعتقد أن انتصار المقاومة سيساهم كثيرا في تغيير "سيناريوهات" تعامل اسرائيل مع الدول العربية في المستقبل القريب .

* وهل يمكن أن يؤدي ذلك الى اقحام المقاومة في خيارات عمليات التسوية، والجلوس على مائدة التفاوض مع اسرائيل؟

** أنا ضد اقحام المقاومة في مفاوضات مع اسرائيل، أو في أي مفاوضات دولية، أو أن تدخل في "ألعاب دولية" ، فالحاصل اليوم أن ما حدث له تأثير كبير على مجمل الأوضاع العامة، بعد الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة وانتصارها في لبنان وغزة.

وفي التعامل مع الكيان الصهيوني، علينا أن نفرض عليه الانسحاب من دون قيد أو شرط أو حتى بدون الاهتمام به ، وبدون الاعتراف بكيانه الغاصب.

ويكفي"حماس" و"حزب الله" حصولهما على الشرعية من الشعبين الفلسطيني واللبناني، فضلا عن حصولهما على شرعية كبيرة في العالمين العربي والاسلامي. ولذلك فلا حاجة لهما للبحث عن شرعية دولية أو التفاوض مع اسرائيل، كما أنهما في الوقت ذاته في غنى عن شرعية الحكومات العربية.

* ولكن هناك من يرى أنه لابديل علن الخيار السياسي واعتباره خيارا استراتيجيا، وفق التصريحات العربية الرسمية، فما تعليقك على ذلك؟ ** المفاوضات عادة تضر المقاومة، وتدخلها في مجال يصبح الأطراف الأخرى قادرين على التلاعب بها، ولذلك من الأفضل أن تعمل المقاومة على تحقيق أهدافها من غير قيد أو شرط.

الهوة بين الاسلاميين والقوميين

* وأخيرا .. بصفتك المنسق العام للمؤتمر الاسلامي القومي، هل تعتقد أن المؤتمر نجح في ازالة الهوة بين الاسلاميين والقوميين في عالمنا العربي؟

**بالتأكيد العلاقة بين الاسلاميين والقوميين أصبحت حاليا على أفضل وجه ، فلم تعد كل آثار الماضي من صراعات وما شابه قائمة ، بل على العكس فان الخلافات التي قد تقع ، فانها هى نفسها التحديات التي تقع داخل التيار الواحد من تحديات في المواقف السياسية .

ولذلك فانه لم تعد هناك خلافات بين هذا لأنه اسلامي، وبين آخر لأنه قومي، وإنما أصبحت هناك نقاشات حول الموقف من العدوان الصهيوني أوالموقف من العولمة.

* هذا يفسر أن الهيمنة الأمريكية والممارسات الاسرائيلية في فلسطين هى الدافع وراء التقارب بين الاسلاميين والقوميين

** هذا ما جمع بين التيارين بالفعل ليصبحا تيارا واحدا، وهذا كان الدافع الأول بين التقريب بين الاسلاميين والقوميين، وتشكيل المؤتمر القومي الاسلامي، ليضم كلا من التيارين، ليصبحا تيارا واحدا، تجمعهما قواسم مشتركة، ويختلفان كما يحتلف التيار الواحد.