خبر سبت « شاليط » في الأسر.. د. فايز ابو شمالة

الساعة 03:00 م|20 مارس 2009

لم يبق على حماس إلا أن تطلب إزاحة الحدود الإسرائيلية بعيداً عن قطاع غزة مائتي متر، وأن نخلي لها بلدة "اسدروت" مقابل إطلاق سراح "جلعاد شاليط". هذا ما قاله وزير القضاء الإسرائيلي "دانيل فردمان" للإذاعة العبرية، محملاً وزراء الحكومة الذين زاروا خيمة الاعتصام التي أقامها والد الأسير "شاليط" المسئولية عن تشدد حماس. ويرأس الوزير "فردمان" لجنة وزارية مهمتها الانتقام من أسرى حماس، ودراسة سبل تشديد ظروف اعتقالهم في السجون الإسرائيلية لتكون شبيهة بظروف أسر "شاليط"، على أن تقدم اللجنة تقريرها في غضون أسبوعين. إن هذا التفكير الذي يفضح العقلية اليهودية، يحتم على الفلسطينيين أن يكشفوا قليلاً عن يوميات الأسير "جلعاد شاليط"، التي نتمنى أن يعيشها الأسرى الفلسطينيون. في الصباح يستيقظ "جلعاد" وفق هواه، لا إكراه له للقيام من فراشه الساعة السادسة لعدد الصباح كما يجري مع السجناء الفلسطينيين، يترك "شاليط" ليأخذ راحته في الحمام مع الماء الساخن، والصابون الفاخر، فلا أحد يزاحمه، ولا يوجد حوله ثلاثون سجيناً يستعجلونه، ليأخذ بعد ذلك مكانه على مائدة الإفطار التي تضم كل أصناف الطعام التي يشتهيها، ومعظمها من الصناعات الإسرائيلية، "كيشر" ليبدأ بعد الإفطار الاطلاع على المواقع والصحف العبرية عبر الانترنت، يقلبها كما يحلو له، ولا ممنوع عليه إلا البريد الالكتروني، مع العلم أن الانترنت ما زال ممنوعاً على السجناء الفلسطينيين، ولكن جلعاد لا يقضي كل وقته على الانترنت، وإنما يشاهد ثلاث قنوات تلفزيونية إسرائيلية تبث على قمر "عاموس" ومئات الفضائيات، وقد شاهد خيمة الاعتصام التي أقيمت من أجله، وتابع كل ما تم عرضه عبر الفضائيات، وكي تبقى صحة "جلعاد" سليمة، يتفقده طبيب مختص كل يوم، ويشرف على طعامه مختصون وفق مزاج "جلعاد" الذي يحدد نوع وجبة الغذاء التي يتناولها معه حراسه، وهم يحرصون على سبل راحته، ويشاركونه دخول السبت، ويتركونه يغتنم الوقت. ومما لا يعرفه الإسرائيليون؛ أن "شاليط" يأخذ يومياً حماماً شمسياً على شاطئ الأمل، ويقوم أسبوعياً بجولة سياحية في قطاع غزة، وقد سهل تنقله في السيارة إطلاقه للحيته قليلاً، فبدا كرجال حماس، وقد شاهد قبل أيام الأماكن التي دمرها الجيش الإسرائيلي، وأبدى تعاطفاً مع الفلسطينيين، وهو حريص على تعلم اللغة العربية مثلما يتعلم الأسرى العرب اللغة العبرية، ويظهر "شاليط" رغبة في الحياة وهو يشارك آسريه مزاحهم، ومزاجهم، وانفعالاتهم، وأخبارهم حتى صار جزءاً من حياتهم، وهذا ما لم يتحقق للأسرى الفلسطينيين. إضافة لما سبق، فإن آسري "شاليط" يؤكدون: أنهم لم يمسوه بسوء، ولم يتعرض للضرب، ولا للتحقيق، ولم يسأل عن أي شيء فعله قبل الأسر، ولم يقدموه إلى محاكمة زائفة كما تفعل "إسرائيل" مع الأسرى الفلسطينيين، ولم يهينوا إنسانيته، ويطالبوه بالتجسس معهم، ولم يبخلوا عليه بساعات الترفيه، ولا بالكراريس، والكتب، والإذاعة العبرية، وتقدم له كل أصناف المكسّرات، والمشروبات، وكل ما تشتهيه نفسه، بما في ذلك الدعاء له بالحرية.