خبر الكاتب حافظ البرغوثي ونقيضه ..د. فايز أبو شمالة

الساعة 07:41 ص|22 مارس 2009

يبكي السيد حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة في مقاله المنشور صباح يوم الجمعة على قيادة حماس في الضفة الغربية التي فقدت القرار، فيقول: "أن قيادات حماس في الضفة ليسوا في وضع صنع القرار، ليس منذ الآن حيث سيطر جناح غزة على القرار في حماس منذ فترة طويلة وهو الآمر الناهي" فإذا كان هذا الرأي صحيحاً، فلماذا كرر السيد البرغوثي في كل مقالاته السابقة بأن حماس دمشق هي المسيطرة على القرار؟

 

في نقدي لمقال السيد حافظ البرغوثي لا أهدف إلى الدفاع عن حماس، وقيادتها، فلست من حماس، وإنما أهدف إلى احترام عقل القارئ الفلسطيني الذي تعود أن يقرأ رأياً نقدياً جريئاً لرئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة، ولاسيما أنه قد ربط في مقاله بين وجع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وهو يقول: "إسرائيل بعد أن فشلت في النيل من حماس في غزة ترتد إلى الضفة الغربية" .وهذا كلام فيه وفاء، وفيه إقرار بأن الدولة العبرية تنتقم من حماس الضفة الغربية كلما فشلت عن الرد على حماس في غزة؛ أي أن حماس المسيطرة على غزة أعجزت إسرائيل عن الرد عليها، بينما السلطة الفلسطينية الضعيفة في الضفة الغربية عجزت عن حماية مواطنيها، فصاروا البردعة التي تركبها إسرائيل كلما فشلت في غزة.

 

ويقول السيد حافظ حرفياً: "عملياً تدفع قيادات حماس في الضفة من حريتها وعمرها بسبب السياسة الهوجاء للاحتلال الذي عجز عن غزة، فاستسهل اعتقال القيادات والنواب من منازلهم دون مبرر أمني أو قانون". فإن سألنا أهل الرأي: لماذا صارت الضفة الغربية ضعيفة، وغزة منيعة؟ سيأتي الجواب: لأن في الضفة الغربية سلطة فلسطينية اعتمدت المفاوضات سبيلاً لتحرير الأرض منذ خمسة عشر عاماً، وتكره المقاومة إلى حد التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، واعتقال المقاومين. بينما أضحت غزة منيعة بالمقاومة!.

 

رغم إقرار السيد حافظ البرغوثي في مقاله هذا بقوة حماس، والعجز الإسرائيلي عن الضغط عليها في غزة، فإن كل مقالاته السابقة عن حرب غزة كانت تؤكد النصر الإسرائيلي، وتعيب على حماس الفشل في المواجهة، وتعيب أيضاً أسر الجندي "شاليط" الذي كلف كثيراً. فأي الموقفين نصدق فيهما الكاتب؟ ثم؛ إذا كانت إسرائيل تعاقب حماس في الضفة الغربية رداً على عجزها في غزة، فلماذا تصف أيها الكاتب قرار حماس الذي فرض نفسه مُعَجِّزاً للدولة العبرية بأنه تابع، بينما قرار السلطة الذي عجز أمام إسرائيل بأنه مستقل، حين تقول: استقلالية القرار تفترض أن يكون القرار محلقاً في فضاء فلسطين وليس في فضاءات خارجية" فإذا كان تحليق القرار الفلسطيني في فضاء فلسطين كما تصف يقود إلى هذا العجز، والضعف، والتنسيق الأمني، فسحقاً لهذا التحليق، وأنعم بالقرار الفلسطيني الذي يحلق في أي فضاء يؤدي إلى العزة الفلسطينية، والعجز الإسرائيلي.