خبر « هنية » يدعو واشنطن لترجمة شعار التغيير ويرحب بالانفتاح الأوروبي

الساعة 07:45 ص|22 مارس 2009

في ذكرى الشيخ الشهيد "احمد ياسين"

"هنية" يدعو واشنطن لترجمة شعار التغيير ويرحب بالانفتاح الأوروبي

 

فلسطين اليوم –غزة

 جدد رئيس الوزراء المقال "إسماعيل هنية" أمس الالتزام بنهج الإسلام وخط الشيخ الشهيد أحمد ياسين في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك الالتزام باستعادة الوحدة الوطنية والعمل على إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، داعياً الإدارة الأمريكية إلى أفعال حقيقية لترجمة شعار التغيير، وخاصة في نظرتها للشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.

 

ودعا هنية في بيان خص به صحيفة "فلسطين" بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، التي تصادف اليوم، إلى حوار حقيقي مع كافة أطراف المعادلة الفلسطينية، ومغادرة المواقف التي سببت المزيد من معاناة شعبنا على مدار ستة عقود. وأضاف: "نتابع باهتمام الانفتاح الأوروبي مع حركات المقاومة الفلسطينية، ونرى في ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، وندعو إلى تطوير هذه الاتصالات واتخاذ قرارات جريئة تتمثل برفع حركة حماس عن قائمة المنظمات الإرهابية".

 

وتعهد "بالعمل على إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، موضحاً أن المصالحة الفلسطينية حاجة وطنية، ومؤكداً التمسك بما تم التوصل إليه في جولات الحوار المنعقدة في القاهرة، والاستمرار إلى أن يتم التوصل إلى حلول للقضايا الخلافية والعالقة، مشدداً على التمسك بالثوابت والمبادئ وحق الشعب الفلسطيني بالمقاومة، وإبقاء الحوار في المظلة الوطنية وبعيداً عن الاشتراطات الخارجية التي تتعارض والحقوق والكرامة الوطنية".

 

وقال: إن الحصار الظالم والمستمر على قطاع غزة جريمة سياسية وإنسانية وأخلاقية، ويجب أن تتوقف هذه الجريمة المتواصلة بحق شعبنا، من خلال وقفة عربية ودولية جادة وحاسمة لرفع الحصار وفتح المعابر وخاصة معبر رفح، حيث إن القطاع يعتبر منطقة منكوبة في ظل الحصار وبعد العدوان الغاشم الذي تعرضنا له وما خلفه من دمار شامل"، مشدداً على أنه "لا يمكن إبقاء قضية إعادة الإعمار مادة للابتزاز السياسي على حساب المتضررين وأصحاب البيوت المدمرة".

 

وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، أضاف: "إن مفاوضات هذه الجولة فشلت بسبب التعنت الإسرائيلي، والتراجع وفرض الاشتراطات، ومع ذلك فإن شعبنا ما زال يسعى إلى تجديد هذه المفاوضات بالرعاية المصرية، بهدف التوصل إلى صفقة محترمة يتم بموجبها تبادل الأسرى المعنيين"، داعياً قادة الاحتلال إلى التحلي بالشجاعة من أجل إنهاء هذه القضية.

 

وأعرب هنية عن ارتياحه لأجواء المصالحة العربية، والتي رأى فيها "تصحيحاً لوضعية استثنائية"، آملاً أن تنعكس هذه المصالحات على تعزيز التضامن العربي وتقوية الخيارات العربية في مواجهة التحديات الراهنة، وبما ينعكس إيجاباً على الشعب الفلسطيني وصموده وحماية حقوقه ومقدساته المهددة، مؤكداً على التمسك بعلاقات متوازنة مع المحيط العربي والإسلامي.

 

من جهة أخرى، أشار هنية، إلى أن الشيخ الإمام أحمد ياسين مضى بعد أن نال ما تمنى من الشهادة في سبيل الله تعالى، تاركاً خلفه ميراثاً للأجيال القادمة بعد أن قام بتعبيد طريق البوابة الكبرى لتحرير فلسطين، وهو الطريق الذي لا يعرف أصحابه الخوف أو الاستسلام، وإن حدقت بهم الأخطار والمحن من كل جانب".

 

وأوضح أن المصاب بفقدان الشيخ المؤسس "جلل"، ومضى يقول: لم يكن استشهاده رحمه الله إلاَّ ساعة لاستنهاض الهمم، ولم تكن لحظة لليأس أو القنوط أو التقهقر أو القعود، بل كانت دافعا لنا حتى نصبح شعباً جديراً بالحرية وأمة جديرة بالنصر الذي تستحقه، وكانت لحظة الاستشهاد رافداً جديداً لرفعة الصمود والمقاومة والممانعة ليس في فلسطين وحدها، بل في كل الأرض العربية والإسلامية التي تقع تحت ظلم الاحتلال".

 

وأضاف هنية: "لقد توهم العدو الذي اغتال الشيخ الياسين والقيادات من قبله ومن بعده أنه سيكون بذلك قد سدد للشعب الفلسطيني ولحركة حماس ضربة مميتة لن تقوى معها على النهوض من جديد وما علم أنه بذلك قد فتح آفاقاً رحبة للتوسع والانتشار وتعزيز القوة وتصاعد الانتصارات"، مشيراً إلى أن استشهاد الشيخ كان مقدمة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وانتصار حركة حماس في الانتخابات البلدية والتشريعية. ولفت إلى أن حركة الشيخ أضحت لاعباً قوياً لا يمكن لأحد أن يتجاوز دورها وموقعها على الساحتين الداخلية والخارجية.

 

واستشهد الشيخ أحمد ياسين فجر الثاني والعشرين من مارس عام 2004 إثر استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي بثلاثة صواريخ أثناء خروجه من صلاة الفجر من مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة بمدينة غزة.