خبر من يصدق رئيس الحكومة -معاريف

الساعة 11:32 ص|19 مارس 2009

بقلم: عوزي بنزمان

 (المضمون: تحتاج الحكومة الاسرائيلية المقبلة الى ان يثق بها الجمهور الاسرائيلي لكي تستطيع معالجة القضايا الحاسمة - المصدر).

كان لامين سر الحكومة المغادرة، عوفيد يحزقيل كشف: فقد وجد اختراع تخليص حكومات اسرائيل من الوحل الذي تغوص فيه عندما تأتي لادارة شؤون الدولة. ففي مقابلات صحفية بذلها بحزقيل في هذا الاسبوع عرض تغيير طريقة الانتخابات والعلاقات المتبادلة بين الحكومة والكنيست من اجل زيادة قدرة السلطة التنفيذية على الحكم. انه يوصي بسن دستور وتغيير قوانين الانتخابات على نحو يضطر مواطني الدولة الى الاختيار بين حزبين فقط.

يحسن الى ان يسارع امين السر النشيط، ووليه ايهود اولمرت الى تنفيذ الثورة الدستورية في الايام المعدودة التي بقيت لهما في الحكم ، يحسن التفكير في شكل تقبل الجمهور لاعلان رئيس الحكومة فشل التفاوض في اطلاق جلعاد شليت وتعلم شيء مهم وربما حاسم منه عن قدرات الحكم. لانه حتى من يصدق رواية اولمرت انه بذل كل ما في وسعه لاعادة الجندي المختطف الى بيته، لا يستطيع ان يتجاهل دعاوى حماس ان رئيس الحكومة يعرض على مواطني الدولة اكذوبة.

في الماضي السحيق، تُقبلت ر وايات العدو العربي في اسرائيل باستخفاف، وهي اليوم لا تبعث على الراحة: هي حماس هي التي رجعت عن اتفاقات سابقة؟ هل حماس هي التي شددت موقفها في مراحل التفاوض الاخيرة؟

الشك يأكلنا لان قادة اسرائيل، وليس اولمرت اولهم، نجحوا في ان يسموا وعي الجمهور بان كلمتهم ليست كلمة وانهم لا يحجمون عن سمل عينيه. بل ان مناحيم بيغن التف وتخلى من سيناء كلها، بخلاف تصريحاته، وكذلك اسحاق شامير الذي بين ان الالتزام السياسي هو توصية فقط، واسحاق رابين الذي وقع على اتفاق اوسلو الذي ناقض نظريته؛ ولن نتحدث عن اريئيل شارون المضلل البارز، والمخادع الشهير بنيامين نتنياهو، ومحب الحيل الدعائية ايهود باراك وبطل المتلعبين بالكلام ايهود اولمرت.

اذا حصرنا عنايتنا في رئيس الحكومة المغادر، الذي حثت خدمة يحزقيل الى جانبه في السنين الثلاث الاخيرة على ان يبادر الى اقتراحه، فان من اعلن بانه يتحمل مسؤولية كاملة عن نتائج حرب لبنان الثانية، لكنه امتنع عن استخلاص النتائج الشخصية المطلوبة من استنتاجات لجنة فينوغراد؛ ومن نظر مباشرة في عيني الجمهور وهو يعلن بأنه لم يأخذ قرشا واحدا الى جيبه في حين احتفظ من اجله في الخزانة بغلف المال النقد الذي حصل عليه من موريس تلانسكي – فقد القدرة على ان يحظى بثقة الجمهور حتى وهو يتحدث الحقيقة.

بعبارة اخرى، الثقة هي اسم اللعبة في قيادة الدولة. لا يستطيع الساسة، والجنرالات واصحاب المناصب الرفيعة الاخرى في الخدمة العامة التلاعب بالمواطنين بلا حد. تأتي لحظة يكشف فيها عن سلوكهم الحقير وعندها يفقدون قدرتهم على الحكم. يتقبل الجمهور بتفهم خداعا موجها الى العدو؛ لكنه يغضب عندما يوجه اليه. فضلا عن ذلك، في شروط الشفافية التي تضطر الحكومات الى العمل بحسبها في القرن الواحد والعشرين، وكذلك الكلام المزدوج الموجه الى آذان الخارجية ويرمي الى احراز هدف سياسي، قد يعمل مثل عصا مرتدة اذا ناقض بشدة الحقيقة او الرسالة التي وجهت الى الساحة الداخلية.

يجدر ببنيامين نتنياهو وسائر رؤساء الاحزاب حفظ هذه الحقيقة الاساسية في هذه الايام خاصة، وهم يفاوضون في تأليف الحكومة المقبلة. مهما يكن تركيب الحكومة، ستأتي سريعا جدا اللحظة التي لا تنجح فيها خرق الصيغ ومناديل الكلمات في جعلها تهرب من الحاجة الى الحسم. لن تنجح الحكومة المقبلة بغير الثقة في ان تحظى بثقة الجمهور؛ وبغير ثقة الجمهور لن تستطيع قيادة الدولة حسم القضايا الرئيسة (الاقتصاد والسياسة والامن) الملحة.