خبر اولمرت على حق -معاريف

الساعة 11:29 ص|19 مارس 2009

بقلم: شلومو غازيت

(المضمون: ان خضوع اسرائيل لمطلب حماس اطلاق الاسرى الفلسطينيين الذين تطلبهم سيمنح هذه المنظمة نصرا في صعيد السياسة الفلسطينية الداخلية ويضعف ابا مازن - المصدر).

ليس جلعاد شليت، الموجود في اسر حماس منذ 1000 يوم، الاسير الاسرائيلي الاول الذي نحاول اطلاقه بصفقة تبادل.

عرفنا تبادل الاسرى والسجناء بعدد سني وجود الدولة، وما لم يوجد حل عام حقيقي للنزاع الاسرائيلي – العربي، فسنظل كما يبدو نشتغل بهذا. لكن يوجد مميز جديد خاص في هذه الحالة يجب ان يوزن.

بمقابلة المفاوضة التي تتم لاطلاق جلعاد، وهي المفاوضة التي لم تعد منذ زمن سرية، تجري معركة عامة نشيطة، يشارك فيها خبراء علاقات عامة وأناس اعلام يحاولون تجنيد تأييد عام واسع قدر المستطاع يفضي الى اطلاق شليت، والثمن واضح هو اطلاق جميع السجناء الذين تشتمل عليهم قائمة حماس.

من جهة ثانية يقوم "نادي الاباء الثاكلين"، وهم كما يبدو قلة من العائلات الثاكلة، تدعو الحكومة الى عدم الاستجابة لمطالب حماس الفنتازية. انها فنتازية بالنسبة للمقدار ولنوع المحررين.

كما قيل آنفا، ليست هذه اول صفقة تبادل نتمها لاطلاق اسير اسرائيلي، ومع ذلك كله لها مميز لا نظير له، لا يتصل بالثمن بل بنظام علاقاتنا بالفلسطينيين ودول المنطقة جميعا.

ان الخضوع الاسرائيلي لمطلب حماس سيمنح هذه المنظمة نصرا ايضا في مستوى السياسة الفلسطينية الداخلية.

يقوم في جدول العمل سؤال نسبة القوى بين قيادة فتح وحركة حماس، وما هي السياسة التي تفضلانها نحو اسرائيل.

بعقب عملية "الرصاص المصهور" زاد تأييد سكان الضفة الغربية لحماس زيادة كبيرة. ان خضوع اسرائيل لشروط حماس التي لا هوادة فيها ستمنحها وتمنح طريقها امتيازا عظيما. يمكن بشيء قليل من الخيال ان نفترض ما الذي كان أناس حماس سيقولونه لاسرائيل على وجه اليقين: "انظروا الى ما احرزتموه انتم في ثلاث سنين من التفاوض المرهق بين ايهود اولمرت وتسيبي لفني مع ابي مازن وابي علاء، وما الذي احرزناه نحن بطريقة النظام وبفضل اسير اسرائيلي واحد اعتقلناه".

بيد انه لا يوجد في الساحة المقابلة لبيت رئيس الحكومة معسكر ثالث هو معسكر رئيس السلطة الفلسطينية ابي مازن.

ان مصالح هذا المعسكر هي تقدير رئيس في التفاوض الذي نجريه. لا يمكن ان ينحصر التقدير الاسرائيلي فقط في سؤال كم من الاسرى وايهم يطلقون عوض الاسير الاسرائيلي.

من المهم ان يسمع موقف ابي مازن وان يؤخذ في الحسبان في كل جولة محادثات تتصل باطلاق شليت.