دعو لاعتصام غدًا الاحد..

الأونروا تقسم "ظهر" معلمي الشواغر وقرارات جديدة قد تطيح بمباحث هامة من المدارس

الساعة 11:39 ص|10 ابريل 2021

فلسطين اليوم | مطر الزق

حالة من الغضب والسخط الشديدين عبر عنها العشرات من مُعلمي الشواغر في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بعد قرارات دائرة التعليم في "الأونروا" بالاستغناء عن خدماتهم خاصة لمعلمي بعض المواد الدراسية الاساسية كـ (التربية الاسلامية والمواد الاجتماعية وتكنولوجيا الحاسوب والرسم والرياضة).

فتحججت دائرة التعليم في "الأونروا" وفقًا لمعلمي الشواغر للمواد الدراسية بأن عودتهم مرتبطة بعودة التعليم الوجاهي اضافة الى أن رواتبهم ستتوقف حتى عودتهم الى التعليم خلافًا لعقد العمل الموقع بين الأونروا والمعلمين لمدة عامين قابلة للتثبيت.

الحالة النفسية والعصبية التي يعيشها معلمي الشواغر اليوم دفعتهم لتنظيم اعتصام احتجاجي على قرارات دائرة التعليم، سيبدأ يوم غدٍ الأحد الساعة العاشرة صباحًا بمشاركة أولياء المعلمين واتحاد المعلمين في الاونروا وعدد كبير من المتضامنين أهالي المعلمين وأصدقائهم الذين ظلموا سابقًا من قرارات الأونروا.

المعلم "محمد محمود" عبر عن غضبه الشديد لما آلت إليه الأوضاع في التعليم داخل وكالة الأونروا قائلًا: "قبل أشهر عدة خاض نحو 46 ألفًا من المعلمين امتحان التوظيف في الوكالة ونجح منهم حوالي 1200 معلم وجميعهم دخلوا مقابلة هي الأطول في تاريخ التعليم استمرت نحو ساعة كاملة".

وأوضح المُعلم محمود لـ "فلسطين اليوم" أن الأونروا تعمدت الاطالة في المقابلة لتختار صفوة المعلمين وكنت من بين صفوة المعلمين المختارين؛ لكن بعد قرابة شهر من التعليم تفاجأتُ بقرار الاستغناء عن خدماتنا كمعلمين في المواد الاجتماعية حتى عودة التعليم الوجاهي.

وأشار المعلم "محمود" إلى أن وقف معلمي الشواغر لبعض المواد الدراسية ظلم ولا يستند لأي مصوغ قانوني مطلقًا، متسائلًا لماذا التمييز والتفريق بين المواد الدراسية في الأونروا؟ قائلًا: "جميع معلمي المواد الأخرى خاضوا امتحان التوظيف والمقابلة مثلنا تمامًا لماذا نحن نجلس في بيوتنا وهم يمارسون وظيفتهم نحن نطالب بأن نمارس وظائفنا كغيرنا من المعلمين".

لطمس التراث الفلسطيني

الكاتب والباحث في شؤون اللاجئين د. ناصر اليافاوي أكد أن استثناء الأونروا بعض المواد الدراسية الأساسية وتوقيف بعض المعلمين بحجة التحول للتعليم الإلكتروني له تبعات على طلبة المدارس في مواصلة دراستهم التعليمية التي هي جزء أساسي من المناهج الدراسية الفلسطينية.

وأوضح اليافاوي لفلسطين اليوم، أن المواد الدراسية التي تم استهدافها من قبل الأونروا لها علاقة بتشكيل الوعي والنسق القيمي عند الفلسطينيين، مرجحًا وجود فئة تعمل في الخفاء داخل أروقة الأونروا لشطب التراث الفلسطيني التاريخي ومحاربة المنهج الفلسطيني الوطني.

وتساءل اليافاوي: "لماذا تم اختيار تلك المبحث خاصة بعد موجة اللغط الذى صاحب محاولة التلاعب بالمصطلحات الوطنية، وتبديل كلمة أسير بعريس ومحاولة تمرير مفاهيم تسهم في تشويه الإرث والتراث الوطني الفلسطيني؟

ولفت اليافاوي إلى ان الأونروا بدلت العديد من المصطلحات في وقت سابق ومنها على سبيل المثال:

- القدس مدينة كل الأديان وليست عاصمة فلسطين

- استبدال المدن الفلسطينية عام 1948 بمدن الضفة الغربية وقطاع غزة

- الغوا الحديث عن الاحتلال وسياسات الهدم وجدار الفصل العنصري

-  الغوا قضية الاسرى من المناهج الدراسية

ويرى اليافاوي أن تلك التعديلات محاولة خطيرة من ادارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لطمس معالم القضية الفلسطينية وسلخ الطالب الفلسطيني عن قضيته وهمومه لتؤكد أنها تنفذ سياسة تتماشى مع رؤى الاحتلال الإسرائيلي الذي اعترض  مرات على المنهاج الفلسطيني مدعياً أنه يحمل مضامين تحريضية وعنصرية.

وبين أن الأخطر من ذلك هو اقدام وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين على اجراء عدة تعديلات خطيرة على المناهج الدراسية الفلسطينية الجديدة من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائي، لتمرر من خلالها أفكارًا تعمل على طمس التاريخ والهوية والثوابت الفلسطينية.

ولفت إلى أن إدارة الأونروا أرسلت إلى قطاع غزة نشرات خاصة تحتوي على تفاصيل لحذف وتعديل بعض الموضوعات التي يتم تدريسها في مواد (التربية الإسلامية، والتنشئة الوطنية، واللغة العربية) للصفوف من الأول حتى الرابع للمرحلة الأساسية الفصل الدراسي الثاني كمرحلة أولى والمرحلة الإعدادية والثانوية كمرحلة ثانية.

وأوضح أن التعديلات على المنهج الدراسي للأونروا الجديد تجاوز الـ 50 تعديلًا جميعها تحمل مضمونًا سياسيًا بالدرجة الأولى، معتقدًا بأن الأونروا خضعت للإملاءات الإسرائيلية.

كلمات دلالية