خبر سيستمر الضجيج الى ان يحل الموضوع

الساعة 11:31 ص|19 مارس 2009

بقلم: روبيك روزنتال

 (المضمون: لا ينبغي لمن ينادون باطلاق جلعاد شليت الكف عن اسماع الحكومة المقبلة احتجاجهم وضجيجهم لان الضجيج وحده هو الكفيل لاطلاق جلعاد شليت - المصدر).

تحرك الرقاص امس مساءا حركة قوية من "وجوب اطلاق جلعاد باي ثمن" ، الى "الخطوط الحمراء" لدولة اسرائيل. تحرك مع الرقاص ايضا الرأي العام، وتحرك "الاعلام"، ويتحرك الساسة ايضا.

في المرحلة القادمة ستفرغ خيمة الاحتجاج، وسيعود التفاوض الى الهدوء الذي لفه قراب ثلاث سنين وهو الهدوء الضروري لوجود "تفاوض ناجع". هذا الهدوء ضمان لشيء واحد هو ان تستمر قضية شليت على عض الجمهور الاسرائيلي، وعض الساسة، والتشويش على اجراءات جهاز الامن، لكنها لن تبلغ نهايتها. في قضية شليت، كان الهدوء عفنا كما قال جابوتنسكي في قصيدة "بيتار".

لا شيء اكثر اغضابا من الزعم الذي صدر عن اولمرت في بدء ايام خيمة الاحتجاج، ومن كلام رؤوس الجهاز الامني، على الضرر "الذي لا يمكن اصلاحه" الذي سببه الاحتجاج العام للتفاوض. لا شيء اقل اخلاقية من الاتيان الى الرجل المعتدل المتزن، الذي يحجم عن ان يقول كلمة لاذعة، وهو نوعام شليت، وان يهاجم من اجل "حملة اعلامية فاسدة".

الحقائق المكشوفة عكسية تماما. ففي مدة تقرب من ثلاث سنين عبر عن الاحتجاج العام ظهور صحفي رقيق اللفظ للعائلة مع وسائل الاعلام، ومقالات في الصحف ومسيرات اصدقاء من الجيش. لم يعق احد التفاوض عن ان يتم "بهدوء". كان لحماس المعطيات كلها "لتزيد موقفها مرونة" ولم تفعل ذلك.

واجهت الحكومة امكانا دائما لان تعرض على الجمهور ما تستصعب في الصفقة بل ان تنشىء جوا عاما ملائما لشأنها، ولم تفعل ذلك. لم يفد غطاء السرية على صفقة اطلاق السجناء عوض جلعاد شليت بزعم ان الكشف العام يضر بالتفاوض – لم يفد التفاوض، بل العكس نومه.

تم التفاوض بلا ضغط، وبغير احساس التعجل المناسب، وفي الحقيقة، كما يظهر مرة بعد اخرى، بغير رغبة بارزة لرئيس الحكومة الحالي ايهود اولمرت في جعل الموضوع هدفا رئيسا لا ينبغي التخلي منه الى ان يتم.

ان السبب الذي دعا اولمرت الى فعل ذلك يعبر عن الوضع النفسي لسياسي في مناصب رفيعة. على حسب القول المعروف لجون كينت غلبرايت الذي كتب الى الرئيس كندي ان "السياسة ليست فن الممكن، بل هي الاختيار بين الكارثة وبين الذي لا يطاق". لكن اولمرت اختار الا يقرر حتى امس، وخسر وقتا ثمينا، ولم يستطع ان يهاجم الموضوع ولا يتركه حتى يحل.

اخطأ ايهود اولمرت بانه لم يعرض المعضلة عرضا مباشرا وواضحا على الجمهور في الوقت المناسب. قد يكون فعل ذلك الان ليمهد طريقه الى الخارج باتفاق. لا يجب ان يضلله هذا ولا ان يضلل على وجه اليقين خلفه نتنياهو.

سيستمر الضجيج الى ان يحل الموضوع. سيستمر الضجيج لان موضوع جلعاد شليت يختلف عن معضلات سياسية وامنية كثيرة. فليس هو "عاطفيا" كما يعرضونه من اجل التقليل من قيمته ومن اجل دفعه مرة اخرى الى الركن البعيد في متسبيه هيلا. انه متصل بمسألة الحياة والموت، وبمسألة العقد غير المكتوب لمواطني دولة اسرائيل مع القيادة والجيش.

قد يقرر "مقر النضال" اعطاء نتنياهو "زمن هدوء" محدودا. سيكون هذا خطأ. فالضجيج حث اولمرت على العمل. والضجيج ارسل ديسكن وديكل في رحلة ماراثونية الى مصر. والضجيج اضطر حماس الى ان تقف ازاء جمهورها وازاء ما حولها علنا. الضجيج هو الامل الوحيد لجلعاد شليت.